الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

روسيا "نمر من ورق" وأوكرانيا ستنتصر.. تحولات كبرى في علاقة واشنطن بموسكو

  • مشاركة :
post-title
ترامب وبوتين -صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقارير مراكز التفكير الغربية، تتكشف ملامح تحول غير مسبوق في علاقة الولايات المتحدة بروسيا، فلم تعد الحرب في أوكرانيا مجرد نزاع عسكري على حدود جغرافية، بل أصبحت ساحة اختبار كبرى لقدرة واشنطن وحلفائها الأوروبيين على رسم خريطة جديدة للتوازنات الدولية.

فبينما يصف ترامب روسيا بأنها "نمر من ورق" غارق في أزمات اقتصادية خانقة، تحذر مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية من أن الضمانة الأمنية الوحيدة القادرة على ردع موسكو تكمن في بناء قوة أوكرانية حقيقية قائمة على التقنيات الحديثة والتحالفات العسكرية المتينة.

أوكرانيا أقرب للنصر

في منشور على منصته "تروث سوشال"، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه بعد اطلاعه على الوضعين العسكري والاقتصادي في الحرب الروسية الأوكرانية، توصّل إلى قناعة بأن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، أصبحت قادرة على استعادة أراضيها كاملة.

وأوضح ترامب، "أن مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على الحرب دون حسم من جانب موسكو يكشف أن روسيا ليست قوة كبرى كما تدّعي، بل تبدو كنمر من ورق"، وأشار إلى أن أزمة الوقود، الطوابير الطويلة للحصول على البنزين، والإنفاق الضخم على الحرب، كلها مؤشرات على انهيار داخلي متسارع يعيشه الروس.

وأضاف ترامب أن أوكرانيا "بروحها العظيمة وقدرتها المتنامية" قد لا تكتفي باستعادة أراضيها بل ربما تتجاوز ذلك، مؤكدًا أن "الوقت مناسب كي تتحرك كييف في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب روسيا"، وفي ختام حديثه، أعرب عن أمنيته "بالخير لكلا البلدين"، مؤكدًا استمرار تزويد الناتو بالأسلحة لاستخدامها كما يشاء.

أوروبا تبحث عن ضمانات

في المقابل، كشفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن المسؤولين الأوروبيين يسابقون الزمن لصياغة ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا، بعدما أدركوا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير معنيّ بوقف هجماته، وأن أي تغيير في الأولويات الأمريكية قد يحرم كييف من دعم أساسي.

تركّزت المقترحات الأوروبية على عدة مسارات، منها نشر قوات محدودة في أوكرانيا كقوات طمأنة، وفرض عقوبات إضافية على روسيا، وتزويد كييف بالمزيد من الأسلحة التقليدية والمتطورة، والالتزام نظريًا بالدفاع عن أوكرانيا.

لكن التقرير يؤكد أن هذه الإجراءات غير كافية وحدها، وأن الخيار الحقيقي يتمثل في "شل قدرات روسيا عمليًا عبر الاستثمار في الصناعات الدفاعية الأوكرانية وإغراقها بالتقنيات المتقدمة".

مقترحات أوروبية

ومن أبرز المقترحات الأوروبية إنشاء "درع السماء الأوروبي لأوكرانيا"، وهي مبادرة تقضي بتخصيص نحو 120 طائرة مقاتلة أوروبية لحماية أجواء كييف من الصواريخ والطائرات المسيّرة، هذا إلى جانب استراتيجية "القنفذ الفولاذي" التي تهدف إلى تحصين أوكرانيا بحيث تُفشل أي هجمات روسية مستقبلية.

كما دعت "فورين أفيرز" "الدفاع الأوروبي – الجاهزية 2030" إلى اعتبار بقاء أوكرانيا عنصرًا أساسيًا لأمن القارة، والاستثمار بشكل واسع في صناعاتها الدفاعية.