وسط الاحتفالات والتهاني بجلوسه على كرسي القديس بطرس، اتُهِم البابا ليو الرابع عشر بسوء التعامل مع مزاعم الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الكنيسة، كما يشير تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
ووفق التقرير، يزعم أن البابا الجديد -الأمريكي الجنسية المعروف سابقًا باسم روبرت بريفوست- فشل في التحقيق بشكل صحيح في ادعاءات متعددة قدمت ضد الكهنة الكاثوليك في بيرو.
ووفقًا للتقارير في الولايات المتحدة، أعطى البابا الجديد اللجوء لمتهم بالاعتداء على الأطفال في دير، دون إبلاغ مدرسة قريبة في شيكاغو، باعتباره راعيًا للرهبنة الأوجستينية في شيكاجو في عام 2000، إذ سمح للأب جيمس راي -وهو كاهن أوجستيني تم تعليق خدمته قبل 9 سنوات بسبب مزاعم إساءة معاملة الأطفال- بالبقاء في دير القديس جون ستون في المدينة.
ولم يخبر البابا المدرسة الكاثوليكية القريبة بأن الأب راي تم تعيينه هناك، بحسب صحيفة "شيكاجو صن تايمز".
وفي وقت لاحق، أضيف اسم الأب راي إلى قائمة "رجال الدين والإخوة الدينيين المسيئين" من قبل المدعي العام في ولاية إلينوي، والذي زعم أنه كان لديه ما لا يقل عن 13 ضحية مزعومة بين عامي 1974 و1991 في مواقع مختلفة في الولاية.
التحرش بالأطفال
في أماكن أخرى من ولاية إلينوي، في مدينة "نيو لينوكس"، كان الأوغجستينيون يديرون أيضًا مدرسة "بروفيدنس" الكاثوليكية الثانوية، التي كان يرأسها الأب ريتشارد ماكجراث.
ويشير تقرير "ذا تليجراف" إلى أنه "في منتصف تسعينيات القرن العشرين، زُعم أن الأب ماكجراث اغتصب طالبًا يُدعى روبرت كرانكفيتش، ودفعت له الكنيسة تسوية قدرها 2 مليون دولار في عام 2018 دون الاعتراف بالخطأ، بعد أن بدأ إجراءات قانونية ضدها".
وعلى الرغم من أن هذا كان قبل أن يصبح رئيسًا للرهبنة الأوجستينية في عام 2001، إلا أن الأب ماكجراث ظل في منصبه طوال فترة ولايته، ولم يتم استبعاده إلا في عام 2017 عندما ادعى أحد الطلاب أنه رآه ينظر إلى صورة عارية لصبي على هاتفه.
في شكوى قانونية، زعم محامو كرانكفيتش أن راهبي الأوجستين "كانوا يعرفون أو كان ينبغي لهم أن يعرفوا بشكل معقول عن اتجاهات الأب ماكجراث الخطيرة والاستغلالية باعتباره متحرشًا بالأطفال".
وأنكر الكاهن مزاعم تورطه في "أي سلوك غير قانوني أو غير أخلاقي أو غير لائق جنسيًا مع أي طالب" خلال القضية، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، وعندما سُئل عما إذا كان شاهد مواد إباحية للأطفال، لم يُجب، مُتذرّعًا بالتعديل الخامس.
تحقيق غير مناسب
في العام الماضي، ادعت ثلاث نساء أن البابا الجديد عمل على تغطية جرائم الكهنة الذين اعتدوا عليهن جنسيًا عندما كن أطفالًا في أثناء فترة عمله ككاردينال في تشيكلايو، ببيرو، وفقًا للمراسل الوطني الكاثوليكي.
وقالت النسوة إنهن عندما تقدمن بهذه المطالبات إلى أبرشية تشيكلايو في عام 2022، لم يتم فتح أي تحقيق مناسب.
وقالت آنا ماريا كويسبي، إحدى الضحايا المزعومات، إنها عندما كانت في التاسعة من عمرها، كان هناك قس كاثوليكي يدعى ريكاردو يسكوين تحرش بها، وإن قسًا ثانيًا، يدعى إليوتريو فاسكيز جونزاليس، فعل الشيء نفسه.
وقالت ضحية أخرى مزعومة، تم تحديدها باسم لوسيا، إن الأب فاسكيز حاول قضاء الليل معها، لكنها تمكنت من مقاومته، فيما وزعمت امرأة ثالثة أن الأب فاسكيز "فرض نفسه عليها" عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها قبل القداس.
وأُرسلت الاتهامات إلى هيئة الفاتيكان للتحقيق في اتهامات الاعتداء الجنسي من قبل رجال الدين. وفي وقت لاحق، قالت أبرشية تشيكلايو إنها لم تجد أدلة كافية لإثبات ادعاءاتها.
كما أكدت الأبرشية أن التقارير التي تفيد بأن الكاردينال روبرت بريفوست قام بتغطية الكاهن إليوتريو فاسكيز جونزاليس، وأنه ظل صامتًا في مواجهة الشكاوى "غير صحيحة"، وأضافت أن الأب فاسكيز وافق على تعليق خدمته، وغادر للإقامة مع عائلته في مقاطعة سانتا كروز.
مساعدة الضحايا
في مقابلة أجريت معه عام 2019 مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، حثَّ البابا ليو ضحايا الاعتداءات على التقدم والحديث، وقال إن الكنيسة "بحاجة إلى أن تكون أكثر شفافية".
وقال: "نحن نرفض التستر والسرية، لأنها تسبب الكثير من الضرر، لأننا يجب أن نساعد الأشخاص الذين عانوا من هذا الفعل السيئ"، مضيفًا أنه "في كثير من الأحيان" قيل للضحايا "اصمتوا ولا تتحدثوا".
وتابع: "بالنيابة عن الكنيسة، نريد أن نقول للناس إنه إذا كان هناك أي إساءة، إذا عانوا أو كانوا ضحايا لأفعال سيئة من قبل كاهن، فعليهم أن يأتوا ويدينوا ذلك، وأن يتصرفوا من أجل خير الكنيسة والشخص والمجتمع".