الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على طريقة الحرب الأوكرانية.. طائرات مسيرة تُسقط ممنوعات فوق سجون أيرلندا

  • مشاركة :
post-title
طائرة مسيرة خلال رحلة تجريبية في أوكرانيا

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

شهدت العاصمة الأيرلندية دبلن انتقال تكتيكات ساحات الحرب الأوكرانية إلى السجون، إذ يتم استخدامها لإسقاط المواد الممنوعة من أسلحة ومخدرات إلى السجناء، وفي حين أنه قد تُبقي الجدران العالية والأسوار الشائكة السجناء مُحاصرين، لكن من السهل تجاوزها باستخدام أبسط الطائرات المُسيّرة.

إسقاط محظورات

وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، يهبط الطرد المشتعل على الشبكة فوق ساحة السجن، ثم يُحدث ثقبًا فيها ويسقط في أيدي السجناء، وقد يحتوي على مخدرات أو أسلحة أو كليهما.

وقال الحراس، الذين وصفوا الوضع بأنه غير مسبوق: "إن الارتفاع الكبير في عمليات التهريب باستخدام الطائرات المسيّرة جعل السجون الأيرلندية أكثر خطورة وعنفًا".

تتعلم العصابات استخدام طائرات مُسيرة رخيصة، ويُحذّر الخبراء من أن الحكومات يجب أن تستعد لاعتماد الإرهابيين على هذه التقنية لشن هجمات إرهابية، وعلى عكس الوضع في ساحات القتال، يصعب التشويش إلكترونيًا على المناطق الحضرية الكبيرة لتعطيل استخدام الطائرات المُسيّرة.

إلقاء قنبلة حارقة على سجن ماونتجوي، دبلن
أداة ناجحة

قال السجين جاري دونوهيو، خلال تحقيق في وفيات ناجمة عن جرعات زائدة في سجن كلوفرهيل يوم الجمعة: "تتساقط المخدرات من السماء كل يوم".

وتُظهر البيانات التي جمعتها جمعية ضباط السجون الأيرلندية (POA) ارتفاعًا بنسبة 18% في الأسلحة المضبوطة عام 2024، وارتفاعًا بنسبة 20% في عدد الهواتف المحمولة.

وفي يوليو 2025، بعد وقت قصير من تصوير هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لطائرة مسيرة تُسقط مخدرات داخل سجن واندزورث، أعلنت وزارة العدل البريطانية عن ارتفاع بنسبة 43% في حوادث الطائرات المُسيرة في جميع السجون من أبريل 2024 إلى مارس 2025.

ابتكار مُتجدد

ذكر فيليب باتروورث-هايز، وهو مستشار ومحرر متخصص في المجال الجوي غير المأهول: "لقد تعلمنا الكثير في أوكرانيا حول كيفية بناء طائرات مُسيرة صغيرة جدًا، ورشيقة للغاية، ويصعب رصدها".

وأضاف: "ستجد هذه التكنولوجيا، بطريقة أو بأخرى، طريقها للخروج من أوكرانيا إلى أيدي المجرمين والإرهابيين".

وأوضح جابرييل كيفيني، نائب الأمين العام لجمعية ضباط الشرطة، "أن المشكلة تكمن في أن العصابات يجدون ببساطة طرقًا بديلة لتهريب المواد الممنوعة".

وأضاف: "اليوم، يستهدفون المطابخ، التي لا توجد فوقها شبكات، أو يوجهون طائرات مسيرة مباشرة إلى نوافذ السجناء"، مؤكدًا ضرورة وجود تقنية ما لوقف الطائرات المسيرة، وأنه "من المستحيل وضع شبكة تغطي السجن بأكمله".

مخدرات وهواتف وأسلحة أُلقيت بواسطة طائرات مُسيّرة على السجون في إيرلندا
محاولات متواضعة

في البداية، اشترى السجن نظام حرب إلكترونية كان يأمل أن يتسبب في إسقاط أي طائرات مسيرة من السماء، لكن أحد حراس السجن العاملين، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، صرّح لـ"ذا تليجراف" بأن "تقنية مكافحة الطائرات المسيرة معطلة، لأنها تؤثر على مركز الشرطة القريب والمستشفى وشبكة الإنترنت للسكان المحليين".

ونتيجةً لذلك، لجأ السجن إلى استخدام شبكات مضادة للطائرات المسيرة، وبعد أن بدأت القنابل الحارقة في إحداث حروق فيها في وقتٍ سابقٍ من عام 2025، حدّثت وزارة العدل الأيرلندية المادة إلى مركب معدني مقاوم للحريق، وقد كان هذا ناجحًا، ويجري الآن تعميمه في جميع أنحاء نظام السجون.