الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمات عميقة في عالم مشتعل.. تحديات يواجهها البابا ليو الرابع عشر

  • مشاركة :
post-title
ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يواجه البابا ليو الرابع عشر، الذي أصبح الزعيم الجديد لـ 1.4 مليار كاثوليكي، العديد من التحديات في عالم مليئا يعاني من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، إذ يتعين عليه أن يقرر ما إذا كان منبره العالمي سيواصل إرث الراحل فرنسيس التقدمي، أم سيعود إلى نهج أكثر تحفظًا.

تحديات أيديولوجية

وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، كان يُنظر إلى البابا فرنسيس على نطاق واسع كقوة تقدمية، على الأقل مقارنةً بأسلافه وأقرانه.

وشبّه فرانسيس عمليات الإجهاض بـ "استئجار قاتل مأجور"، وأثارت رسالته غضب المحافظين التقليديين، بمن فيهم أولئك المنتمون إلى اليمين المتطرف الأمريكي، الذين يرغبون في أن يعود خليفة فرانسيس إلى ما يعتقدون أنه التعاليم الأساسية للكنيسة.

وقالت إيفي فوكاس، الباحثة المشاركة المتخصصة في الجغرافيا السياسية والدين في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية قبل انتخاب ليو يوم الخميس: "في وقت تكتسب فيه اللا ليبرالية أرضية دولية، كانت رسالة فرانسيس بمثابة ملاذ غير متوقع للكثيرين، ومخالفًا للتوقعات.

وتابعت: "لذا، هناك ترقب كبير بشأن ما إذا كانت الكنيسة ستختار، من جهة، أن تكون ملاذًا آمنًا، أو بالأحرى، أن تواكب موجات المحافظية اليمينية التي تجتاح الولايات المتحدة ومعظم أوروبا وخارجها".

مواجهة سياسية

اختار الراحل فرنسيس استخدام منصة الكنيسة للحديث عن الحرب على قطاع غزة، بل ووبخ موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سياسات الهجرة.

وقالت سارة سيلفستري، المحاضرة البارزة في السياسة الدولية في جامعة سيتي سانت جورج بلندن، في رسالة بريد إلكتروني: "لقد كان فرنسيس منارة أمل في العالم، وربما الدفة الأخلاقية في سفينة السياسة العالمية الغارقة.

وأعربت عن أملها في ألا يقع البابا الجديد في فخ الانحياز إلى أي فصيل سياسي، بل أن يتجاوز هذا من خلال التأكيد على عالمية الرسالة المسيحية التي لا يمكن أن تندرج في الصندوق الضيق لحزب سياسي.

عبّرت منشورات ليو الرابع عشر عن روحٍ لاهوتية متجذّرة في الدعوة للعدالة، ففي عام 2025، انتقد ترامب ونظيره السلفادوري نجيب بوكيلي بسبب ترحيل واحتجاز المهاجر كيلمار أبريجو جارسيا، ونشر مقالًا على موقع "كاثوليك ستاندرد" يشبّه معاناة اللاجئين بآلام المسيح.

أزمة جغرافية

يُعدّ نهج البابا الجديد في التعامل مع هذه التحديات المتسارعة عاملاً أساسياً في تعامله مع التركيبة السكانية المتغيرة بسرعة في الكنيسة.

وفقاً لأحدث إحصاءات الفاتيكان الصادرة أواخر العام الماضي انخفض عدد الكاثوليك في أوروبا بنحو نصف مليون نسمة عام 2023.

وفي الوقت نفسه، زاد عدد الكاثوليك بمقدار 703 مليون نسمة في أفريقيا، و509 مليون نسمة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وحوالي 900 ألف نسمة في آسيا.

لذا، ستكون إحدى القضايا الكبرى التي سيواجهها ليو الرابع عشر هي كيفية تلبية احتياجات كنيسة يزداد أتباعها في بلدان الجنوب العالمي.

تعزيز مكانة الكنيسة

ورث بابا الفاتيكان الأمريكي ليون الرابع عشر معركةً حامية الوطيس، ليس فقط من أجل روح الكنيسة الكاثوليكية، بل أيضًا من أجل مكانتها في العالم الجيوسياسي.

وفي هذا السياق، قال ماسيمو فاجيولي، الأستاذ في جامعة فيلانوفا: "إنه عادةً ما تكون الكنيسة الكاثوليكية أهم ما يجب على البابا الاهتمام به، لكن الأمر الآن أكثر تعقيدًا لأننا في زمن اضطراب عالمي".