خلال حربه المشتعلة مع قيادات الشرطة الإسرائيلية، ومحاولاته إقالة قائد منطقة تل أبيب حاييم سارجاروف، حتى بعد إعلان مفوض الشرطة داني ليفي دعمه له، اعترف وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير بأنه يتجسس على سكان تل أبيب، عبر التسلل إلى مجموعات المناقشة المختلفة على تطبيق "واتساب".
وقال بن جفير: "إنهم لا يعرفون من أنا، ولكنني أسمع وأرى كل شيء".
وجاء اعتراف الوزير اليميني المتطرف خلال مقابلة مع إيلي أورجاد وبرهانو تاجنيا على "إذاعة 90" العبرية، مؤكدًا ما ورد في تقارير الإعلام الإسرائيلي عن نيته إقالة قائد منطقة شرطة تل أبيب.
وفي المقابلة، لم ينكر بن جفير ما ورد في تقرير عن رغبته في إقالة المفوض، وقال: "ليس سرًا أنني لست راضيًا عن أداء المفوض"، وأضاف أنه يتلقى شكاوى من سكان جنوب تل أبيب.
ثم فاجأ بن جفير الجميع بكشفه عن تسلله إلى مجموعات "واتساب" الخاصة بالسكان تحت اسم مستعار: "لا يعرفونني، لكنني أسمع وأرى كل شيء".
وعندما سُئل عمّا إذا كان يتجسس على السكان والمواطنين، وهل من المناسب أن يكون الوزير عضوًا في مجموعات "واتساب" دون علم المواطنين، أجاب بن جفير: "أنا موجود في الميدان باستمرار، وأتلقى بلاغات باستمرار".
يريد الدم
نقل تقرير لصحيفة "هآرتس" عن مفوض الشرطة الإسرائيلية داني ليفي أنه يعترض على "وثيقة السياسة" التي صاغها بن جفير، التي من شأنها أن تحد بشكل كبير من الحق في الاحتجاج.
في الشهر الماضي، طلب بن جفير من ليفي التعليق على الورقة البحثية التي اقترحت تجريم إغلاق الطرق أثناء المظاهرات، وفي رده، كتب ليفي أن قرار التعامل مع المتظاهرين الذين يغلقون الطرق يجب أن يُترك لرؤساء شرطة المناطق.
أيضًا، اعترض ليفي على اقتراح بن جفير بحظر المظاهرات بالقرب من المعابد اليهودية، بحجة أن الشرطة يجب أن تنظر إلى كل احتجاج على أساس مزاياه الخاصة.
وأكد تقرير للقناة 12 العبرية (N12) أن مكتب مفوض الشرطة الإسرائيلية لا يتوافق مع وثيقة سياسات بن جفير حول فض التظاهرات في أكبر مدن الاحتلال.
وأوضحت الشرطة، في بيان: "سيُحدد هذا الأمر بناءً على تقدير قائد المنطقة الميداني فقط، فهو من سيقرر متى يُفضّ المظاهرة ومتى يُنفّذ الاعتقالات"، مؤكدة أن مهمة الشرطة "هي الموازنة بين الحفاظ على النظام العام وإمكانية التعبير عن الاحتجاج الديمقراطي والقانوني. ولن تُفسح الشرطة المجال للاضطرابات".
وزعم ضابط كبير للقناة الإسرائيلية أن بن جفير "يريد رؤية سفك دماء، يريد رؤية اعتقالات جماعية، ولكن هناك ضابط محترف وأخلاقي على رأس هذه المنطقة".