الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"كيميل" ليس الأول.. البرامج الكوميدية تواجه مأزق الإيقاف في ولاية "ترامب" الثانية

  • مشاركة :
post-title
جيمي كيميل وستيفن كولبيرت وبريندان كار

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

"جيمي كيمل سيتم تعليقه إلى أجل غير مسمى".. هذا ما أعلنه المتحدث باسم شبكة ABC الأمريكية، بسبب ما قاله بشأن حادث إطلاق النار على تشارلي كيرك في ولاية يوتا، الأسبوع الماضي، التي أدت إلى مقتل الناشط اليميني.

ماذا قال كيميل؟

في افتتاحية برنامجه، الاثنين الماضي، قال كيميل إن الولايات المتحدة وصلت إلى مستويات متدنية جديدة في عطلة نهاية الأسبوع، إذ حاولت جماعة MAGA "المؤيدة لترامب" بشكل يائس تصوير هذا الشاب الذي قتل تشارلي كيرك، وكأنه ليس واحدًا منهم، وبذلوا كل ما في وسعهم لاستغلال الحادث لكسب نقاط سياسية. لكن وسط تبادل الاتهامات، كان هناك حزن أيضًا."

وأشار كيميل إلى أن البيت الأبيض أنزل الأعلام إلى نصف السارية، وهو ما تعرض لبعض الانتقادات، لكن على المستوى الإنساني، يمكن للمرء أن يرى مدى تأثر الرئيس بهذا الحادث.

وأضاف كيميل ساخرًا: "نعم، هو الآن في المرحلة الرابعة من الحزن: البناء. الهدم، ثم البناء. هذا ليس أسلوب شخص بالغ في الحزن على مقتل شخص وصفه بالصديق؛ هذا يشبه طريقة طفل في الرابعة من عمره ينوح على سمكته الذهبية".

تفاصيل الإيقاف
بيرندان كار

جاء قرار إيقاف برنامج كيميل بعد فترة قصيرة من تحذير رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، بريندان كار، لشبكة ABC بشأن إمكانية اتخاذ إجراء بسبب تعليقات كيميل.

واقترح كار، أمس الأربعاء 17 سبتمبر، أن تقوم شبكات البث بسحب أو تعليق المحتوى "التافه" لتجنب "إمكانية فرض غرامات أو سحب تراخيص من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية".

شركة Nexstar، إحدى أكبر مجموعات محطات البث المحلية، أعلنت أنها ستبدأ بتعليق عرض جيمي كيميل بدءًا من مساء الأربعاء بسبب تعليقات كيميل عن كيرك. شكر كار شركة Nexstar، وأعرب عن أمله في أن تحذو شبكات أخرى حذوها.

وتسبب قرار إيقاف برنامج "جيمي كيميل لايف"، في غضب الديمقراطيين، الذين اعتبروا القرار اعتداءً على حرية التعبير، مطالبين رئيس اللجنة بريندان كار بالاستقالة.

دعوة للاستقالة

دعا المشرعون الديمقراطيون رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية "FCC" بريندان كار، إلى الاستقالة بتهمة "إساءة استخدام السلطة بشكل فاسد"، وفقًا لوكالة "بلومبرج".

وقال زعماء ديمقراطيون في مجلس النواب، بمن فيهم زعيم الأقلية في المجلس، حكيم جيفريز، في بيان اليوم الخميس: "إن حرب دونالد ترامب والحزب الجمهوري على التعديل الأول تتعارض بشكل صارخ مع القيم الأمريكية".

وذكر الديمقراطيون في بيانهم، أن كار "أهان منصبه بتنمره على شبكة ABC، جهة عمل جيمي كيميل، وإجبارها على الرضوخ لإدارة ترامب".

وأضاف البيان: "لدى شركات الإعلام، مثل تلك التي أوقفت كيميل، الكثير من الأسباب التي تدفعها للتفسير".

استغلال سلطة

وذكر النائب عن ولاية ماريلاند، ستيني هوير -ديمقراطي بارز في اللجنة الفرعية التي تمول لجنة الاتصالات الفيدرالية- "أن الوكالة تجاوزت صلاحياتها في قضية كيميل".

وأضاف: "نحن في وضع مزرٍ للغاية، إذ يخضع المذيعون وغيرهم لسلطة الحكومة في اتخاذ القرارات التي تريدها".

يُذكر أن الديمقراطيين يمثلون أقلية في كلٍّ من مجلسي النواب والشيوخ، وبالتالي لا يملكون القدرة الكافية لإجبار "كار" على الاستقالة.

ترحيب بالقرار

جاء تعليق البث وسط دعوات من كار لجهات البث باتخاذ إجراءات ضد ما وصفه بـ"النفايات"، وعبّر في منشور على منصة "إكس" عن سعادته باستجابة هيئات البث لمشاهديها، كما وصف.

من جهته؛ أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقرار على الفور واحتفل بإلغاء البرنامج على منصته "تروث سوشيال"، ووصفه بأنه "أخبار عظيمة لأمريكا".

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "تم طرد جيمي كيميل لأنه كان لديه تقييمات سيئة أكثر من أي شيء آخر، وقال شيئًا فظيعًا عن رجل عظيم يُعرف باسم تشارلي كيرك".

ليس الأول
ستيفن كولبيرت

قرار ABC يأتي في وقت صعب بالنسبة لبرامج التوك شو وبرامج الكوميديا، يوليو الماضي، أعلنت شبكة CBS إلغاء برنامج ستيفن كولبيرت، مشيرة إلى أسباب مالية. واحتفل الرئيس ترامب حينها بقرار الإلغاء، وحذر من أن كيميل سيكون التالي.

وفي مقابلة على قناة فوكس نيوز، مساء أمس الأربعاء، قال بريندان كار إن كولبيرت وكيميل يواجهان عواقب الخيارات، التي اتخذاها لكسب جمهور ضيق جدًا"، وأضاف كار: "إذا كنت تملك ترخيصًا من لجنة الاتصالات الفيدرالية، نتوقع منك أن تخدم المصلحة العامة بشكل واسع".

وقال آري كوهن، المستشار القانوني لمؤسسة "الحقوق والتعبير الفردي" المدافعة عن حرية التعبير: "ضغطت الحكومة على شبكة ABC، ورضخت ABC لذلك".

وأضاف: "لا يمكننا أن نكون بلدًا يعمل فيه مقدمو البرامج الحوارية "التوك شو" برضى الرئيس. لكن أن تكتسب المؤسسات شجاعة وتتعلم مقاومة الضغوط الحكومية، فذلك هو البلد الذي سنكونه".