الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام: مصر رائدة الفن بالوطن العربي (حوار)

  • مشاركة :
post-title
مهند البكري رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي تصوير : عمرو حطب

‏نصف مليار دولار عائدات للأردن من صناعة الأفلام بعد تأسيس الهيئة

400 % زيادة في السياحة ‏بعد تصوير فيلم "المريخي" العالمي بوادي رم

ندعم صنّاع السينما فنيًا وتقنيًا ونستعين بالخبرات المصرية لتدريب فنانينا

تخصيص مليون ونصف دولار سنويا لصندوق دعم الأفلام

غالبية نجوم الأردن طيور مهاجرة خارج بلدهم لهذا السبب

الفيلم المصري له جماهيرية ومازلنا في بداية طريقنا بالسينما التجارية

‏قدمنا فكرة سينما السيارات بالشوارع في فترة كورونا

قبل نحو 20 عامًا، تأسست الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لتؤدي دورًا مهمًا في صناعة السينما الأردنية، مستعينة بخبرات من بينها كوادر مصرية لما للسينما المصرية وصنّاعها دور ريادي في المنطقة.

ووضع مسؤولو الهيئة في تصوراتهم ضرورة تطوير المشروعات الفنية والإنتاج المحلي إضافة إلى تحقيق عائد اقتصادي، الأمر الذي يؤكده مهند البكري رئيس الهيئة الملكية للأفلام في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" كاشفًا عن الدور الذي لعبته المؤسسة في دعم صناعة السينما والفن بالأردن.

وتطرق البكري في حواره إلى التسهيلات المقدمة للأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها بالأردن ، وحجم العائد الاقتصادي الذي تحقق منها، واستعانتهم بالخبرات المصرية في تدريب الفنانين، معلّقًا على هجرة بعض نجوم الأردن لتحقيق شهرة خارج بلدهم، كما تحدث عن فكرة "سينما السيارات" التي لجأت إليها الأردن كحل لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا، وغيرها من التفاصيل .

الأردن ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب.. ما أبرز ملامح الاختلاف عن مشاركات الدورات السابقة؟

جاءت مشاركتي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، بقرار من وزيرة الثقافة الأردنية، ونحن كل عام نشارك بالكتب فقط، بينما في دورته هذا العام قررت الوزارة أن نقدم جزءًا من ثقافتنا، عبر عدد من الفعاليات الفنية الأردنية ومنها احتفالية الفنانة الأردنية زين عوض.

فضلًا عن مشاركتنا بندوات ولقاءات حول صناعة السينما والحديث عن واقع السينما الأردنية، خاصة وأيضا العربية والعالمية بشكل عام، وأوضّح هنا أن السينما الأردنية شهدت تطورًا نفخر ونعتز به، وإن لم يكن تطورًا كبيرًا ولكنه نوعي في صناعة الأفلام. وعلى المستوى الشخصي ‏فخور بوجودي في مصر، فهي بلدنا الثاني وتربطها بالأردن علاقة قوية، فنحن أشقاء وبيننا تواصل مستمر ونستفيد من خبرات بعضنا.

تأسست الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عام 2003، هل أدت الدور الذي وجدت من أجله؟

هذا السؤال مهم جدا، فشكل الهيئة والدور الذي تلعبه مختلف عن أي هيئات للأفلام موجودة في العالم، وبالفعل نحن نحتفل بمرور ٢٠ عامًا على إنشائها، ولكن بدأ تفعيلها في عام ٢٠٠٥، وجزء مهم من دورها هو تسهيل إنتاجات الأعمال المرئية والمسموعة، وليس الأفلام فقط، ولكن حتى الرسوم المتحركة.

أما الجزئية الثانية أن تحدث نوعًا من الحراك السينمائي بالأردن، لذا كان يشغلنا تدريب الكوادر الأردنية فنيًا وتقنيًا، حيث قدمنا برامج وعروض أفلام أسبوعيًا في قلب الأردن، والمحافظات الأخرى لكي يتعرّف الجمهور على شرائط سينمائية من دول مختلفة منها كوريا والهند، مع وجود نقاشات مفتوحة عقب عروض الأفلام.

