الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غسان مسعود: العالمية جاءت بالصدفة والفن تحد للموت وانتصار للحياة

  • مشاركة :
post-title
غسان مسعود

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

فيلم "محارب الصحراء" يتناول موقعة ذي قار ويُعرَض في زيورخ
أرفض المناصب لأنها تدمر مسيرة الفنان.. والشهرة لم تغيرني
مصر تمتلك تاريخًا عريقًا في السينما

طوال ما يقارب أربعة عقود، رسخ الممثل السوري الكبير غسان مسعود مكانته كأحد أبرز نجوم الدراما والسينما العربية، متجاوزًا حدود المحلية إلى آفاق عالمية. من المسرح إلى الدراما التلفزيونية، وصولًا إلى مشاركته في أفلام كبرى مع نجوم هوليوود وأوروبا، ظل وفيًا لقناعته بأن الفن رسالة إنسانية.

ورغم النجاح العالمي الذي حققه، لم تغيره الشهرة، وظل متمسكًا بتواضعه ومبادئه، رافضًا المناصب الإدارية التي قد تقيد إبداع الفنان.

وفي أول حوار له بعد غياب طويل عن الإعلام، تحدث غسان مسعود لـ "موقع القاهرة الإخبارية"، عن رؤيته للسينما العربية، ومعاييره الدقيقة في اختيار أدواره، وتجربته الجديدة في فيلم "محارب الصحراء" المنتظر عرضه في مهرجان زيورخ، كما توقف عند علاقته بالدراما المصرية، ومشاركته الحالية في مهرجان بغداد السينمائي الدولي.

رسالة مختلفة

حول مشاركته الحالية كرئيس لجنة تحكيم في مهرجان بغداد السينمائي الدولي، قال مسعود: "هذه الدورة الثانية من المهرجان، وكان من المفترض أن أكون حاضرًا في النسخة الأولى، لكن حالت الظروف دون ذلك. بغداد بلد الثقافة والشعر والفن التشكيلي والفلسفة، ومن الطبيعي أن تستعيد دورها الثقافي بين العواصم العربية. ما يحدث اليوم خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة بغداد إلى ثقلها الحضاري، وأنا سعيد بأن أكون جزءًا من هذه العودة".

وأضاف مسعود أن إقامة مهرجان فني في بغداد وسط الظروف الصعبة يحمل رسالة قوية، مفادها أن الفن أقوى من الموت، قائلاً: "فكرة أن يُقام مهرجان في بغداد وسط كل ما يحدث من معارك تحمل رسالة واضحة، إن للفن رسالة مختلفة. قلت قبل أيام إن الأمر قد يبدو غريبًا في زماننا أن توجد ظاهرة حضارية لا تُقتل. اليوم نأمل أن تكون هذه الظاهرة الحضارية – أي الفن – تحديًا للموت، وانتصارًا للحياة والمعرفة والفن. هذا بحد ذاته مؤشر كبير يجعلنا نحلم أكثر، ونسعى لأن يسير الحلم على قدميه بدل أن يبقى حبيس رؤوسنا".

السينما العربية وآفاقها العالمية

يرى مسعود أن العالم بات قرية صغيرة، ما يفرض على السينما العربية أن تسعى للحضور العالمي، موضحًا: "من واجبنا أن نعمل على أن تكون السينما العربية ذات تأثير على الساحة الدولية. لكن ذلك يحتاج إلى أمرين: أولًا، إيمان حقيقي من أصحاب القرار بأن الفن فعل ثقافي وحضاري يعكس صورة العرب أمام العالم. ثانيًا، قناعة لدى رجال الأعمال بأن الاستثمار في السينما استثمار ناجح، عندها فقط يمكن أن ننتج أعمالًا قادرة على المنافسة عالميًا".

محارب الصحراء

وحول معايير اختياراته لأدواره بعد وصوله للاحتراف والعالمية، قال: "أول معيار بالنسبة لي هو المخرج: من هو؟ ثم النص: من كتبه وما قيمته؟ أرى أن هناك كفاءات ومواهب رائعة في العالم العربي. وبما أن الحوار موجه للإعلام المصري، لا بد أن أشير إلى أن لمصر تاريخًا عريقًا في السينما يمتد إلى ما يقارب 120 عامًا، أي بعمر السينما نفسها، وهو تاريخ يستحق أن يُستثمر ويُبنى عليه".

وكشف مسعود عن أحدث مشروعاته العالمية، فيلم "محارب الصحراء"، قائلاً: "هناك فيلم جديد بعنوان 'محارب الصحراء' سيُعرض بعد أيام في مهرجان زيورخ بسويسرا، وكانت تجربة صعبة ورائعة في الوقت نفسه. الفيلم يتناول حقبة مهمة في التاريخ، وهي موقعة ذي قار، التي تدور حول الملك كسري والملك النعمان بن المنذر. الفيلم من الأعمال القوية والمهمة، وأجسد فيه دور الملك النعمان".

الأفلام الأجنبية

وعن تجاربه الاحترافية في السينما العالمية، قال مسعود إنها جاءت بالصدفة البحتة ولم يسعَ لها، وقد عمل في أفلام عديدة أجنبية، ليست أمريكية فقط، بل من دول متعددة منها تركيا وطاجيكستان وفرنسا وبعض دول آسيا. وأضاف أن هذه التجارب أضافت له الكثير، لكنها لم تغير من طبيعته الإنسانية ولم تغرِه الشهرة.

رفض المناصب

اختتم غسان مسعود حديثه بالتأكيد على رفضه تولي أي مناصب إدارية: "عُرضت علي مناصب إدارية كثيرة في حياتي، لكنني أرفضها دائمًا. لا أريد الدخول في هذه الدوامة، فالمناصب قد تدمر الفنان، وأنا اخترت أن أبقى في عالمي الفني بعيدًا عنها".

وعن موقفه من التفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي، أوضح: "لا أنشغل بوسائل التواصل الاجتماعي، ولا أحب الهجمات أو الردود التي تدور فيها. أبنائي أحيانًا ينزعجون من بعض الشائعات التي تطلق، مثل شائعة وفاتي، لكنني لا أرد ولا أعطي الأمر أهمية؛ هذا العالم لا يعنيني".