الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على يد الحلفاء.. هزيمة نكراء لحكومة نتنياهو في الأمم المتحدة

  • مشاركة :
post-title
مظاهرات دعم فلسطين في ساحة الجمهورية بباريس

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

سلّطت الصحف العبرية الضوء على ما وصفته بالهزيمة النكراء التي تعرّضت لها حكومة بنيامين نتنياهو، داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث دخلت دولة الاحتلال في تحدٍّ خطير مع عشرات الدول التي تعترف باستقلال الشعب الفلسطيني وحقه في دولته، وانحدرت إلى مستوى سياسي متدنٍ جديد.

وبعد أقل من عامين من الحرب المدمّرة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، انتهى المؤتمر الفرنسي السعودي باعتراف تسع دول جديدة بحق الفلسطينيين في إقامة دولة، وأصبح بذلك عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين عالميًا 153 دولة.

واقع جديد

وفي تحليلها للوضع، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذلك النجاح الفلسطيني بأنه هزيمة نكراء، وإهانة لسلوك حكومة نتنياهو التي مُنيت بهزيمة نكراء، وذهبت عقود كان الاحتلال قد نجح فيها في منع هذا النوع من الاعتراف، ما دفع إلى نشوء واقع سياسي جديد، وصلت معه إسرائيل إلى مستوى سياسي متدنٍّ جديد.

ويرجع ذلك إلى أنه في الماضي كان الاعتراف بدولة فلسطين يقتصر في الغالب على دول عدم الانحياز والدول العربية، أما الآن فأصبحت دول العالم الأول المهمة مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وكندا، وعدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي، تسير على خط سياسي جديد ضد رغبة أمريكا.

العزلة تتعمّق

ولم تعترف تلك الدول بالدولة الفلسطينية فحسب، بل كانت هي من قادت هذه الخطوة في الأمم المتحدة، حتى إن الديمقراطيات القليلة الصغيرة التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، مثل فنلندا واليابان وكوريا الجنوبية، ستفعل ذلك عاجلًا أم آجلًا، بحسب التقديرات الإسرائيلية.

الأمم المتحدة

وما جعل عزلة إسرائيل على الساحة السياسية الدولية تتعمّق هو أن هذه المرة باتت عدة دول غربية قوية، في مقدّمتها فرنسا وبريطانيا، هي من تقود ذلك الأمر. فبعد السابع من أكتوبر، تضاءل الاستعداد الدولي للتعبير عن الدولة الفلسطينية، ولكن استمرار الحرب في قطاع غزة أعاد القضية إلى الأجندة العالمية.

لمح البصر

أما أمريكا فما زالت حتى الآن تُعارض عملية الاعتراف، ومن المرجّح ألّا يتغيّر هذا الوضع، ولكن في الوقت نفسه، بحسب التحليل، قد يتغيّر دعم الرئيس الأمريكي الثابت في لمح البصر، نظرًا لطبيعة الرئيس المتقلّبة، أو لمصالح اقتصادية أو غيرها من المصالح التي يُوليها ترامب اهتمامًا أكبر.

ولن يقتصر الأمر على موجة الاعتراف العالمية بدولة فلسطين، بل إن الدول الغربية لا تريد لإسرائيل أن تتبع ذلك الاعتراف بأعمال انتقامية مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهدّدوا بأن مثل ذلك الإجراء سيتم تفسيره على أنه تحدٍّ، ولن يقتصر الأمر منهم على الإدانة فحسب.

التحدي الأكبر

ويمكن أن يمتد الغضب الأوروبي إلى عملية قطع العلاقات، واتخاذ قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تلقّت إسرائيل بالفعل عدة رسائل دبلوماسية من هذا النوع، وبحسب التحليل، لم تعد تنفع دعاية إسرائيل حول اتهام كل من يعارضها بأنه إرهابي أو معادٍ للسامية.

وأصبح التحدي الأكبر الآن بالنسبة للاحتلال هو إنهاء الحرب بشكل سريع وناجح، بدعم أمريكي، وهو ما قد يُسهِّل على الاحتلال الحدّ من هذه العزلة، والتي قد تشمل تفاقم المقاطعة الاقتصادية، والاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، واضطهاد الإسرائيليين في الخارج، والطرد من الأحداث الرياضية والثقافية، وأكثر من ذلك.