أصدرت حركة حماس الفلسطينية ردًا قويًا على كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفة السماح لمطلوب للجنائية الدولية بالمحاضرة عن العدالة والحقوق في الأمم المتحدة بأنه "من المفارقات".
وقالت الحركة، في بيانٍ اليوم الجمعة، إنه "من المفارقات أن يُسمح لمطلوب للجنائية الدولية أن يحاضر في الأمم المتحدة عن العدالة والإنسانية والحقوق".
إنكار الجرائم
وشددت حماس على أن "إنكار نتنياهو لجرائم الإبادة والتهجير القسري والتجويع في غزة لن يغير من الحقائق الراسخة التي وثقتها التقارير الأممية والدولية".
واعتبرت أن "تكرار نتنياهو دعايته المضللة حول أحداث السابع من أكتوبر ما هو إلا هروب إلى الوراء بعد تهاوي هذه الدعاية أمام الرأي العام العالمي".
كما أكدت الحركة أن نتنياهو وحده المسؤول عن "تعطيل الوصول إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح محتجزيه" بإصراره على استمرار العدوان.
فشل وهم السيطرة على غزة
ورفضت حماس بشكل قاطع ما أعلنه نتنياهو بشأن سعيه للسيطرة على قطاع غزة و"زرع حكومة عميلة"، مؤكدة أن هذا "وهم خالص لن يتحقق وشعبنا لن يسمح به".
وخلصت الحركة إلى أن "مقاطعة غالبية وفود الدول لكلمة نتنياهو يعكس عمق العزلة الدولية التي باتت تحاصره واتساع التضامن العالمي مع حق الشعب الفلسطيني".
وجددت التأكيد على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس هو "حق أصيل غير قابل للتصرف ولن تنال منه جرائم المحتل".
قاعة شبه فارغة
وألقى نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، في قاعة شبه فارغة بعد انسحاب معظم الوفود، في موقف احتجاجي ضد نتنياهو وحرب الإبادة في قطاع غزة التي توشك على دخول عامها الثالث.
وقال نتنياهو، إن بقايا حماس لا تزال موجودة في مدينة غزة "ويجب أن ننهي المهمة بأسرع وقت ممكن".
وزعم أن إسرائيل هي من تقدم الغذاء لسكان غزة، وأن "حركة حماس هي التي تسرق المساعدات وتمنع سكان مدينة غزة من مغادرتها وتهددهم".
وبشأن الإبادة الجماعية التي ترتكبها بلاده في غزة، قال نتنياهو: "إذا كنا نريد ارتكاب إبادة جماعية في مدينة غزة لما طلبنا من المدنيين مغادرتها.. فطوال الأسابيع الثلاثة الماضية أسقطت إسرائيل منشورات تحث المدنيين في مدينة غزة على مغادرتها".
وخلال كلمته، وجَّه نتنياهو رسالة للمحتجزين الإسرائيليين في غزة، وقال إنه حاصر غزة بمكبرات صوت تبث خطابه، قال فيها "أقول للرهائن في غزة نحن لم ننسكم، ولن نستسلم، ولن ندخر جهدًا حتى نعيدكم إلى دياركم".
كما وجه رسالة إلى قادة حماس قال فيها: "سلموا سلاحكم، وأطلقوا سراح كل الرهائن، وإن لم تفعلوا ذلك، فإن إسرائيل ستطاردكم".
وتحدث نتنياهو عن اعتراف عدد من الدول الغربية بالدولة الفلسطينية، وقال "أقول لقادة الغرب إن إسرائيل لن تسمح لكم بالعمل على إقامة دولة فلسطينية.. إعطاء الفلسطينيين دولة على بعد ميل من القدس بعد السابع من أكتوبر ضرب من الجنون لن نقبله أبدًا".