"ما كنت في حبك عدد وبكرة لو وقف النبض فأبقى على نفس العهد وأبقى على حبك يا بلد".. كانت هذه هي آخر كلمات الفنان الأردني الكبير الراحل متعب السقار، الذي لطالما حمل هم الوطن وحفظ التراث في قلبه، فمنذ أن انطلق في مسيرته أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وهو يقدم الأغاني الوطنية ويحكي عن حبه الكبير لوطنه في كل المسارح العربية التي وقف عليها، فهو مطرب أخلص في فنه، وأسهم في تعزيز الأغنية الأردنية بالوطن العربي.
حفاظ على الهوية
متعب السقار ابن مدينة الرمثا في شمال الأردن والذي ولد في 22 يناير عام 1959، لم تكن حياته سهلة، إذ عانى كثيرًا في مشواره الغنائي، وهو ما كان يؤكده دائمًا في لقاءاته التلفزيونية: "لقد عانيت كثيرا في مشواري الفني ولم أصل بسهولة إلى ما أريد، حتى أنني رفضت الغناء في الملاهي الليلية بهدف الحصول على أموال كثيرة، بل حافظت على هويتي وفني ومشواري، وكنت حريصًا على ألا يكون فني عبئًا على أسرتي وبناتي".
بتر قدمه
متعب الذي غني للمنتخب الوطني لكرة القدم، وتزوج من انتصار الزعبي ورزق منها بثلاثة بنات شهد، وغالية، وبيسان، دائمًا ما كانت دموعه قريبة، ويشهد على ذلك أغلب لقاءاته، وزادت مأساته في الحياة حين بترت إحدى قدميه بسبب مرض السكري.
ما حدث جعل "متعب" يفقد مصدر رزقه، وظل يعيش في معاناة كبيرة في المستشفى، خاصة بعد إصابته بفشل كلوي وخضوعه لغسيل كلى على فترات، حتى رحل عن عالمنا في 24 أبريل 2021.
فيلم تسجيلي
لم تذهب العمال الفنية التى حملت شجون الوطن التى قدمه القدير متعب السقار لخدمة بلاده هباءً، حيث احتفى المركز الثقافي الملكي بالراحل في ذكرى ميلاده والتي مرت أمس، من خلال عرض الفيلم التسجيلي "اتعبنا يا متعب"، ومع عرض العمل تذكر الحضور الراحل بكلمات مؤثرة.
وقالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، إن متعب ترك أثرًا لا يُمحى ويستحق الاحتفاء به فهو فنان صاحب مدرسة وفكر متفرد، وهو من رواد الأغنية الأردنية التراثية.
شهادات عن مشواره
أما نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي قال: "متعب ركيزة أساسية للتاريخ الغنائي الأردني، وعبّر عن الناس في أغنياته، وقدّم التراث بصوته إلى كل العالم، فيما قال النائب خالد أبو حسان: "صوت متعب كان يعبر دائمًا عن الامتنان، والحب للأرض والوطن، وذكرياته مازالت موجودة بيننا، فهو أنشودة حب ونموذج متفرد في ساحة الغناء الأردني".
"كل بيت رمثاوي له ذكرى خاصة مع متعب".. هكذا بدأ رئيس بلدية الرمثا أحمد الخزاعلة حديثه عن الراحل، حيث قال: "هو ابن كل البيوت، شاركهم أفراحهم وذكرياتهم، وكان صوتًا معبرًا عنهم بالحق، كما أحيا حفلات زفاف كل أبناء الرمثا مجانًا بهدف إدخال الفرحة على قلوب أمهاتهم".