ويتولى مهام البرنامج التدريبي فنيِا وتقنيًا، مجموعة من أفضل صنّاع الأفلام على مستوى الوطن العربي، إذ يتدرب الطلاب على كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج، كما يتم تدريب العاملين فنيًا على الإضاءة والماكياج وكل ما يتعلق بصناعة الفيلم، ولذلك يستعين صناع الأفلام الأجانب عند تصوير أعمالهم في الأردن بالكوادر الأردنية المدربة.

وما هي مكتسبات الفن الأردني من الهيئة بشكل عام؟

من ناحية الشق الفني، أنتجنا أفلامًا تنافس عالميًا بمهرجانات دولية، وتحصل على جوائز، فالعام الماضي قدّمنا 3 أفلام أردنية هي "فرحة" و"بنات عبد الرحمن" و"الحارة"، وكلها خرجت في عام واحد وذاع صيتها بالعالم بشكل مشرّف للأردن، فأصبح لدينا قصص أردنية نسردها للعالم.

أما على الجانب الاقتصادي، تؤكد الإحصائيات أنه منذ عام 2007 وحتى الآن دخل للأردن نصف مليار دولار كعائد من صناعة الأفلام، فقطاع صناعة الأفلام يتواصل بشكل مباشر مع 36 قطاعًا سواء مع السياحة والخدمات وغيرها، وهذه القطاعات تستفيد من صناعة الأفلام بشكل مباشر، حيث يعمل بصناعة الأفلام 138 مهنة سواء عمال أو فنيين ومخرجين وكتّاب، كما وفرت صناعة الأفلام 127 ألف فرصة عمل.

والأهم من كل هذه الأمور أن الأردن أصبح واجهة تصوير عالمية، وساهم في تنشيط السياحة حيث صوّر بالأردن فيلم "المريخي" بوادي رم المعروف الذي شهد من قبل تصوير فيلم "لورانس العرب" وغيرها، وبعد فيلم "المريخي" زادت معدلات السياحة على الوادي بنحو 400%، وحتى المخيمات الموجودة في وادي رم أصبح شكلها مثلما ظهرت في فيلم "المريخي"، وهو ما يعطي ميزة إضافية للأردن سياحيًا واقتصاديًا.

ما تفاصيل دعم الهيئة الملكية الأردنية لصنّاع الأفلام ماديًا؟

جزء من مهمتنا دعم صنّاع الأفلام من خلال نقطتين إحداهما من خلال صندوق دعم الأفلام حيث يمكن لصانع الأفلام الأردني أن يحصل على برامج تدريبية مجانية تقدمها الهيئة، والثانية بعد انتهاء السيناريو، وتكوين فريق العمل يمكّن الصانع من الحصول على دعم من صندوق الأفلام سواء كان روائيًا قصيرًا أو طويلًا أو تسجيليًا وثائقيًا، كما ندعم تطوير المسلسلات.

‏كم يُخصص ماديًا لصندوق الأفلام؟

حوالي مليون ونصف مليون دولار سنويًا، وكل مرحلة يقدمها الصنّاع خلال تطوير الفيلم يحصل على 50 ألف دولار، ومرحلة الإنتاج يحصل على 10 آلاف دولار، ومرحلة ما بعد الإنتاج يحصل على 80 ألف دولار، فهذا دعم جزئي للفيلم.

ماذا عن واقع السينما التجارية في الأردن؟

لنتفق في البداية أننا لن نقارن أنفسنا بإنتاجات السينما المصرية، لأنه ليس هناك وجه للمقارنة، فهوليوود الشرق متفوقة في هذا الأمر، ولكننا بدأنا نقدم أفلامًا تجارية، وهذه الجزئية مهمة جدًا، لأنها تدفع الجمهور للذهاب للسينما ودفع تذكرة ورؤية الأعمال، ونحن مازلنا في بداية الطريق فيما يتعلق بالأفلام التجارية، وعلينا أن نكون متفقين ومتصالحين مع أنفسنا.

هل يهتم الجمهور الأردني بالسينما المحلية، أم يفضل الأفلام الأجنبية؟

‏الجمهور الأردني يفضّل الأفلام الأجنبية، والفيلم المصري له مرتبة مهمة في الأردن، فمثلا يعرض هناك حاليًا فيلم "كبيرة والجن"، وتحظى أفلام النجوم البارزين بنسبة مشاهدة عالية والجمهور يملأ قاعات السينما.

