تعاني المدن الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا من مشكلة كبيرة تتمثل في واحدة من أهم الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وهي الماء، حيث بات السكان يتراصّون في طوابير طويلة من أجل الحصول عليها، واتهمت كييف موسكو بأنها لم تتخذ خطوات كافية لإصلاحها.
وتتواصل الحرب الروسية الأوكرانية على قدمٍ وساق منذ أكثر من ثلاث سنوات، قُتل خلالها عشرات الآلاف من الجانبين، وتمكّنت خلالها روسيا من السيطرة على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك معظم منطقتي لوجانسك ودونيتسك في الشرق، وأجزاء من منطقتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب.
إهمال وأضرار
وقالت صحيفة "كييف إندبندنت" إن روسيا تركت الإهمال والأضرار الناجمة عن الحرب يدُبّان في المناطق التي تسيطر عليها في لوجانسك ودونيتسك، مع بنية تحتية بالكاد تعمل، بينما في المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا في خيرسون وزابوريجيا، أدّى تدمير سد كاخوفكا إلى ترك خزانات المياه فارغة تمامًا.
وأكد عدد من السكان للصحيفة الأوكرانية، أن الناس يتم إبقاؤهم عمدًا في حالة من البقاء على قيد الحياة حتى ينشغلوا بالوقوف في طوابير للحصول على المياه، ولا يفكرون في السياسة أو المقاومة أو الاحتجاجات، مشيرين إلى أن خروج المياه من الصنبور بلون أصفر ورائحة كريهة وسيئة يدفعهم إلى شراء زجاجات المياه المعبّأة غالية الثمن.
تدمير المحطات
خلال الحرب، تم تدمير محطات مياه رئيسية وسدود وقنوات، وباءت جميع محاولات إصلاح خطوط الأنابيب لتوصيل المياه إلى دونباس بالفشل، حيث تسبّب الوضع الخطير في لجوء الأهالي إلى تسجيل مقاطع فيديو يناشدون فيها الرئيس الروسي بوتين بشكل مباشر بوضع حلول لأزمة المياه.
وفي جنوب أوكرانيا، بالتحديد في منطقتي خيرسون وزابوريجيا التي سيطرت عليهما روسيا بعد عام 2022، كان تدمير سد كاخوفكا، الذي كان مصدرًا حيويًا للمياه في المنطقة، على يد القوات الروسية في يونيو 2023 سببًا رئيسيًا لمشكلة المياه، وتسبّب في جفاف نظام القنوات الرئيسية والفرعية لقناة شمال القرم بأكمله.
أزمة الجفاف
وفي السياق ذاته، قال محللون إن قيام روسيا بتحويل أجزاء كبيرة من المناطق التي تسيطر عليها إلى قواعد عسكرية عملاقة ومنصات لإطلاق الجيوش، كان سببًا رئيسيًا في تعميق أزمة المياه، متّهمين الكرملين بإنفاق الأموال على الحرب، وليس على تحسين حياة الناس.
بالإضافة إلى ذلك، فاقمت أزمة الجفاف مشكلة نقص المياه، حيث لم تهطل الأمطار منذ أكثر من شهرين في عدة مناطق، ما تسبب في جفاف أشجار الفاكهة، ودفع المزارعين في القرى إلى زراعة بعض الخضراوات لأنفسهم فقط، متوقعين أن تواجه شبه جزيرة القرم أزمة مياه حادة بحلول شهر أكتوبر.
نقطة الخلاف
وكانت محادثات السلام بين موسكو وكييف قد انهارت في عام 2022، واندلعت الحرب على إثرها، لكن جميع المفاوضات التي تم تجديدها باستمرار فشلت في التوصل إلى أي اختراق بين الطرفين. وقد سعى ترامب مرارًا لوقف الحرب منذ تولّيه المسؤولية، فعقد قمة في ألاسكا مع بوتين، وأجرى محادثات مع زيلينسكي وزعماء أوروبا بعدها.
وتعود نقطة الخلاف الرئيسية بين روسيا وأوكرانيا إلى وضع الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في أي اتفاق سلام، إذ تسيطر روسيا حاليًا على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك معظم منطقتي لوجانسك ودونيتسك في الشرق وأجزاء من منطقتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب.