الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مقدمات حرب أهلية.. العنف السياسي الدموي يضرب عصر أمريكا العظيمة

  • مشاركة :
post-title
العنف السياسي الأمريكي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بشكل وصفه الخبراء بأنه لا رجعة فيه، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية منقسمة بشكل عميق، على إثر ضربات العنف السياسي الدموي المستمرة، وبات التهديد الرئيسي يأتي على يد المتطرفين المنفردين وليس الميليشيات المنظمة، الذي ينذر بمقدمات حرب أهلية.

وكان اغتيال تشارلي كيرك، المعروف بتأيده لإسرائيل وأحد حلفاء ترامب في حملة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، أحدث حلقات العنف التي اجتاحت السياسة الأمريكية، إذ أثار اغتياله تصاعد نظريات المؤامرة، وأسئلة شائكة حول المصير المؤلم الذي تتجه إليه أمريكا.

العقد الماضي

وتعرض الناشط اليميني للقتل بواسطة رصاصة واحدة أُطلقت عليه من سطح منزل، باستخدام بندقية عالية الطاقة عثر عليها المحققون، خلال حضوره فعالية جامعية في ولاية يوتا، حيث تمكن مطلق النار من الفرار وسط الفوضى، وتم وصف الحادثة بأنها اغتيال سياسي.

وخلال العقد الماضي، شهدت الولايات المتحدة موجة من العنف السياسي الذي ضرب المشهد السياسي الأمريكي، كان من أبرزها إطلاق نار في عام 2017 خلال مباراة بيسبول خيرية، ما أدى إلى إصابة السياسي الجمهوري البارز ستيف سكاليز، زعيم الأغلبية في مجلس النواب.

اقتحام الكابيتول
قنابل واختطاف

أيضًا في أكتوبر 2018، تم إرسال عدة قنابل إلى منتقدي الرئيس ترامب البارزين، وتم العثور على قنبلة بدائية الصنع أُرسِلت إلى الرئيس باراك أوباما في منزل عائلته، بعد ساعات من العثور على قنبلة أخرى موجهة إلى منافسته الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، وتبيَّن أن عامل توصيل البيتزا سيزار سايوك المحب لترامب وراء ذلك واعترف بتوزيع 16 قنبلة.

كما تم إحباط مؤامرة اختطاف حاكمة ولاية ميتشيجان جريتشن ويتمر، من قبل أعضاء جماعات الميليشيات اليمينية، إذ خططوا لاقتحام منزلها واختطافها تحت تهديد السلاح، ونقلها إلى "المحاكمة" بتهم الخيانة الزائفة ومواجهة الإعدام، والتي كانت تهدف إلى دفع أمريكا إلى صراع مسلح مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

شغب واغتيال

وكانت أحداث الشغب التي اندلعت في السادس من يناير، الأكثر شهرة في أحداث العنف السياسي التي شهدتها الولايات المتحدة هذا القرن، ويعتقد كثيرون أن تلك الأحداث كان من الممكن أن تؤدي إلى انقلاب، وذلك عندما اقتحمت حشود غاضبة مبنى الكابيتول مدفوعة بمزاعم كاذبة بأن انتخابات 2020 سُرقت.

ولم يسلم القضاة الأمريكيون من موجات العنف السياسي، إذ حاول رجل من كاليفورنيا يدعى روسكي في يونيو 2022، اغتيال قاضي المحكمة العليا المحافظ بريت كافانو في منزله في إحدى ضواحي العاصمة واشنطن، واعترف في التحقيقات أنه كان منزعجًا من نيته إلغاء قرار قضية الإجهاض التاريخية "رو ضد وايد".

محاولة اغتيال ترامب
بيلوسي و ترامب

وفي العام نفسه، اقتحم ديفيد دي بابي، منزل رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي، في محاولة لاختطافها، إلا أنه لم يجد سوى زوجها، واعتدى عليه باستخدام مطرقة، وعند القبض عليه اعترف أنه كان ينوي احتجاز بيلوسي وإنهاء ما اعتبره فسادًا حكوميًا.

ودخل دونالد ترامب نفسه تلك السلسلة الدموية من العنف، إذ تعرض لمحاولتي اغتيال، كان أشهرها تعرضه لإطلاق النار في تجمع انتخابي في يوليو 2024 عندما أطلق عليه توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عامًا النار وأصابه في أذنه، وبحسب سكاي نيوز، كانت الصورة الشهيرة وهو يلوح بيده سببًا في فوزه.

عدد مضاعف

وشهد عام 2025 عددًا مضاعفًا من الهجمات السياسية، إذ وقع خلال الأشهر الستة الأولى من العام نحو 150 هجومًا، وهو عدد أكبر بنحو مرتين مقارنة بنفس الفترة في عام 2024، كان أشهرها في مايو الماضي عندما أقدم ناشط مؤيد للفلسطينيين على قتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

احتراق الحزب الجمهوري

وفي شهر يونيو، قتل قومي مسيحي سياسية ديمقراطية كبيرة وزوجها في ولاية مينيسوتا، وجرح ديمقراطي آخر، بينما في يوليو هاجمت مجموعة تضم ما لا يقل عن 11 مسلحًا يرتدون ملابس سوداء عسكرية مركز احتجاز للمهاجرين في تكساس، كما قتل ضابط شرطة في أغسطس عندما أطلق مسلح مهووس بنظريات المؤامرة النار على مقر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا.

الخطر الدائم

كما تعرض مقر الحزب الجمهوري في نيو مكسيكو للاحتراق بشكل متعمد، بينما أُجبر حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو وعائلته على الفرار في منتصف الليل خلال عيد الفصح بعد أن أشعل شخص متعمد النار في منزلهم في أبريل 2025، وأيضًا كان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك وشركاته هدفا للمتظاهرين وأعمال التخريب.

وبحسب البروفيسور كليوناد رالي، الرئيس التنفيذي لمنظمة بيانات الصراع، فإن مقتل كيرك يشكل تذكيرًا آخر بالخطر الدائم للعنف المسلح في الولايات المتحدة، والذي سلط الضوء على ظاهرة أمريكية فريدة من نوعها، تتمثل في أن العنف السياسي في الولايات المتحدة لا يظهر أي ميل حزبي.

وأكد الخبير أن السياسة التي تقف وراء هذا العنف نادرًا ما تكون مدفوعة بأجندة محددة، وغالبًا ما تكون غير متماسكة وفردية، مشددًا على أن التهديد الرئيسي في العنف السياسي في الولايات المتحدة اليوم يأتي من المتطرفين المنفردين، وليس الميليشيات المنظمة فيما يشبه مقدمات الحرب الأهلية.