أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حرص بلاده الصادق والقوي على وقف الحرب في غزة، والمساهمة في إعادة إعمارها، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مع الحفاظ على أرواح المصريين.
كما أشار الرئيس المصري إلى الاعتداءات التي طالت بعض السفارات المصرية في الخارج، موضحًا أن جزءًا منها نابع من جهل البعض، وآخر من لؤم ومكر من أهل الشر، مؤكدًا أن مصر لا تتآمر على أحد، وأن الشعب المصري مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، وأنه لن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر.
جاء ذلك خلال كلمه للرئيس المصري، فجر اليوم الجمعة خلال جولته بالأكاديمية العسكرية المصرية، بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، تبادل فيها الحوار مع طلبة الأكاديمية حول أبرز المستجدات الإقليمية والتطورات الداخلية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، إن الرئيس السيسي أجرى جولة تفقدية في الأكاديمية فجر اليوم، وكان في استقباله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية وقادتها، كما استهل الجولة بأداء صلاة الفجر مع الطلبة، ثم تابع جانبًا من الأنشطة التدريبية التي ينفذها الطلاب، كما شاركهم تناول وجبة الإفطار في أجواء يسودها التقدير والانضباط.
وفي السياق ذاته، أشاد الرئيس المصري بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، مثمنًا جهود نظيره الأمريكي دونالد ترامب لإيقاف الحرب في غزة، وحرصه الحثيث في سبيل تحقيق ذلك.
شباب مصر هم الأمل
وفي سياق آخر، أعرب الرئيس المصري عن اعتزازه بما لمسه من جدية والتزام بين صفوف طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدًا أن الهدف من الزيارات المتكررة للأكاديمية هو الاطمئنان على أحوال الطلاب، ومتابعة البرامج التعليمية التي تشهد تطويرًا مستمرًا بهدف صقل قدراتهم، بما يسهم في إعداد كوادر وطنية متميزة تخدم مؤسسات الدولة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن شباب مصر هم الأمل في بناء المستقبل، مشددًا على ضرورة مواصلة الاهتمام بهم في مختلف ربوع الوطن، لما يمثله ذلك من دفع لمعدلات التقدم والأداء إلى آفاق غير مسبوقة.
وفي سياق بناء الإنسان المصري، نوّه الرئيس السيسي إلى أن كلية الطب العسكري جاءت استجابةً لتطلعات شباب وشابات مصر، لما توفره من تعليم ورعاية وحماية، وهو ما دفع الأسر المصرية إلى الحرص على إلحاق أبنائهم بها.
كما دعا المنابر المجتمعية، من إعلام ومساجد وكنائس، إلى الاضطلاع بدورها في إحداث الأثر المنشود وتحقيق التغيير المنشود.
الشأن الداخلي
وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي، أشاد الرئيس المصري بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، مشيرًا إلى أن التحديات الإقليمية المحيطة أسفرت عن فقدان نحو 9 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال العامين الماضيين.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس السيسي إلى دراسة تجارب الدول التي واجهت ظروفًا صعبة وتجاوزتها بالإرادة والعمل والصبر، وصولاً إلى التغيير المنشود في حياتهم.
وثمَّن الرئيس السيسي مستوى الوعي والفهم لدى أبناء الشعب المصري، والذي تجلى في ردود الأفعال تجاه التحديات الراهنة، مؤكدًا أن المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلب تقديرًا سليمًا ودراسة متأنية لكل خطوة، إذ إن أي تقدير خاطئ قد يقود إلى المجهول.
كما أشاد بوعي الشعب المصري وصلابته التي تعززت منذ عام 2011، رغم ما واجهه من مكائد ومؤامرات كان ثمنها غاليًا.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس المصري الطلاب إلى الحفاظ على وعيهم وفهمهم ومعنوياتهم وصحتهم، وعلى أملهم في الله، موجهًا التحية إلى جموع المصريين، ومختتمًا حديثه بالقول “دائماً لدينا ثقة في الله… ثقة في عدالة موقفنا… وأمانة وإخلاص في مسارنا".
واختتم الرئيس السيسي جولته بتمنياته الصادقة بالتوفيق والسداد لطلاب الأكاديمية، موجّهًا رسالة شكر وتقدير إلى أسرهم، عرفانًا بدورهم في تنشئة جيل قادر على حمل أمانة الوطن، والمضي به نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.