تسبب حادث اغتيال الناشط اليميني الأمريكي تشارلي كيرك، في موجة من الخوف والذعر بين السياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، إثر حادث اغتيال كونه أحدث مثال على كيفية هزيمة التدابير الأمنية العادية في عصر تصاعد العنف السياسي بالبلاد.
مخاوف سياسية
وتسبب اغتيال كيرك في إلغاء مسؤولين منتخبين ونشطاء من مختلف الأطياف السياسية لقاءاتهم الخطابية هذا الأسبوع، مشيرين إلى مخاوف من العنف السياسي.
وأجلت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، زيارتها إلى مدينة رالي بولاية كارولاينا الشمالية، حيث كان من المقرر أن تحضر تجمعًا جماهيريًا مع الديمقراطيين في الولاية، الأحد المقبل. وصرّحت بأن الإلغاء جاء لأسباب أمنية.
وقالت أوكاسيو كورتيز: "يجب أن تنتهي آفة العنف المسلح والعنف السياسي. إن إطلاق النار على تشارلي كيرك هو أحدث حلقة في هذه الفوضى، ويجب أن يتوقف. لا يمكننا الاستمرار في الطريق".
كذلك، ألغى بن شابيرو، مؤثر سياسي محافظ استقطب جمهورًا مشابهًا لجمهور كيرك، حفل توقيع كتاب في حفل رونالد ريجان الرئاسي ولقاءات خطابية أخرى كانت مقررة له فور وقوع الحادث. وقال شابيرو في منشور على موقع "إكس" تعليقًا على اغتيال كيرك، إنه "مصدوم ومُحبط للغاية"
ضعف أمني
شكك خبراء أمنيون أجرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، مقابلات معهم في وجود عدد كافٍ من الموظفين في الفعالية التي شهدت حادث الاغتيال، لكنهم أقروا أيضًا بمحدودية قوات شرطة الحرم الجامعي والأماكن الخارجية.
ويقول أولئك الذين لديهم خبرة في حماية كبار المسؤولين العموميين وكبار الشخصيات، إنه كان من الممكن بذل المزيد من الجهود لمنع إطلاق النار المميت.
ووفقًا للخبراء، كانت الحلقة الداخلية الأقرب إلى كيرك فقط بدت آمنة، بينما تركت الحلقتين الخارجية والوسطى مكشوفتين.
كان كيرك في أجواء مألوفة، أمس الأربعاء، أمام حشد كبير في جامعة بولاية يوتا "جمهورية"، حيث توافقت اتجاهات التصويت بشكل كبير مع سياسته المؤيدة لـ"جعل أمريكا عظيمة مجددًا". وظهر رفقة فريقه الأمني الخاص، كما فعل في عشرات الفعاليات داخل حرم جامعي آخر.
تكلفة باهظة
بعد ساعات من الهجوم، صرّح جيف لونج، قائد شرطة الحرم الجامعي، للصحفيين، بأن ستة من ضباطه تولوا إدارة المناظرة، وأن إدارته نسقت مع فريق أمن كيرك.
وأشار إلى أن كيرك كان يتحدث "في منطقة منخفضة محاطة بالمباني"، لكنه لم يذكر ما إذا كان الضباط فتشوا أسطح المنازل القريبة.
وقال لونج: "هذا كابوس لأي قائد شرطة. تحاول أن تُغطي قواعدك، وللأسف لم نفعل ذلك اليوم، ونتيجة لذلك وقع هذا الحادث المأساوي".
وأبلغ الطلاب "أسوشيتد برس" أنهم لم يروا أي أجهزة كشف معادن أو تفتيش حقائب، مع أن مستوى الأمن بدا متسقًا مع محاضرات كيرك الأخرى خلال جولته الوطنية.
ولأن كيرك لم يكن مسؤولًا منتخبًا أو حكوميًا، فمن المرجح أنه أو منظمته كان عليهما دفع تكاليف الأمن بما يتجاوز ما وفرته الجامعة.
تشبه اغتيال ترامب
كانت لعملية القتل، التي نُفذت على ما يبدو من سطح منزل قريب، أوجه تشابه غريبة مع محاولة اغتيال دونالد ترامب، العام الماضي، في بنسلفانيا، إذ تمكن مسلح يبلغ من العمر 20 عامًا من الصعود إلى سطح مبنى قريب وإطلاق النار خلال تجمع انتخابي.
ولا يزال مسؤولو إنفاذ القانون يبحثون عن مطلق النار، اليوم الخميس. وقالت السلطات إن القاتل استخدم بندقية آلية عالية القوة وقفز من المبنى، بينما كان المتفرجون يفرون من مكان الحادث. ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي صورتين لشخص "مشتبه به".