يلتف العديد من المذيعين في الولايات المتحدة حول الإعلامي الأمريكي جيمي كيميل، بعد قرار وقف برنامجه الساخر على قناة "إيه بي سي"، إثر تصريحاته بشأن مقتل السياسي اليميني تشارلي كيرك، وذلك وسط تهديدات جديدة أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد القناة عقب قرارها إعادة بث البرنامج.
تدخل حكومي
ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، علّق المذيع الأمريكي جو روجان على قرار تعليق برنامج جيمي كيميل الحواري تحت ضغوط من إدارة ترامب، قائلاً: "لا ينبغي للحكومة أن تحدد ما يقوله الساخرون".
وكان روجان من أبرز المؤيدين لترامب خلال حملته عام 2024، وقال في بودكاست: "بالتأكيد لا أعتقد أن الحكومة يجب أن تتدخل أبدًا في إملاء ما يمكن أو لا يمكن أن يقوله ممثل كوميدي في برنامجه".
وأضاف: "إذا كان هذا التدخل يحدث بالفعل وكان المحافظون يدعمونه، فإنهم مجانين، لأنهم في النهاية سيكونون هدفًا لهذه الرقابة".
حرية تعبير زائفة
كما دافع كل من ستيفن كولبير وجون ستيوارت عن كيميل وحرية التعبير خلال برامجهما المسائية. وقال كولبير في برنامجه "ذا ليت شو": "جيمي، أقف معك ومع فريقك بكل قوة"، مضيفًا: "هذه رقابة صارخة.. كلنا جيمي كيميل".
أما جون ستيوارت، الذي يستضيف عادةً برنامج "ذا ديلي شو" يوم الاثنين فقط، فقد ظهر في حلقة خاصة يوم الخميس، وتناول بدوره قضية حرية التعبير.
وقال ستيوارت: "لقد وضعت إدارتنا العظيمة قواعد واضحة للغاية لحرية التعبير. والآن، قد يجادل بعض المتشائمين بأن مخاوف هذه الإدارة بشأن حرية التعبير ليست سوى خدعة ساخرة وواهية، وستار دخان لإخفاء ترسيخ غير مسبوق للسلطة وترهيب جماعي يتناقض ببرود مع مبادئ أي جمهورية دستورية".
تهديد ترامب
من جانبه، جدّد ترامب تهديداته لقناة "إيه بي سي" بعد قرارها إعادة البرنامج، ملمحًا إلى إمكانية رفع دعوى قضائية جديدة مشابهة لتلك التي كسبها في وقت سابق.
ووصف ترامب الشبكة بأنها "مضللة"، معتبرًا أن عودة كيميل تمثل مساهمة غير قانونية لصالح الحزب الديمقراطي.
وكتب على منصته "تروث سوشيال": "لماذا يعيدون شخصًا فقد جمهوره ولا يضيف أي قيمة؟ سنختبرهم كما فعلنا سابقًا، فالمرة الماضية حصلنا على 16 مليون دولار".
استئناف البث
كانت قناة "إيه بي سي" التابعة لشركة "والت ديزني" قد أوقفت برنامج كيميل الأسبوع الماضي بسبب تعليقاته حول المشتبه به في مقتل السياسي اليميني تشارلي كيرك.
واستؤنف بث البرنامج مساء الثلاثاء، منهياً مواجهة استمرت قرابة أسبوع أثارت تساؤلات حول حرية التعبير والتعديل الأول للدستور الأمريكي.
وبدأ الجدل حين صرّح كيميل بأن حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" تحاول تحقيق مكاسب سياسية بالقول إن "قاتل كيرك المزعوم ليس من أتباعها".
وبعد عودته، دعا كيميل جمهوره إلى مواجهة تهديدات ترامب، موضحًا أنه لم يقصد مطلقًا التقليل من شأن مقتل كيرك أو تحميل المسؤولية لأي جماعة بعينها.
تسييس وعنف
وأشارت "سي إن إن" إلى أن الجدل الدائر حول قضية كيميل يعكس مدى تسييس الآراء والتعليقات، حيث تدفع حملات مؤثرة نحو فصل أي إعلامي تُعتبر تصريحاته غير مرضية.
ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه ترامب ملاحقة شركات الإعلام، خاصة عندما لا تتوافق تغطيتها مع مواقفه، كما حدث في دعوى تشهير بقيمة 15 مليار دولار رفعها ضد صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أن يرفضها قاضٍ فيدرالي لاحقًا.