أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنه أسقط أعدادًا كبيرة من المنشورات، فضلًا عن إرسال رسائل نصية وتحذيرات مسجلة إلى المدنيين الفلسطينيين لمغادرة مدينة غزة، في انتظار الاجتياح البري الإسرائيلي الوشيك، إضافة إلى بعض المكالمات الحية المباشرة مع بعض سكان المدينة.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، تولت الوحدة الخاصة 504، المعروفة أيضًا باسم "موساد جيش الاحتلال الإسرائيلي"، جزءًا كبيرًا من العملية "نظرًا لخبرتها في الثقافة العربية والفلسطينية"، حسب التقرير.
كان جيش الاحتلال أصدر، صباح أمس الثلاثاء، أكبر أمر إخلاء حتى الآن لمدينة غزة "لكن التحذير كان عامًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وليس تحذيرًا شخصيًا مستهدفًا كما حدث اليوم الأربعاء"، كما أشارت الصحيفة، التي لفتت إلى أن "نطاق وسرعة الأمر العسكري يشيران إلى أن الغزو العسكري الكامل ربما يكون قريبًا أخيرًا، لكنه على ما يبدو لا يزال يتطلب جهودًا أوسع نطاقًا".
وفيما يسعى المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون الأسابيع الماضية في حث المدنيين الفلسطينيين على إخلاء مدينة غزة، ترفض الأغلبية العظمى المغادرة "وعلى ما يبدو لم يكن ذلك كافيًا، وقرر جيش الاحتلال تنفيذ عملية تحذير شخصية واسعة النطاق".
تكلفة عالية
حتى الآن، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي وتيرة استهدافه للمباني في مدينة غزة، لكنه لم يُطبّق بعدُ نفس مستوى القصف على المنطقة. وكشفت خطط الحرب أن جيش الاحتلال يعتزم استخدام ما يصل إلى خمس فرق عسكرية أخرى في الاجتياح الشامل.
وعلى الرغم من مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن السيطرة على مدينة غزة ستقنع حماس بالتخلي عن المحتجزين المتبقين وستؤدي إلى هزيمة الحركة، فإن الكثير من قادة جيش الاحتلال لا يتفقون مع هذا الرأي ويعتقدون أنه حتى لو أدى الاستيلاء على المدينة إلى الإضرار بقوة حماس الإجمالية، فإن الحركة سوف تتمكن من مواصلة تكتيكاتها التي تعتمد على أسلوب حرب العصابات.
أيضًا، تلفت "جيروزاليم بوست" إلى أن خطة الاجتياح قد تؤدي إلى مقتل محتجزين إسرائيليين، وأن التكلفة التي سوف يتحملها الجنود الذين سوف يموتون، والمدنيون الفلسطينيون الذين قد يقعون في مرمى نيران الاحتلال، والتدهور المحتمل للوضع الإنساني سوف يضر الحكومة الإسرائيلية أكثر من المكاسب المتوقعة من العملية.
ونقل التقرير عن "منتدى غزة الإنساني"، وهو شبكة من المنظمات الإنسانية والخبراء الإسرائيليين، أمس: "إن النزوح القسري للسكان بأكملهم -بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة- بعد أشهر من تدهور الظروف الصحية وانعدام الأمن الغذائي وحتى سوء التغذية، إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى الموارد لاستيعابهم، لا يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على صحتهم والصحة العامة بشكل عام".