بشكل غير متوقع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اختبارًا تجريبيًا لنظام مراقبة الحركة الجوية، السبت المقبل، وكجزء من الاختبار، سيتم حظر التصوير فوق بؤر الاحتجاجات المناهضة للحكومة، إذ تعجز وسائل الإعلام عن تحديد عدد المشاركين، وتعتمد بشكل أساسي على لقطات الطائرات المسيّرة.
وبحسب الإعلان، الذي تلقته أنظمة اتصالات شرطة الاحتلال، اليوم الأربعاء، فإن "الشرطة الإسرائيلية ستجري اختبارًا تجريبيًا لنظام مراقبة الحركة الجوية، السبت المقبل 7 سبتمبر 2024، من أجل الحفاظ على السلام العام والسلامة في الأحداث والفعاليات الكبيرة، من الساعة 5:00 مساء حتى الـ2:00 صباحًا يومي 7-8 سبتمبر 2024".
وخلال تلك الساعات، سيتم حظر تحليق الطائرات دون طيار ضمن دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد، من تقاطع بيجين وكابلان في تل أبيب، كما نقل موقع "والا"الإسرائيلي.
ويلفت الموقع العبري إلى أن تقاطع بيجين وكابلان في تل أبيب يشكل المحور الرئيسي للاحتجاجات ضد الحكومة، وكل ليلة يمتلئ بحشود المتظاهرين المؤيدين لصفقة المحتجزين وإجراء الانتخابات، لافتًا إلى أن الأحد الماضي، أُقيم استعراض مثير للإعجاب عند التقاطع، بمتظاهرين يقدر عددهم بمئات الآلاف من الأشخاص، وكانت القنوات الرئيسية الإخبارية تبث منه مباشرة".
وردًا على الشرطة، قالت حركة للمحتجين، في بيان: "إن قرار الشرطة بحظر رفع طائرات الاتصال دون طيار فوق منطقة التظاهر في كابلان خطوة أخرى مثيرة للقلق في محاولة لفرض رقابة وإسكات أصوات الاحتجاج، هذا هو انتهاك خطير لحرية الصحافة وحق الجمهور في المعرفة".
وأضاف البيان: "إن استخدام ذريعة الاختبار التجريبي لنظام مراقبة حركة المرور هو أمر يثير شكوك جدية حول محاولة إخفاء مدى الاحتجاج عن أعين الجمهور، ونحن نرى في ذلك استمرارًا مباشرًا للاتجاه الخطير المتمثل في تحويل الشرطة إلى أداة سياسية في يد الحكومة".
التلاعب الإعلامي
في الآونة الأخيرة، تعرضت شرطة الاحتلال لانتقادات متزايدة لاستخدامها المزيد من العنف لقمع الاحتجاجات، ولأنها أصبحت الذراع السياسي لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير.
وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، وقوع ست حالات عنف وتقييد تغطية، واعتداء على الصحفيين، في أثناء أداء واجباتهم على الأقل خلال اليومين الماضيين، في إطار احتجاج لصالح صفقة المحتجزين وضد حكومة نتنياهو.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في إسرائيل منذ مقتل المحتجزين الـ6 في أنفاق غزة، بعد قرار حكومة نتنياهو المتعنت بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا.
وخلافًا لما حدث في الماضي، زادت أهمية لقطات التظاهرات، إذ نادرًا ما قامت القنوات الإسرائيلية الرئيسية، بما فيها 12 و13، في الأشهر الأخيرة، بتقدير عدد المشاركين في كل مظاهرة، بسبب صعوبة تحديد عددهم وعدم ثقة الجمهور في البيانات المقدمة من الشرطة.
ويقول "والا": "في الماضي أدت التقييمات إلى مناقشات متكررة حول نطاق المشاركين، وأصبحت هذه التقييمات أداة للاستخدام التلاعبي من قبل الأحزاب السياسية. وينطبق الشيء نفسه على المظاهرات من جميع المعسكرات السياسية".
وعلى سبيل المثال، خلال مظاهرات الأحد الماضي، قدرت القناة 14 العبرية، أن نحو 80 ألف شخص جاءوا إلى كابلان، بينما ادعى المنظمون أن 300 ألف شخص في كابلان وحدها، وذكرت القناة 13 العبرية أن هناك نحو 280 ألف متظاهر.
وفي ذلك اليوم، خصصت قنوات الأخبار 12 و13 العبرية، بين 21-23 دقيقة للبث المباشر من الشارع، وفي قناة الأخبار 11، تم تخصيص 14 دقيقة، وفي القناة 14 تم بث 3 دقائق فقط من الوقفة الاحتجاجية.