الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نذير شؤم.. العنف السياسي يسود المشهد في أمريكا

  • مشاركة :
post-title
كيرك قبيل اغتياله في الفعالية الجامعية في ولاية يوتا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

هجوم عنيف ضد شخصية سياسية، يتبعه إدانات ودعوات للتأمل الذاتي وتعهد بمنع حدوث ذلك مرة أخرى، ثم يتكرر الأمر. أصبح هذا طقسًا أمريكيًا مروعًا يتسم به العهد الثاني لدونالد ترامب. وهذه المرة، رحل تشارلي كيرك، حليف الرئيس، لتواجه الولايات المتحدة من جديد أزمة عنف السلاح والسياسات السامة.

وأُصيب كيرك، وهو صوت بارز في أوساط الشباب المؤيد للرئيس الجمهوري، بالرصاص خلال فعالية جامعية في ولاية يوتا، يوم الأربعاء. وبينما لم تُؤكد بعدُ دوافع مطلق النار، فإن الفعل يحمل بصمات القتل بدوافع سياسية. وعلى الفور، تعامل الأمريكيون، من اليسار واليمين، مع الحادث بهذه الطريقة، وفق ما أشارت إليه صحيفة "بوليتيكو".

وأكد ترامب، عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أن كيرك -البالغ من العمر 31 عامًا- تُوفي متأثرًا بجراحه، وأضاف: "لقد توفي تشارلي كيرك العظيم، بل الأسطوري".

وأمر ترامب بتنكيس الأعلام في أنحاء الولايات المتحدة لمدة أسبوع "حدادًا على الوطني كيرك".

ويعد هذا الصيف الثاني على التوالي الذي يتسم بالعنف السياسي في أمريكا، والذي بدأ في خضم الحملة الرئاسية عندما تعرّض ترامب لمحاولتي اغتيال خطيرتين. وتصادف أنه في اليوم نفسه، الأربعاء، وفي قاعة محكمة بولاية فلوريدا على بُعد 2500 ميل من مكان اغتيال كيرك، أنهى المحامون اختيار هيئة المحلفين في محاكمة ريان روث، أحد المتهمين بمحاولة اغتيال ترامب.

دوافع سياسية

بعد وقت قصير من إطلاق النار على كيرك، الناشط المحافظ البالغ من العمر 31 عامًا وحليف ترامب المقرب، في الرقبة بولاية يوتا، قالت النائبة الديمقراطية السابقة جابي جيفوردز في بيان: "ستظل المجتمعات الديمقراطية دائمًا بها خلافات سياسية، لكن يجب ألا نسمح أبدًا لأمريكا بأن تصبح دولة تواجه تلك الخلافات بالعنف".

وقالت جيفوردز: "شهدت أمريكا هذا الصيف اغتيالات متعددة بدوافع سياسية، أولها اغتيال مشرّع ديمقراطي، ثم اغتيال ناشط جمهوري، لأن أشخاصًا خطرين لجأوا إلى الأسلحة للتعبير عن معارضتهم".

وأضافت: "لقد استُهدف كلا الحزبين، ويتقاسمان واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا باتخاذ إجراءات فعّالة لمنع جرائم الأسلحة من إزهاق المزيد من الأرواح".

وكانت جيفوردز نفسها قد أُصيبت برصاصة في رأسها أطلقها مسلح عام 2011، وعلى مدار أربعة عشر عامًا تلت ذلك، تصاعدت الهجمات والتهديدات ضد الشخصيات السياسية.

وقبل ثلاثة أشهر فقط، أطلق مسلح ملثم النار على اثنين من نواب ولاية مينيسوتا، مما أسفر عن مقتل أحدهما. وقبل ذلك بشهرين، أشعل شخص النار في قصر حاكم ولاية بنسلفانيا الديمقراطي جوش شابيرو، بينما كان الحاكم وعائلته نائمين في الداخل.

الواقع الجديد

تشير صحيفة "بوليتيكو" إلى أن كل مسؤول حكومي أمريكي "يشعر تقريبًا بالواقع الجديد"، حيث أصبحت التهديدات، وفي بعض الحالات الهجمات الفعلية، مجرد ضجيج في الخلفية في واشنطن، التي وصفتها الصحيفة بأنها "أعراض لحظة سياسية تتسم بالقبلية السامة، والشعور المتزايد بعدم الثقة في المؤسسات الحكومية".

في الواقع، لم يكن السياسيون المنتخبون مثل ترامب أو جيفوردز، أو النشطاء مثل كيرك، وحدهم من تعرضوا لإطلاق النار؛ بل طالت التهديدات بالقتل والهجمات والمضايقات قضاة أيضًا.

وكان القاضي بريت كافانو هدفًا لمحاولة اغتيال عام 2022. وفي وقت سابق من هذا العام، استنكر بعض قضاة المحاكم الدنيا الخطاب القاسي الذي وجّهه البيت الأبيض إليهم، معتبرين أن الهجمات اللفظية تُؤجّج التهديدات بالعنف الجسدي. كما أدانت القاضية كيتانجي براون جاكسون ما وصفته بـ "الخطاب المُخيف".

ووصف المشرّعون، الذين غالبًا ما كانوا هدفًا لمثل هذه التهديدات، الأمر بأنه "وضع طبيعي جديد يزداد قتامة". لكن حتى في ظل هذه الخلفية، كان لجريمة قتل كيرك وقعٌ مذهل على مبنى الكابيتول، الذي أصابته صدمةٌ لا تُصدَّق.

ونقل التقرير عن النائب ستيف سكاليز، الذي كان على وشك الموت وهو ينزف على ملعب بيسبول إثر إصابته برصاصة في وركه أطلقها عليه مسلح قبل عقد من الزمن، قوله للصحفيين: "لا يوجد مبرر للعنف السياسي في بلادنا"، ثم أضاف العبارة المألوفة: "لا بد أن ينتهي هذا الأمر".