الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بوتين ومودي في بكين.. النفور من ترامب يعزز جاذبية الصين

  • مشاركة :
post-title
الرؤساء الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يستعد الرئيس الصيني شي جين بينج لاستعراض قوة بلاده الدبلوماسية والعسكرية، اليوم الأحد، مستفيدًا من زيارة زعيمي روسيا والهند؛ لإظهار كيف يمكن للصين استخدام فن السياسة والقوة العسكرية والتاريخ لتعزيز نفوذها العالمي، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".

توقيت مثالي

لم يكن بإمكان شي جين بينج أن يجد توقيتًا أفضل من هذا، حسبما أشارت الصحيفة الأمريكية، إذ سينضم إليه كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وبينما دفعت الرسوم الجمركية للرئيس ترامب الهند بعيدًا عن واشنطن، وصل بوتين إلى أمريكا في استقبال حافل خفف من جهود الغرب لمعاقبته على حرب أوكرانيا، ويقف شي في المركز، محولًا نفور أمريكا من الهند إلى فرصة، ومُمجِّدًا تحالفه الطويل مع بوتين.

تشكيل النظام العالمي

ستشهد مدينة تيانجين الشرقية، يومي الأحد والاثنين، قمة منظمة شنجهاي للتعاون الأوراسية التي تقودها الصين وروسيا، بحضور أكثر من 20 زعيمًا، معظمهم من آسيا الوسطى، إلى جانب قادة من اقتصادات ناشئة مهمة مثل مصر وتركيا وماليزيا وباكستان.

وكما تؤكد "نيويورك تايمز"، فإن هذا التجمع ليس مجرد استعراض، بل يُظهر كيف يحاول شي تحويل التاريخ والدبلوماسية والقوة العسكرية إلى أدوات لإعادة تشكيل نظام عالمي هيمنت عليه الولايات المتحدة.

سيُقيم شي جين بينج، يوم الأربعاء، عرضًا عسكريًا ضخمًا في العاصمة بكين، احتفالًا بمرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وترى الصحيفة أن شي جين بينج يحاول إعادة كتابة التاريخ من خلال تقديم الصين والاتحاد السوفييتي السابق كالمحاربين الرئيسيين في الحرب العالمية الثانية.

ويصف باحثون في معهد بروكينجز الأمريكي هذه الاستراتيجية بأنها جزء من معركة حقيقية حول ذاكرة التاريخ، حيث تطرح الصين وروسيا نسخة مختلفة تمامًا عمّا يرويه الغرب حول من انتصر فعلًا في تلك الحرب العالمية.

الاستفادة من التوترات

استطاعت الصين الاستفادة من سياسات إدارة ترامب التي أدت إلى توتر العلاقات مع الحلفاء التقليديين، إذ تضاعفت الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الهندية لتصل إلى 50%، مما أثار إحباط نيودلهي ودعوات لإعادة التوازن نحو الصين.

وسيزور مودي الصين لأول مرة منذ سبع سنوات، رغم أنه لن يحضر العرض العسكري مثل بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.

تحدي الهيمنة الأمريكية

يرى خبير العلاقات الأمريكية-الصينية علي واين، من مجموعة الأزمات الدولية أن "بعض الدول تعتبر الولايات المتحدة القوة المزعزعة الأساسية للنظام الدولي"، رغم مخاوفها من سلوك الصين.

وقد استغلت الصين هذا الوضع لإقناع دول مثل الهند بإعادة تقييم علاقاتها مع أمريكا، حيث دعا السفير الصيني في الهند شو فيهونج البلدين لتحمل دور أكبر في القيادة العالمية لمواجهة "الهيمنة الأمريكية".

تشير الأرقام والوقائع إلى نجاح الصين في جذب القادة العالميين؛ رغم الضغوط الأمريكية، ويعلق جوناثان تشين، الباحث في معهد بروكينجز والمحلل السابق في المخابرات المركزية الأمريكية، بأن تدفق الزعماء على بكين يعكس فعالية السياسة الخارجية الصينية، مشيرًا إلى أن شي بات محاطًا بالزوار المهمين أكثر من كونه محاصرًا من أمريكا وحلفائها.

وفي الوقت الذي تحاول فيه القوى الغربية زرع الخلافات بين الصين وروسيا، يؤكد الكولونيل المتقاعد تشو بو من جامعة تسينجهوا في بكين أن العلاقات الصينية-الروسية ستبقى "ممتازة"، واصفًا الجهود الغربية لإثارة الفتنة بينهما بأنها مجرد أوهام لا أساس لها من الواقع.