تباينت آراء الخبراء حول سيناريوهات اغتيال الناشط اليميني الأمريكي تشارلي كيرك، البالغ من العمر 31 عامًا، أمس الأربعاء، بعد تعرضه لإطلاق نار خلال فعالية في جامعة "يوتاه فالي" بمدينة أوريم، وفي حين يرى البعض أن منفذ الهجوم كان هاويًا، أكد البعض الآخر أن اللقطات تُظهر اغتيالًا مُخططًا له بعناية، بحسب صحيفة "ذا تليجراف".
مهارة عالية
وفقًا للصحيفة البريطانية، لم تكن هذه جريمة قتل عفوية. لم يخرج مطلق النار من بين الحشد، كاشفًا عن نفسه لآلاف الطلاب. ولم يطلق النار عدة مرات، كما فعل توماس ماثيو كروكس، في محاولته اغتيال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الخبراء يعتقدون أنه من المستبعد جدًا أن يتمكن مسلح غير متمرس من إصابة كيرك من مسافة مركز لوسي، وهو مبنى يبعد نحو 200 متر عن مكان إقامة الفعالية، حتى في يوم صافٍ دون رياح قوية. واتفق خبراء المقذوفات على أن الطلقة تتطلب تدريبًا.
وقال جون ميلر، محلل في مجال إنفاذ القانون والاستخبارات، "إن إطلاق رصاصة واحدة من مسافة 130 مترًا يُشير إلى أن الجاني ليس جديدًا على إطلاق النار". وأضاف: "هذا شخص يُدرك تمامًا ما يفعله، لم يكن هاويًا".
مجرد هاوٍ
على النقيض من ذلك، وصف أحد أشهر قناصة أمريكا قال إنها تحمل سمات مطلق النار "عبر الإنترنت" وليس عسكريًا محترفًا، وفقًا لـ"ذا تليجراف" البريطانية.
وفي هذا الصدد، قال نيكولاس رانستاد، الرقيب الأمريكي، الذي سجّلت طلقته التي بلغت 2065 مترًا في أفغانستان، الرقم القياسي لأطول طلقة قناص، إنه لا تزال هناك علامات على أن منفذ الاغتيال شخص هاوٍ.
وذكر رانستاد، لصحيفة "ميل أونلاين"، أن القاتل ربما كان مطلق نار عبر الإنترنت، وليس قناصًا أو جنديًا مدربًا"، مضيفًا: "ربما كان يستهدف الرأس، لكنه لم يأخذ في الاعتبار الرياح، وانحرفت الرصاصة قليلًا. كذلك لم يأخذ في الاعتبار انخفاض الرصاصة أو زاوية إطلاقها".
غياب أمني
وفقًا للتقارير، لم يكن هناك أكثر من ستة ضباط شرطة في مكان الحادث، وقال الطلاب الحاضرون إنه كان بإمكان أي شخص الدخول.
في غضون ثوانٍ، جرّ حارس كيرك إلى العشب، وضغط بشدة على الجرح الغائر الذي أحدثته الرصاصة في حلقه. وبحلول ذلك الوقت، كان كيك فقد على الأرجح كميةً كبيرةً من الدم.
حمل فريق من ستة رجال كيرك أفقيًا إلى سيارة دفع رباعي سوداء كانت تنتظره، وكان جسده المرتخي مغطى بالدماء.
اغتيال كيرك
في الساعة 11:50 صباحًا، جلس كيرك مدافعًا عن ماجا، أمام آلاف الطلاب في جامعة يوتا، وهي جامعة ذات ميول محافظة، وفي الساعة 12:05 ظهرًا، بدأ تلقي الأسئلة التي تضمنت تساؤلات حول حوادث إطلاق النار الجماعي.
وبعد ثوانٍ، سمع دوي صوت طلقة بندقية تشق الهواء، ثم تلاها صرخات الحاضرين. وفي الثواني التي تلت اختراق رصاصة لعنق تشارلي كيرك، ظهر شخص وحيد يتجول على أسطح المنازل في البعيد.
وبينما تفرقت الحشود مذعورة، شوهد الشخص، الذي أظهرته بعض اللقطات المصورة مستلقيًا قبل لحظات، وهو يترنح عبر مركز على بُعد نحو 130 مترًا. ووسط هذه الفوضى، ألقت الشرطة القبض على رجل مسن ظنّ خطًأ أنه قاتل كيرك، لكن أُطلق سراحه لاحقًا.
يُعد سطح المبنى المكون من ثلاثة طوابق إحدى نقاط المراقبة القليلة التي تتيح رؤية واضحة لكيرك، الزعيم الفعلي لحركة شباب ماجا والمدافع الشرس عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.