الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"نوبل" والرسوم الجمركية.. توتر العلاقات بين ترامب ومودي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تشهد العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي توترًا ملحوظًا، وبرز الخلاف على خلفية محادثات تجارية بالغة الأهمية للهند والولايات المتحدة، تهدد بدفع نيودلهي إلى التقارب مع خصوم أمريكا في بكين وموسكو.

استند مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى مقابلات مع أكثر من 12 شخصًا في واشنطن ونيودلهي، تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة علاقة لها آثار بعيدة المدى على كلا الجانبين، حيث يُضعف ترامب العلاقات مع شريك مهم، وتُنفر الهند أكبر شريك تجاري لها في سعيها للحفاظ على اقتصادها واقفًا.

كان ترامب يردد -مرارًا وتكرارًا- علنًا أنه حلّ الصراع العسكري بين الهند وباكستان، وهو نزاع يعود تاريخه إلى أكثر من 75 عامًا، وخلال مكالمة هاتفية في 17 يونيو، أعاد طرح الموضوع، مُعربًا عن فخره بإنهاء التصعيد العسكري.

وذكر أن باكستان سترشحه لجائزة نوبل للسلام، وهو شرفٌ كان يُناضل من أجله علنًا، وكان التلميح غير المباشر أن على مودي أن يفعل الشيء نفسه، وفقًا لأشخاص مطلعين على المكالمة.

إلا أن مودي كان له رأي آخر، إذ رأى أن التدخل الأمريكي لا علاقة له بوقف إطلاق النار الأخير، وأنه تم تسويته مباشرةً بين الهند وباكستان.

تجاهل ترامب تعليقات مودي إلى حد كبير، ورفض مودي الانخراط في جائزة نوبل، إلا أن الخلاف لعب دورًا كبيرًا في تدهور العلاقة بين الرئيسين.

بعد أسابيع قليلة من المكالمة الهاتفية في يونيو، ومع استمرار المحادثات التجارية، فاجأ ترامب الهند بإعلانه فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات من البلاد، وأتبع ذلك بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الهند الأربعاء الماضي؛ متعللًا بشرائها النفط الروسي، ليصل إجمالي الرسوم إلى 50%.

وبعد أن أبلغ بأنه سيزور الهند في وقت لاحق من هذا العام لحضور القمة الرباعية، لم يعد لدى الرئيس الأمريكي خطط لزيارتها في الخريف، وفقًا لأشخاص مطلعين على جدول أعماله.

ولم يتحدث الرجلان منذ المكالمة الهاتفية في 17 يونيو، ومن المتوقع أن يسافر مودي إلى الصين في نهاية هذا الأسبوع، حيث سيلتقي بالرئيس شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

بعد المكالمة الهاتفية، أصدر المسؤولون الهنود بيانًا جاء فيه أن مودي "أكد بحزم أن الهند لا تقبل الوساطة ولن تقبلها أبدًا"، وأن ترامب استمع بعناية وأعرب عن دعمه للهند.

أما البيت الأبيض، فلم يُعلن عن المكالمة، ولم ينشر ترامب عنها على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع ذلك بعد أربعة أيام من حديثه مع مودي، عاد ليذكر المسألة عندما أعلن عن اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا.

من الصعب تحديد مدى تأثير الولايات المتحدة بدقة في حلّ أحدث موجة عنف بين الهند وباكستان، ويزعم ترامب أنه استخدم التجارة كوسيلة ضغط لإجبار الجانبين على وقف القتال، وقال إنه بعد هذه الإغراءات والتحذيرات، "قالوا فجأة: أعتقد أننا سنوقف القتال".

قالت تانفي مادان، الزميلة البارزة في معهد بروكينجز: "إن فكرة قبول مودي لوقف إطلاق النار تحت ضغط أمريكي أو أنه احتاج إلى وساطة أو سعى إليها لا تتعارض مع شخصيته فحسب، لكن هذا يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الهندية.. روّج مودي لعلاقاته مع رؤساء الولايات المتحدة على أنها رصيد إستراتيجي وسياسي، والآن تُصوّر المعارضة صداقته مع ترامب على أنها عبء".