ــ فيلم "سلمى" لم يعرض حتى الآن في سوريا لأسباب بعيدة عن الفن
ــ مطر حِمص" نقطة تحول في مشواري.. وأحلم بتقديم عمل تاريخي
يحطّ المخرج السوري جود سعيد رحاله في بغداد، مشاركًا بفيلمه "سلمى" ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي الدولي، بعد أن جاب العمل عددًا من أهم المهرجانات الدولية، من قرطاج إلى القاهرة مرورًا بالمغرب وفرنسا، ليكتب اليوم فصلًا جديدًا في رحلته السينمائية، وسط جمهور عُرف بحفاوته وعشقه للفن.
وفي تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، يكشف سعيد عن كواليس تجربته، ورؤيته للمهرجان، وأبرز محطات مشواره الفني، إذ أعرب عن سعادته بمشاركة فيلمه الجديد "سلمى" في الدورة الثانية من مهرجان بغداد، مؤكدًا أن حضوره في العاصمة العراقية، يمثل له تجربة مختلفة على الصعيدين الفني والإنساني.
وقال سعيد: "هذه ثاني مشاركة لي في مهرجان بغداد، لكنها أول زيارة فعلية للعراق، فالمرة السابقة شارك فيلمي (رحلة يوسف) دون أن أحضر، واليوم أشعر بامتنان كبير لهذه الحفاوة من الجمهور العراقي، الذي حضر الفيلم؛ رغم عرضه في وقت متأخر، وكانت ردود الفعل مبهجة".
جائزة الجمهور
نجح الفيلم خلال رحلته في المهرجانات الدولية أن يقتنص أربع جوائز، لكن كانت من بين هذه الجوائز واحدة قريبة لقلب المخرج السوري، إذ قال: "جائزة الجمهور في مهرجان قرطاج هي الأقرب إلى قلبي؛ لأنها تحمل معنى كبيرًا عند أي مخرج، خصوصًا أن هذه ثالث مرة يفوز فيلم لي بها، وهو ما يجعل علاقتي بالجمهور مميزة جدًا".
يشير جود سعيد إلى سبب عدم عرض الفيلم داخل بلده سوريا حتى الآن، قائلًا إن العمل لم يُعرض حتى الآن لأسباب وصفها بأنها "بعيدة عن الفن"، مضيفًا: "لا أريد الخوض في تفاصيل سياسية، لكن للأسف الفيلم لم يحصل على موافقة للعرض داخل سوريا، وسيبقى الأمر كذلك".
مطر حِمص
وعن الفيلم الذي اعتبره نقطة تحول في مشواره الفني، أشار إلى فيلمه الشهير "مطر حمص"، الذي عُرض عام 2017 بعد تصويره في فترة صعبة، موضحًا: "هذا الفيلم غيّرني على المستوى الفني، وفرض نفسه بجرأة، لأنه تناول حكاية افتراضية في مدينة حمص الخالية أثناء الحرب، ودعا للحب والمصالحة ونبذ التطرف، وأنه تم تغيير الفيلم بشكل مختلف سياسيًا، ولكنه يدعو للحب".
طموح تاريخي
يكشف جود سعيد عن رغبته في خوض تجربة مختلفة خلال المرحلة المقبلة، قائلًا: "أتمنى تقديم عمل تاريخي كبير، يتناول حقبة معروفة بشكل مختلف عن المعتاد، لكن الإنتاجات التاريخية تمر حاليًا بأزمة تمويل، ومع ذلك أنا جاهز في حال توفرت الفرصة".
وفيما يخص تمثيل السينما السورية في جوائز الأوسكار، أوضح سعيد أنه أرسل فيلم "سلمى" لترشيحه، لكن الأمر لم يُتابَع بالشكل الكافي، قائلًا: "للأسف لم يتم التعامل مع الملف بجدية، ولم يُقدَّم الفيلم رسميًا للترشيح".