في خضم المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها روسيا مع حليفتها الرئيسية بيلاروسيا، قام الجيش الروسي باختبار صاروخ جديد على عتبة حدود الناتو، يحمل تكنولوجيا متطورة، تم اعتباره من أسلحة الجيل القادم للبلاد، ويضمن تحقيق مصالحها الوطنية وحمايتها من التهديدات الخارجية.
وبدأت مناورات "زاباد 2025"، التي يتم إجراؤها بشكل منتظم، بعد وقت قصير من عبور نحو 20 طائرة روسية بدون طيار إلى بولندا العضوة في حلف شمال الأطلسي؛ ما دفع الناتو إلى أول تدخل عسكري منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتم نشر طائرات بولندية وهولندية وإيطالية، وطائرات نقل وقود متعددة الأدوار، وصواريخ "باتريوت" الألمانية.
حضور عسكري
وتجري المناورات في بحر البلطيق وبحر بارنتس، والذي تتمتع روسيا فيه بحضور عسكري ضخم في شبه جزيرة كولا، بما في ذلك إيواء الجزء الأكبر من أسطول موسكو الشمالي الثمين وغواصاتها النووية المهمة للغاية، حيث قام خلالها أفراد الفرقاطة "أدميرال جولوفكو" التابعة للأسطول الشمالي الروسي بإطلاق صاروخ من طراز "زركون" على هدف بحري.
قامت روسيا بإغلاق المنطقة أمام الطائرات والشحن المدني قبل اختبار الصاروخ، ووفقًا لمجلة "نيوزويك"، تمكن صاروخ "زركون" من تدمير هدفه بشكل كبير، كما استخدمت روسيا أيضًا صاروخ "كينجال"، وهو سلاح فرط صوتي آخر يمكن إطلاقه من قاذفات "تو-22إم3" الروسية بعيدة المدى.
قيمة استراتيجية
وحول إمكانات الصاروخ الجديد، أكدت منظمة تحالف الدفاع الصاروخي أن الصاروخ الروسي الجديد يمتلك قيمة استراتيجية كبيرة في المقام الأول بسبب سرعته، حيث إنه قادر على السفر لمسافة تصل إلى 1000 كيلومتر، أي حوالي 620 ميلًا، ويصل إلى سرعات تصل إلى ماخ 9، وهو ما يعادل تسعة أضعاف سرعة الصوت.
ويشكل الوجود الروسي العسكري في القطب الشمالي بشكل عام مصدر قلق بالغ بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، بحسب المحللين الأوكرانيين، حيث يشار إلى بحر البلطيق الذي تم التدريب فيه باسم "بحيرة حلف شمال الأطلسي"، لأنه محاط في معظمه بالدول الأعضاء، بينما يطل بحر بارنتس على شبه جزيرة كولا الروسية، وكذلك النرويج، وهي دولة عضو في التحالف.
إحلال السلام
من جانبه أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصاروخ "زركون"، الذي وصفه بأنه لا مثيل له على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الصاروخ الجديد يعد من أسلحة الجيل القادم للبلاد، وسيحمي روسيا بشكل موثوق من التهديدات الخارجية المحتملة، وسيساعد في ضمان المصالح الوطنية للبلاد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وضع روشتة خاصة من أجل إحلال السلام مع أوكرانيا، تتمثل في سحب كييف قواتها من المناطق الأربع التي أعلنت موسكو في 30 سبتمبر 2022 ضمها، وهي مناطق لوهانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، والتي تشكل 19% من الأراضي الأوكرانية، بينما يرى زيلينسكي أنه يمكن أن تبدأ المفاوضات من حيث يقف خط المواجهة الحالي.