الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تُعرض الهوية للخطر.. ليو يرفض "البابا الاصطناعي"

  • مشاركة :
post-title
البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قال البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، إنه رفض اقتراحًا بإنشاء نسخة منه باستخدام الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن مثل هذه التكنولوجيا قد "تعرض الهوية البشرية لخطر جدي".

وكشف البابا أن أحدهم طلب منه الإذن بإنشاء "بابا اصطناعي" يسمح لأي شخص بالحصول على مقابلة شخصية، كما نقلت النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".

وقال البابا ليو للصحفية والكاتبة إليز ألين في مقابلة: "كان هذا البابا المُصمم باستخدام الذكاء الاصطناعي يُجيب على أسئلتهم، وقلتُ: لن أسمح بذلك".

وأضاف: "إذا كان هناك شخصٌ لا ينبغي تمثيله بشخصيةٍ رمزية، فإن البابا على رأس القائمة".

منذ انتخابه في شهر مايو، أعرب البابا ليو الرابع عشر مرارًا وتكرارًا عن قلقه بشأن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على البشرية، وخاصة فيما يتعلق برفاهية الأطفال والشباب.

وخلال مكالمته الهاتفية الأولى مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في 15 مايو، ناقش البابا العمل مع الحكومة الإيطالية "من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي الذي يخدم الإنسانية".

أزمة الهوية

في المقابلة، حذّر بابا الفاتيكان من تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف والهوية.

قال: "للكرامة الإنسانية علاقة وثيقة بالعمل الذي نقوم به. إذا حوّلنا العالم بأسره إلى آلات، ولم يكن لدى سوى قلة من الناس الإمكانيات، فستكون هناك مشكلة كبيرة، بل مشكلة هائلة، في الطريق".

وأضاف: "إذا أغفلنا قيمة الإنسانية، واعتقدنا أن العالم الرقمي هو كل شيء، ثم استثمر الأثرياء في الذكاء الاصطناعي، متجاهلين تمامًا قيمة الإنسان والإنسانية، أعتقد أن على الكنيسة أن تُعلّق على الأمر".

وأكد البابا أن "حياتنا البشرية لا تكتسب معنى بفضل الذكاء الاصطناعي، بل بفضل البشر واللقاءات، والتواصل، وبناء العلاقات، واكتشاف وجود الله في تلك العلاقات الإنسانية أيضًا".

وتابع: "عندما أتحدث عن احترام بعضنا البعض، وأهمية الأسرة، وقيم المساواة والعيش والعمل معًا في سلام، فهذه قيم تنبع من فهم حقيقي للهبة الرائعة التي منحنا إياها الله كبشر".

وأكد أنه "إذا لم تُعلِن الكنيسة رأيها، أو إذا لم يُعلِن أحدٌ رأيه، مع أن الكنيسة بحاجة ماسة إلى أن تكون أحد الأصوات المُعبّرة هنا، فإن الخطر يكمن في أن العالم الرقمي سيمضي في طريقه، وسنصبح مجرد بيادق، أو نُهمَل جانبًا".

وأوضح بابا الفاتيكان أن الكنيسة ليست ضد التقدم التكنولوجي إطلاقًا، بل ضد فقدان العلاقة بين الإيمان والعقل، ودور العلم والإيمان، حسب تعبيره. "وأعتقد أن فقدان هذه العلاقة سيجعل العلم مجرد قشرة فارغة، مما سيُلحق ضررًا بالغًا بجوهر الإنسانية. وسيضيع قلب الإنسان في خضم التطور التكنولوجي، كما هو الحال الآن".

التزييف العميق

خلال اللقاء، تناول البابا ليو الرابع عشر جانبًا آخر من جوانب الذكاء الاصطناعي، وهو تحديد الحقيقة والحفاظ عليها في زمن "التزييف العميق"، حيث تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي بالمعلومات المضللة.

قال: "الحقائق هي الحقائق. حتى في هذه الأشهر الثلاثة المحدودة كبابا، في أحد الأيام، بينما كنت أتحدث مع أحدهم، قالوا: 'هل أنت بخير؟' فقلت: 'نعم، أنا بخير، لماذا؟' فقالوا: 'حسنًا، لقد سقطت من درج'. فقلت: 'لا، لم أسقط'، ولكن كان هناك فيديو في مكان ما حيث صنعوا هذا البابا الاصطناعي، أنا، أسقط من درج أثناء سيري في مكان ما، ويبدو أنه كان جيدًا لدرجة أنهم ظنوا أنه أنا. هذا مجرد مثال صغير، ليس مهمًا جدًا، ولكنه مثال على ما يمكن فعله".

وأضاف: "أنا لستُ ضد الذكاء الاصطناعي إطلاقًا. في المجال الطبي، حدثت إنجازات عظيمة بفضل الذكاء الاصطناعي، وفي مجالات أخرى أيضًا. ومع ذلك، هناك خطرٌ في هذا، لأنك في النهاية تُنشئ عالمًا زائفًا، ثم تتساءل: ما هي الحقيقة؟"

وتساءل: "لماذا يستهلك كل هؤلاء الناس هذه الأخبار الكاذبة؟ هناك شيءٌ ما يحدث هناك. يريد الناس تصديق نظريات المؤامرة، ويريدون البحث عن كل هذه الأشياء الزائفة، وهذا مُدمرٌ للغاية".