الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يتخذ "عدوان غزة" غطاء.. بوتين يصعد حربه على أوكرانيا لإملاء شروطه

  • مشاركة :
post-title
لقاء الزعيمين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في أنكوريج بولاية ألاسكا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قال تقرير لوكالة "بلومبرج" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل إلى أن "التصعيد العسكري هو أفضل وسيلة لإجبار أوكرانيا على إجراء محادثات بشروطه"، وفق ما ذكر أشخاص مقربون من الكرملين.

ونقل التقرير عن مصادره أن القوات الروسية صعّدت هجماتها على أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا، مستهدفة شبكة الطاقة في كييف والبنية التحتية الأخرى؛ مشيرًا إلى أن بوتين يعتزم مواصلة هذا النهج.

ومن غير المرجح أن يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثير لتعزيز دفاعات كييف، وأن "علامات ضبط النفس من جانب واشنطن تشجّع الكرملين"، حسب مصادر التقرير.

منذ لقاء الزعيمين في أنكوريج بولاية ألاسكا، الشهر الماضي، صعّدت القوات الروسية هجماتها على الأهداف العسكرية والمدنية في أوكرانيا، بينما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب بوتين بالتخلي عن المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا.

ونقلت "بلومبرج" عن مصادر أن الرئيس بوتين يعتزم مواصلة استهداف شبكة الطاقة في كييف وغيرها من البنى التحتية؛ وأضافوا أن المحادثات في ألاسكا "جعلت بوتين مقتنعًا بأن ترامب ليس لديه مصلحة في التدخل في الصراع".

كما أفاد مصدران مقربان من الكرملين أن بوتين يتابع حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قطاع غزة، مؤكدان أنه يرى "أن حرب غزة أشد وطأة من حرب روسيا في أوكرانيا، ما يُضعف انتقادات واشنطن لموسكو".

وأضافوا أن الرئيس الروسي سيظل منخرطًا في أي حوار مستمر مع الولايات المتحدة، لكنه سيواصل فعل ما يرى أنه في مصلحته.

قلق أمريكي

ردًا على تكثيف الهجمات الروسية، أعرب ترامب هذا الأسبوع عن استيائه من نهج نظيره الروسي، وطرح فكرة فرض عقوبات أشد على موسكو وحلفائها لقطع عائدات النفط الروسية.

لكن في الوقت نفسه، يُصرّ الرئيس الأمريكي على أن يتخذ حلفاء كييف الأوروبيون إجراءات صارمة قبل أن تُقدم الولايات المتحدة على أي خطوة.

ودعا ترامب دول مجموعة السبع إلى فرض رسوم جمركية على الصين والهند عقابًا على شراء الغاز الروسي، في الوقت الذي يناقش فيه المسؤولون إجراءات إضافية ضد الكرملين.

كما يناقش الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات أخرى، ويخطط لتسريع عملية التخلص التدريجي من الغاز الطبيعي المسال الروسي.

ووفق التقرير، تُبرز تكتيكات موسكو الأخيرة "مدى تأثير إشارات ضبط النفس الصادرة عن واشنطن في تشجيع الكرملين على المضي قدمًا في حرب استنزاف تهدف إلى إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات".

ويرى المسؤولون الروس أن هذه الاستراتيجية قد تُضعف دفاعات كييف، وتُمهّد الطريق لمفاوضات مستقبلية.

كر وفر

انخفضت الهجمات الروسية بعيدة المدى على المناطق الحضرية في أوكرانيا خلال الفترة التي سبقت القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا، لكنها تزايدت منذ ذلك الحين.

وفي الشهر الذي تلا المحادثات، زادت هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ بنحو 46%، وفقًا لبيانات قيادة القوات الجوية الأوكرانية.

وصرّح زيلينسكي في 16 سبتمبر بأن روسيا أطلقت حتى الآن في سبتمبر 3500 طائرة مسيرة من أنواع مختلفة، ونحو 190 صاروخًا، وأكثر من 2500 قنبلة.

وشمل ذلك بعضًا من أكبر الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار منذ بداية الحرب في فبراير 2022، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالمباني الحكومية والسكنية في العاصمة كييف وكذلك خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

لكن مع ازدياد حدة الغارات الجوية، تباطأت وتيرة التقدم الروسي الإقليمي، على الرغم من الجهود المبذولة لتكثيف الضغط على طول خط المواجهة.

كانت روسيا أعادت نشر 100 ألف جندي لمهاجمة مدينة بوكروفسك، المعقل الأوكراني في منطقة دونيتسك، وفقًا لزيلينسكي، الذي أعلن هذا الأسبوع أن قواته تمكنت من استعادة بعض الأراضي في دونيتسك.

من جانبه، كثّف الجيش الأوكراني هجماته بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية الروسية للطاقة، بهدف تقليص إمدادات الوقود إلى خطوط المواجهة. واستهدفت هذه الهجمات منشآت معالجة النفط التي تُشكّل نحو نصف إجمالي طاقة التكرير الروسية.

أيضًا، الأسبوع الماضي، ضربت طائرات مسيّرة أكبر محطة نفط روسية على بحر البلطيق في بريمورسك، وأعلنت كييف مسؤوليتها عن هجمات على محطات ضخ تُغذّي مركزًا آخر في بحر البلطيق، وهو محطة أوست-لوجا.