في قاعة مكتظة بالصحفيين في لندن، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عن ملامح رؤية مشتركة لما أسمياه "الرابطة غير القابلة للكسر" بين بلديهما، لكن خلف الابتسامات الرسمية، برزت لهجة عتاب من ترامب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين قال بصراحة "خذلني".
بوتين في مرمى الانتقادات
استهل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتأكيد متانة العلاقات بين لندن وواشنطن، واصفًا إياها بأنها "رابطة غير قابلة للكسر". وأعلن مع ترامب توقيع اتفاقية جديدة تحمل اسم "اتفاقية الازدهار التكنولوجي"، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والاقتصاد الرقمي.
تركزت معظم الأسئلة على الحرب في أوكرانيا، وقال ترامب إن "حل الصراع كان أصعب مما توقع في البداية"، مضيفًا: "كنتُ أظن أن علاقتي ببوتين ستجعل الأمر من أسهل الملفات، لكنه خذلني فعلًا"، وكرر دعوته للدول الأوروبية بوقف شراء النفط الروسي، معتبرًا أن "بوتين سينسحب إذا انهارت أسعار النفط".
من جانبه؛ شدد ستارمر على أن "الهجمات الروسية الأخيرة، بما في ذلك انتهاك المجال الجوي لحلف الناتو، تُظهر أن بوتين لا يسعى للسلام"، وأكد أن بلاده والولايات المتحدة تعملان معًا لزيادة الضغط على موسكو لإجبارها على القبول باتفاق سلام دائم.
حرب غزة
وفي ملف غزة، وصف ستارمر الوضع الإنساني بأنه "لا يُطاق"، معربًا عن أمله أن يُسهم اعتراف بلاده بدولة فلسطينية في دفع عملية السلام، لكن ترامب خالفه الرأي، مؤكدًا أن أولويته "إطلاق سراح المحتجزين فورًا"، دون تقديم تفاصيل حول رؤيته لإنهاء الحرب.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمر، "إن بلاده تبذل جهودًا كبيرة لحل النزاع في غزة وأوكرانيا، والولايات المتحدة أنهت 7 حروب وتعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا وغزة، ولديَّ التزام لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسبب عدد القتلى في صفوف الجنود، ووجدنا أن عدد قتلى الروس في الحرب أكثر من نظرائهم من أوكرانيا، مضيفًا "حرب أوكرانيا عار علينا".
وتابع ترامب: "الوضع بين إسرائيل وغزة معقد والحرب قد تستمر لعقود لكننا نريد إنهاءها الآن"، واستطرد أن "الوضع في غزة من القضايا القليلة التي أختلف فيها مع ستارمر".
اتفاقية زيلينسكي
في سياق متصل، نقلت "سي إن إن" أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقّع اتفاقية شراكة مع بريطانيا لمدة 100 عام، مشيدًا بموقفها "المبدئي" في دعم بلاده.
فيما وجّه الملك تشارلز رسالة غير مباشرة خلال مأدبة عشاء على شرف ترامب، قال فيها: "بينما يهدد الاستبداد أوروبا مجددًا، فإننا وحلفاءنا نقف دعمًا لأوكرانيا".