الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجوم وسخرية.. ترامب يخرج عن النص أمام الأمم المتحدة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

على منصة الأمم المتحدة في نيويورك، تحول خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ما يشبه المرافعة الطويلة ضد العالم، فقد بدأ كلمته بمشهد غير متوقع حين تعطل جهاز التلقين، ليقرر مخاطبة الحضور مرتجلًا، لكنه سرعان ما انزلق إلى هجوم لاذع على سياسات الهجرة، وجهود مكافحة تغير المناخ، ومكانة الأمم المتحدة نفسها.

بداية غير موفقة

افتتح ترامب خطابه بالإشارة إلى تعطل جهاز التلقين الخاص به، في واقعة عزتها الأمم المتحدة إلى البيت الأبيض، بينما ردَّ البيت الأبيض بإلقاء المسؤولية على الأمم المتحدة.

هذا الخلل الفني البسيط تحول إلى عنوان لخطاب انحرف كثيرًا عن النص، ليثير التساؤلات حول قدرة المنظمة الدولية على مواجهة أزمات أعقد من مجرد عطل تقني.

محاضرة عن الهجرة

أمضى ترامب الجزء الأكبر من خطابه مهاجمًا سياسات الهجرة التي تتبناها دول غربية، متهمًا الأمم المتحدة بتمويل "هجوم على الدول الغربية" بسبب غياب ضوابط كافية للهجرة، وقال صراحة: "إذا لم توقف الأشخاص الذين لم ترهم من قبل، والذين لا تربطك بهم أي علاقة، فإن بلدك سوف يفشل".

وشدد على أن تجربته في الولايات المتحدة عبر احتجاز وترحيل المهاجرين غير الشرعيين كانت سببًا في تراجع موجات الهجرة، داعيًا القادة الأوروبيين إلى السير على خطاه، وأضاف بلهجة حادة: "أنتم تفعلون ذلك لأنكم تريدون أن تكونوا لطفاء، سياسيين صحيحين، لكنكم تدمرون تراثكم".

تغير المناخ

انتقل ترامب إلى ملف المناخ، حيث سخر من تحذيرات العلماء والمنظمات الدولية بشأن الكوارث البيئية، واصفًا تغير المناخ بأنه "أكبر عملية احتيال ارتُكبت على الإطلاق ضد العالم".

ورأى أن سياسات الطاقة الخضراء لم تُسهم في حماية البيئة، بل نقلت التصنيع والنشاط الصناعي من الدول المتقدمة إلى دول نامية "تنتهك القواعد وتحقق ثروات"، على حد قوله.

كما هاجم التوقعات المناخية بوصفها "خاطئة" أطلقها "أناس أغبياء"، معتبرًا أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تدفع ثمن التزامات لا تلتزم بها دول أخرى مثل الصين والهند.

أوكرانيا وغزة

لم يقدم ترامب جديدًا بشأن الحرب في أوكرانيا أو الصراع في غزة، فقد وصف الزخم المتزايد نحو حل الدولتين في الأمم المتحدة بأنه "مكافأة لحماس"، مجددًا دعواته لوقف إطلاق النار.

واعترف بأن حل الحرب في أوكرانيا كان أصعب مما توقع، وأن علاقاته الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تُترجم إلى مفاوضات ناجحة.

ووجّه انتقاداته إلى الدول الأوروبية لشرائها الطاقة الروسية رغم الحرب، وخص بالذكر المجر وسلوفاكيا، متهمًا الصين والهند بأنهما الممولان الرئيسيان للحرب من خلال استمرار استيراد النفط الروسي.

مؤسسة "معطلة"

لم يفوت ترامب الفرصة لمهاجمة الأمم المتحدة نفسها، مستحضرًا تجربته مع جهاز التلقين والسلم الكهربائي المعطل، وقال ساخرًا: "هذان هما الشيئان اللذان تلقيتهما من الأمم المتحدة سلم كهربائي متوقف وجهاز تلقين لا يعمل".

وتساءل "ما هو هدف الأمم المتحدة؟" قبل أن يصف المنظمة بأنها تكتفي برسائل شديدة اللهجة دون متابعة، واصفًا كلماتها بـ"الجوفاء"، وانتقد تجاهلها لجهوده لإنهاء سبع حروب قال إنه ساهم في وقفها، دون أن يتلقى منها "حتى مكالمة هاتفية".

انحراف عن النص

مع غياب جهاز التلقين، بدا ترامب مرتاحًا للاستطراد، متحدثًا عن الجريمة في المدن الأمريكية، وانبعاثات الكربون في عهد باراك أوباما، وتجديد مقر الأمم المتحدة، بل حتى عن "الأبقار" و"طواحين الهواء" دون شرح، كما انتقد تلوث المحيطات في آسيا، وأطلق تعليقات جانبية عن لقائه بالرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، التي أثارت ضحك الحضور.

ومع أن الحضور التزم الصمت في معظم الوقت، فإن ترامب تجاوز بكثير المدة المقررة بـ15 دقيقة ليصل إلى 56 دقيقية بخطاب طويل عكس أسلوبه المثير للجدل في السياسة الدولية.