رغم محاولات وقف الحرب الروسية الأوكرانية، خلال الأسابيع الماضية، إلا أنه بالتوازي مع الدبلوماسية، واصلت موسكو تنفيذ عمليات هجومية بكثافة عالية على طول خط المواجهة.
ومع انتهاء دخول الحرب صيفها الرابع، استمرت القوات الروسية في السيطرة على الأراضي الأوكرانية بمعدل ثابت، بحسب صحيفة كييف إندبندنت، وظلت منطقة دونيتسك في أقصى شرق أوكرانيا، التي أصبحت محط أنظار المجتمع الدولي تشهد أعنف المعارك في الحرب.
مكاسب الصيف
وقدرت مجموعة رسم الخرائط والمراقبة الأوكرانية "ديب ستيت" إجمالي المساحة التي احتلتها القوات الروسية خلال يونيو ويوليو وأغسطس بـ1548 كيلومترًا مربعًا، وهو ما يزيد بشكل كبير عن 659 كيلومترًا مربعًا تم الاستيلاء عليها في الفترة المقابلة، عام 2024.
ورغم أن المكاسب التي حققتها موسكو في الصيف، التي اعتمدت على موجات من هجمات مجموعات المشاة الصغيرة، لا تزال أقل بكثير من السيطرة على كامل منطقة دونيتسك، إلا أنها جاءت بتكلفة باهظة، إذ خسرت موسكو 94810 عسكريين خلال الأشهر الثلاثة نفسها، أو بمعدل 1030 يوميًا.
تقويض الدفاعات
وتركزت اهتمامات القوات الروسية بشكل رئيسي في منطقة دونيتسك، إذ كانت تتقدم في محاولة لتقويض دفاعات جميع المراكز السكانية الرئيسية، التي لا تزال في أيدي الأوكرانيين، إلا أن مدينة بوكروفسك، التي صمدت الآن لمدة عام تقريبًا، تظل شوكة كبيرة في خاصرة موسكو، إذ انتهت كل محاولات اقتحام المدينة دون جدوى.
وعلى طول خط المواجهة خلال الصيف، نجحت القوات الأوكرانية تقريبًا في القضاء على محاولات شن هجمات مدرعة كبيرة، بسبب ضعف المركبات الكبيرة أمام هجمات الطائرات المسيّرة في ساحة المعركة.
تكتيكات
وبدلًا من ذلك، تحركت موسكو لتوسيع وتحسين تكتيكاتها المعتمدة على المشاة الثقيلة، التي بنيت على مجموعات هجومية صغيرة يتم إرسالها إلى الأمام واحدة تلو الأخرى، وغالبًا ما تدعمها الدراجات النارية وغيرها من المركبات الخفيفة القابلة للمناورة.
وغالبًا ما تكون الأهداف الأساسية لهذه المجموعات هي مهام التسلل، التي تهدف إلى تجاوز خط الدفاع الأول الأوكراني والتقدم أكثر، ومهاجمة فرق الطائرات المسيّرة وقذائف الهاون الأوكرانية وخلق فوضى شاملة في الخلف.
جهود دولية
ورغم أن هذا النهج كان مصحوبًا بخسائر عالية للجانب الروسي، إلا أنه كان السبب الرئيسي الذي أدى إلى الاختراق العميق للخطوط الأوكرانية، التي على الرغم من ذلك يتسم دفاعها بالتحسن المستمر في تغطية خط المواجهة باستخدام طائرات الاستطلاع والطائرات الهجومية المسيّرة.
ومع فشل الجهود الدولية للضغط على روسيا لوقف حربها، أو إجبار زيلينسكي عن التنازل عن الأراضي، ومع وجود الكثير من القتال قبل بدء الشتاء، فإن ساحة المعركة أصبحت جاهزة لاستقبال خريف شديد الخطورة على أوكرانيا، الذي يوفر طقسًا جيدًا للعمليات الهجومية الروسية.