‏ما الذي ينقصكم لتقديم أفلام تجارية؟

‏ بداية لابد أن يكون هناك شركات إنتاج تجلب ميزانية الفيلم، وثانيًا لابد أن يكون هناك نجوم بالأردن، وغالبية فنانين الأردن نجوميتهم خارج بلدهم، وثالثًا لابد أن يكون هناك جمهور يؤمن بالمحتوى.

ما سبب هجرة فناني الأردن خارج بلادهم؟

لأن الإنتاج في الأردن تجاريًا ليس بالقوة التي يكون عليها مقارنة بالمنافسة مع البلدان الأخرى.

‏هل تستفيدون ماديًا من تصوير الأفلام الأجنبية أكثر من إيرادات الفيلم المحلي؟

‏نعم هذا مضبوط، فنحن ندعم السينما الأردنية المحلية، والأفلام الثلاثة التي ذكرتها سالفا لا أتذكر الإيرادات التي حققتها ولكنها لم تكن في الصدارة.

في السابق كان المحتوى الأردني منتشرًا عربيًا بشكل كبير وخاصة بالخليج، والمسلسل البدوي كان يعرض بكل الوطن العربي، ولكن أصبحت المنافسة كبيرة جدًا، وجاءت شركات الإنتاج الكبيرة من مصر فأصبحت هناك منافسة كبيرة ولم نقو على المنافسة، والأردن عاد مرة أخرى للمنافسة وحتى في المسلسلات فأصبحنا نقدم مسلسلات أردنية عالمية.

ذكرت أنك تستعين بخبرات مصرية في هيئة الأفلام.. هل تتعاونون سينمائيا مع مصر؟

موجود ولكن في إطار حيثيات الهيئة، بمعنى أن معظم البرامج التدريبية ومعظم الخبرات تأتي من مصر، ولدينا علاقات مع أهم المخرجين والفنانين المصريين الذين يقيمون ورش عمل تدريبية في الأردن، وهم يعطونا من خبرتهم وإبداعهم بنسبة 100%  أما إذ تحدثنا عن الإنتاج المشترك، فذلك الأمر كان موجودًا في الثمانينيات من القرن الماضي ولكن توقف، وكان التعاون في إنتاج المسلسلات أكثر من الأفلام حيث كانت تعرض الأعمال بمصر والأردن.

‏ ماذا عن المهرجانات السينمائية التي تدعمها الهيئة؟

‏هناك مهرجانات سينمائية متخصصة مثل مهرجان للمرأة، وآخر لحقوق الإنسان وغيرها، ومن أشهر المهرجانات التي تتبع الهيئة الملكية الأردنية مهرجان الفيلم العربي وهو متخصص بالأفلام العربية وله صدى كبير، والمهرجان العربي الفرنسي.

‏ وكان هناك هدف قبل تأسيس المهرجان وهو أن يكون لدينا قصص وحكايات أردنية وأفلام بالمهرجان، ومنذ ٣ سنوات قدّم مهرجان عمان الدولي نجاحات عظيمة، وهو مستقل عن الهيئة وبدعم منها، وفي وقت جائحة كورونا أطلقنا سوق الأفلام وورش العمل عبر الإنترنت، بينما ابتكرنا "سينما السيارات" حيث تعتمد فكرته على أن تشاهد العائلة الفيلم من السيارة مع وضع شاشات كبيرة بمواقف عامة، وكان هذا شيء جديد بالأردن، وفي العام الثاني بعد رفع قيود كورونا وجدنا مطالبات من الجمهور بإعادة تقديم فكرة سينما السيارات.

كم عدد المهرجانات التي تتبع الهيئة؟

‏مهرجان الفيلم العربي، ومهرجان الفيلم الفرنسي، ومهرجان عمان الدولي، والأخير له خصوصية حيث لابد أن يكون أول فيلم للمخرج أو للممثل، وإذا نظرنا من حولنا بالوطن سنجد كوادر كثيرة تقدم أعمالًا لأول مرة.