الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مندوب الشرق الأوسط بسوق كان للتلفزيون: مصر رقم 1 بالإنتاج العربي

  • مشاركة :
post-title
باسل حجار مندوب الشرق الأوسط لسوق كان الدولية للتلفزيون

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

تتحول مدينة كان الفرنسية في شهر أكتوبر من كل عام إلى قبلة صناع التلفزيون والمحتوى المرئي من مختلف أنحاء العالم، مع انطلاق فعاليات معرض MIPCOM 2025، السوق الدولية الأهم للإنتاج والتوزيع التلفزيوني.

ويعد المعرض الذي يُقام في قصر المهرجانات خلال الفترة من 13 إلى 16 أكتوبر، أكبر تجمع عالمي لخبراء الصناعة، إذ يستقطب أكثر من 11 ألف مشارك يمثلون 100 دولة و350 جناحًا، ما يجعله الحدث الأبرز على أجندة الإعلام والدراما العالمية.

في حواره مع القاهرة الإخبارية، كشف باسل حجار، مندوب الشرق الأوسط لسوق كان الدولية للتلفزيون، عن ملامح الدورة الجديدة هذا العام، متوقفًا عند أبرز مفاجآتها، ومحللاً طبيعة المشاركة العربية والمصرية والتحديات والفرص التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، وفرص الاستفادة من هذا التجمع لأكبر محتوى تليفزيوني في تقديم محتوى جذاب وقادر على الوصول إلى العالمية.

عقود من التطوير

سوق كان للتلفزيون التي بدأت قبل 6 عقود، استطاعت أن تبنى جسورًا من الثقة مع صناع المحتوى التلفزيوني على مستوى العالم إلا أن بدايتها عام 1963 مختلفة إذ حملت اسم MIPTV، أي "السوق العالمية للإنتاج التلفزيوني"، بحسب ما أكده باسل حجار، وعن ذلك قال: "كانت تضم حينها سبع دول فقط تمتلك قنوات تلفزيونية، غير أن دورة هذا العام ستتضمن مفاجأة كبرى، وهي الحضور الرسمي والرئيسي لمنصة يوتيوب، التي تقدم برنامجًا جديدًا يركز على اقتصاد المبدعين، وأكد أن دخول يوتيوب بقوة إلى هذا الحدث يعكس التحولات الجوهرية التي يشهدها الإعلام العالمي، إذ لم تعد المنصات الرقمية مجرد وسيط، بل صارت شريكًا محوريًا في صناعة المحتوى.

تكريم مصر

تظل مصر ركيزة أساسية في المشهد الإعلامي العربي وهذا ما يؤكده باسل حجار بحديثه من خلال حضورها الدائم في سوق MIPCOM، مشيدًا بما وصفه بـ"الأهمية التاريخية والفنية للإنتاج المصري الذي اكتسح العالم العربي".

وفي هذا السياق، أضاف: "مصر رقم واحد في الإنتاج العربي، وكنت أعمل على مشروع لتكريمها في MIPCOM خلال فترة حكومة المهندس إبراهيم محلب، لكن التغييرات حالت دون ذلك، ومع ذلك أتطلع إلى حضور مصري أقوى في الدورات المقبلة، فمصر تعني لي الكثير".

يؤكد أن التلفزيونات المصرية تعتمد بدرجة كبيرة على إنتاجها المحلي، خاصة البرامج الرمضانية، بينما نادرًا ما تعرض محتوى أجنبيًا.

ويشير حجار إلى أن MIPCOM 2025 سيشهد مشاركة استثنائية من شركات كبرى عاملة في قطاعات الإنتاج والتوزيع والمحتوى الرقمي، بينها: Snapchat، Samsung TV Plus، TikTok، Tubi، Luma AI وغيرها كما تشارك استديوهات وكيانات عالمية مؤثرة، منها: BBC Studios، Beta Film، Disney، Metador، ITV Studios، بالإضافة إلى وكالات وعلامات تجارية دولية بارزة.

كما تطرق حجار إلى مفهوم "الأسواق الصاعدة"، مؤكدًا أنه يولي اهتمامًا خاصًا بالأنشطة المحلية في المنطقة العربية، والتي تحتاج إلى مزيد من الترويج.

كما لفت إلى أن الدورة الجديدة ستشهد مشاركة عربية واسعة من الإمارات والسعودية وقطر ولبنان وغيرها.

وأوضح أن المؤسسات الإعلامية العربية تشارك للبحث عن برامج جديدة وإبرام صفقات توزيع، لكنه لفت إلى أن الأوضاع السياسية في المنطقة، وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا، انعكست على طبيعة المشاركة، إذ باتت القنوات أكثر انشغالًا بالأخبار من الترفيه.

الذكاء الاصطناعي

لم يكن الذكاء الاصطناعي الذي يمثل سحر هذا العصر بعيدًا عن أكبر تجمع لصناع المحتوى المرئي بالعالم، وأكد حجار أن إدارة MIPCOM تسعى دائمًا لتبني أحدث الاتجاهات العالمية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. وأعلن أن الدورة المقبلة ستشهد نحو 50 محاضرة متخصصة، إلى جانب قمة مخصصة للذكاء الاصطناعي ضمن مختبر MIP للابتكار، الذي يجمع بين العروض التوضيحية والتواصل المباشر مع المتخصصين.

كما ستشهد الفعاليات قمة دولية للإنتاج الدرامي المشترك، تتضمن تحليلات حصرية وعروضًا تقديمية وحلقات نقاشية، بمشاركة أسماء بارزة مثل: كارولين بينجو، الرئيسة التنفيذية المشاركة والمنتجة في Haut et Court، وكريستيان فيسبر، الرئيس التنفيذي للدراما العالمية والسينما في Fremantle، وستيف ماثيوز، الرئيس المشارك لقسم النصوص الإبداعية في Banijay.

أكد مندوب الشرق الأوسط أن مهمته الأساسية تتمثل في دعم وصول الإنتاج العربي إلى العالمية. وقال:"لا يمكن أن نحقق الانتشار العالمي ونحن جالسون في مكاتبنا، يجب أن يخرج المنتجون العرب ويشاركوا في مثل هذه المنصات الدولية، ليعرضوا أعمالهم أمام المنتجين والموزعين العالميين".

وأضاف أن المطلوب هو التحول من استهلاك المحتوى الأجنبي إلى تصدير المحتوى العربي، بدلًا من الاكتفاء بدبلجة واستيراد البرامج.

رؤية مستقبلية

وفي رؤيته لمستقبل المحتوى العربي، اعتبر حجار أن جودة الإنتاج يجب أن ترتقي إلى المعايير العالمية، مشيرًا إلى تجربة الدراما التركية التي غزت الأسواق الدولية بفضل الدعم الحكومي الكبير ومستوى الإنتاج الراقي.

وأكد أن هذا النجاح يمكن أن يتكرر عربيًا إذا توافرت استثمارات أكبر من المنتجين والمستثمرين إلى جانب دعم حكومي مباشر لقطاع المحتوى المرئي.

يُعد معرض MIPCOM 2025 بمثابة مركز صناعة المحتوى العالمي، إذ يجتمع على مدى أربعة أيام أبرز الفاعلين في قطاع التلفزيون، من جهات بث ومنتجين واستديوهات وموزعين ومشاهير، وبفضل الحضور العربي المتزايد إلى جانب المشاركة الواسعة من عمالقة الإعلام العالمي، تواصل هذه السوق ترسيخ مكانتها كمنصة لا غنى عنها لصناعة التلفزيون والمحتوى الرقمي.