الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مسار معقد.. مصير مجهول ينتظر مفاوضات غزة بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر

  • مشاركة :
post-title
استهداف وفد حماس في العاصمة القطرية الدوحة- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

اتفق محللون سياسيون على صعوبة المرحلة المقبلة في المفاوضات بين حركة حماس الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، على خلفية الهجوم الذي استهدف اغتيال وفد الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، لكنهم أشاروا إلى إمكانية الاعتماد على الوساطة المصرية للوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة.

واستهدفت غارة إسرائيلية بصواريخ مقر وفد حماس المشارك في مفاوضات حول مقترح أمريكي لوقف الحرب على قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين والأسرى، أول أمس الثلاثاء، إلا أنها لم تحقق هدفها بحسب المستجدات السياسية الأخيرة.

موقف صعب

ويرى الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، أن عملية "قمة النار" – تسمية دولة الاحتلال للغارة- قضت على آخر فرص التفاوض على الأقل حاليًا، مضيفًا: "أعتقد أن الوسيطين مصر وقطر، وقبلهما حركة حماس، في موقف صعب، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة".

وتساءل "أبو شامة": "مَّن يقدر الآن على حماية أي وفد لحماس بعد التهديد الإسرائيلي الصريح باستهداف قادة الحركة في أي مكان؟".

بينما وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، خلال حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، الضربة بأنها سلوك صادر عما يوصف بـ "إسرائيل الكبرى" التي يتحدث عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهي تلك السطوة التي من خلالها ينفذ عمليات قصف في كل وأي مكان.

وأرجع الرقب ضربة الدوحة إلى مطالبة حماس بإجراء تعديلات بسيطة على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كانت تناقشه قبل استهداف قيادتها في الدوحة.

وطالبت حماس ألا يكون تسليم الأسرى في يوم واحد لعدم قدرتها على تجميعهم في هذه الفترة، إلى جانب مطالبتها بضمانات أمريكية بوقف الحرب بشكل كامل، وليس أنه طالما هناك مفاوضات يكون هناك وقف للحرب.

وذكر الرقب: "أصبحنا على قناعة أن ترامب ونتنياهو يخشون موافقة حماس، إذ أبلغتهم قطر أنه قد توافق حماس على المقترح، وبالتالي قرروا خلط الأوراق من خلال محاولة الاغتيال بالدوحة".

وتابع الرقب: "حتى الآن، لا نعلم ما إذا كانت نجحت عملية الاغتيال بشكل كامل ومن استشهد من الناطقين والسكرتارية الذين في العادة يُترَك إليهم أجهزة الاتصال وما تم استهدافه قبل أمس بالدوحة هو موقع هيئة الاتصال الخاصة بقيادة حماس".

إمكانية استئناف المفاوضات

عن إمكانية استئناف المفاوضات بضمان أمريكي بعدم استهداف قادة حماس مرة أخرى، يعتقد "أبو شامة" أن ذلك "طرح وارد"، لكنه استطرد متسائلًا: "هل لدى إسرائيل الرغبة أصلًا في التفاوض؟".

وأوضح "أبو شامة" أن حكومة نتنياهو كانت تستغل فكرة التفاوض كدعاية إعلامية لخداع الرأي العام، رغم أنه ليس في النية الإسرائيلية إيقاف الحرب أو حتى القبول بهدنة مؤقتة، قائلًا إن "الإسرائيليين يدركون جيدًا أنهم أمام فرصة تاريخية لن تتكرر في تاريخهم الصهيوني، بوجود رئيس أمريكي يقف على أرضية فكرية مشتركة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية والذي يمثل قطاعًا عريضًا من تيار التطرف داخل إسرائيل.

وقال "أبو شامة" إن هذا التماهي الفكري يصحبه تفويض مطلق منحه ترامب لنتنياهو ليفعل ما يراه مناسبًا لصالح مشروع إسرائيل الكبرى، إذ يتدخل فقط عند الضرورة ولحماية المصالح الأمريكية، وهذه هي النقطة المفصلية، مضيفًا: "طالما لا تهديد لمصالح أمريكا فلن تزيد من ضغوطها على تل أبيب، وبلا ضغوط أمريكية سيستمر نتنياهو في تنفيذ مخططاته".

وأيضًا، يرى "الرقب" أنه إذا تأكد نجاة وفد حماس فإن الأمور ستعود بعد أيام إن لم تكن أسابيع لمسار المفاوضات مرة أخرى بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

وأكد الرقب "أنه في هذا الحال، فلا يوجد سوى المسار المصري القطري الأمريكي الذي سيسعى ألا يتم استهداف وفد حماس مرة أخرى، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمراء في استهدافه لوفد حماس في قطر التي تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية (العديد)".

تغيير المسار

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور، أنه "على هذا النحو، سيكون هناك ثمن باهظ لانتهاك سيادة قطر لتوريط الولايات المتحدة في هذه الجريمة، إذ توجد مؤشرات كثيرة على أنه تم الاستهداف من خلال قاعدة قريبة وليست من إسرائيل".

إلى جانب ذلك، سيكون هناك تداعيات من الداخل الإسرائيلي والتي تضغط لإتمام صفقة، إذ إن هذا هو السبيل الوحيد للإفراج عن المحتجزين في غزة، غير ذلك سيكون بمثابة إعدام ميداني لهم"، حسبما صرح فؤاد لموقع "القاهرة الإخبارية".

انفراجة قريبة

ويرى فؤاد أن تعمد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير نشر متابعته الاستهداف للإعلام له دلالة تعكس أن الحل العسكري لا يوفر متطلبات المجتمع الإسرائيلي وهي الإفراج عن الأسرى، فالضغط العسكري لا يجعل المقاوم يستجيب للشروط والإملاءات الإسرائيلية.

ووفقًا لفؤاد، فإن الحل الوحيد في هذا الصدد هو التوافق برعاية مصر، وعليه سيتنامى الدور المصري في الفترة المقبلة لتنسيق ورعاية مفاوضات مع الجناح العسكري لحركة حماس، وبالتالي سيكون هناك أنباء جيدة ربما خلال أيام بشأن صفقة المحتجزين وإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.

فشل الحل العسكري

وأكد "فؤاد" فشل الحرب النفسية وسياسة الاغتيالات التي لا طالما فشلت مرار حتى مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وغيرهم، ومع هذا لم تتوقف المقاومة.

وبالنسبة لأنور، ربما يسفر الأمر عن تحالفات جديدة ويتم إعادة النظر في حسابات بعض القوى في الداخل لكي تنشط المقاومة في خلايا فردية على طريقة الذئاب المنفردة وهذا أيضًا يوجع الداخل الإسرائيلي الذي يغلي ويتساءل لماذا يتم تشييع 10 جنازات في يوم واحد في ظل النصر التام الذي يروج له نتنياهو منذ عامين ولماذا يتم شن عملية "عربات جدعون 2" في حين أنه منذ نهاية مايو وإطلاق "عربات جدعون 1" يتم سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال في حين أن المطلوب هو إطلاق سراح عن 20 محتجزًا يمكن الإفراج عنهم من خلال التفاوض".