الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أطول خطاب في التاريخ الأمريكي.. ترامب يقدم ساعة من الفوضى والاستعراض

  • مشاركة :
post-title
ترامب يحطم رقما قياسيا كأطول خطاب رئيس أمريكي في الأمم المتحدة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لم يكن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة مجرد كلمات تُلقى على منصة دولية، بل كان استعراضًا طويلاً امتدّ إلى ما يقارب الساعة، متجاوزًا الحدود الزمنية المقررة، وحافلًا بالتفاخر بالإنجازات، والاستطرادات المفاجئة، والانتقادات اللاذعة للأمم المتحدة.

خطاب ترامب، الذي بدأ بمزحة عن جهاز تلقين معطل وسلم متحرك متوقف، تحول إلى مادة مثيرة للجدل داخل قاعة الجمعية العامة وخارجها، حيث أعاد إلى الأذهان أطول خطابات الزعماء في تاريخ المنظمة الدولية.

رقم قياسي أمريكي

اعتاد قادة الدول أن يمنحوا 15 دقيقة فقط لإلقاء كلماتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن ترامب تجاوز هذا السقف بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث للرؤساء الأمريكيين، إذ استمر خطابه أكثر من 56 دقيقة.

وبذلك تفوّق على نفسه وعلى أسلافه في الولايات المتحدة، رغم أنه لم يصل إلى الرقم التاريخي الذي حققه الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو بخطاب استمر نحو 269 دقيقة، ولا إلى ساعة ونصف التي سجّلها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1974.

افتتح ترامب كلمته بالتباهي بإنجازات ولايته الأولى، قائلًا: "اليوم، بعد ثمانية أشهر فقط من تولي إدارتي، أصبحنا الدولة الأكثر سخونة في العالم، ولا توجد دولة أخرى قريبة من ذلك".

وأضاف: "تنعم أمريكا بأقوى اقتصاد، وأقوى حدود، وأقوى جيش، وأقوى صداقات، وأقوى روح بين أمم الأرض، هذا هو العصر الذهبي لأمريكا حقًا".

وعلى عكس خطابه عام 2018، الذي أثار ضحكات المندوبين، قوبل حديثه هذه المرة بهدوء نسبي من الحاضرين.

استطرادات متكررة

ألقى ترامب كلمته دون الاعتماد على جهاز التلقين، ما جعله يبتعد عن النص الأصلي ويدخل في استطرادات واسعة، فتحدث عن الجريمة في المدن الأمريكية، وعن البصمة الكربونية لباراك أوباما، وعن مشروع تجديد مقر الأمم المتحدة، وحتى عن فعالية طواحين الهواء، وفي لحظة مفاجئة قال: "لم نعد نريد أبقارًا، أظن أنهم يريدون قتل جميع الأبقار"، دون أن يقدّم أي تفسير.

كما هاجم سياسات بعض الدول قائلًا: "في آسيا، يقومون بإلقاء جزء كبير من قمامتهم مباشرة في المحيط"، ولم يكن للجمهور رد فعل مسموع باستثناء الضحك على تعليقه الطريف عن لقائه بالرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلف الكواليس.

انتقادات حادة للأمم المتحدة

لم يقتصر خطاب ترامب على عرض إنجازاته، بل هاجم المنظمة الدولية قائلاً: "ما هو هدف الأمم المتحدة؟ في الغالب، على الأقل في الوقت الحالي، يبدو أن كل ما يفعلونه هو كتابة رسالة شديدة اللهجة، ثم لا يُتابعونها أبدًا. إنها كلمات جوفاء، والكلمات الجوفاء لا تُحلّ الحروب".

وتعرض ترامب لموقف طريف قبل وصوله إلى المنصة، إذ تعطّل السلم المتحرك أثناء صعوده، ما دفعه للتعليق قائلاً: "لو لم تكن السيدة الأولى في حالة بدنية ممتازة لكانت سقطت، لكنها في حالة بدنية ممتازة"، كما ألقى باللوم على جهاز التلقين المعطل قائلاً: "من يقوم بتشغيل جهاز التلقين هذا هو في ورطة كبيرة".

ووصف اليوم بأنه "أكثر إثارة للاهتمام" بسبب هذه الأعطال، معتبراً أنها جزء من تجربته مع الأمم المتحدة.

واستعاد ذكرياته مع مشروع تجديد مقر المنظمة، مبدياً امتعاضه من اختيار الأرضيات من التراكوتا بدلاً من الرخام الذي اقترحه، قائلًا: "إنهم لم ينتهوا من العمل بعد".

مواقف مثيرة للجدل

ترامب تطرّق إلى ملفات عالمية شائكة، معتبرًا أن الحرب في أوكرانيا "ستكون الأسهل حلًا"، وداعيًا إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، لكنه رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أن ذلك سيكون "مكافأة" لحركة حماس على ما وصفه بـ"الفظائع".

كما ركّز هجومه على ملفي الهجرة والطاقة الخضراء، قائلاً إن سياسات بعض الدول جعلت "الحرية تتلاشى بسرعة".

ترامب يشكر في خطابه

قال ترامب إن خطابه المطول لاقى "استقبالًا جيدًا" من قِبل زعماء العالم في الأمم المتحدة.

وأضاف، "إن الخطاب ركّز بشكل كبير على الطاقة والهجرة، لقد تحدثتُ عن هذا الموضوع لفترة طويلة، وكان هذا المنتدى الأفضل على الإطلاق من حيث طرح هذين البيانين المهمين".

بعد أكثر من 56 دقيقة، اختتم ترامب كلمته بالتأكيد على أن الدول بحاجة إلى "حدود قوية" و"مصادر طاقة تقليدية" من أجل استعادة عظمتها، قائلًا: "أنتم بحاجة إلى حدود قوية، ومصادر طاقة تقليدية، إذا كنتم تريدون أن تصبحوا عظماء مرة أخرى".