بعد أكثر من 3 عقود من الدراسات، تمكن علماء من كولومبيا من اكتشاف سلالة بشرية غير معروفة، من خلال تسلسل الحمض النووي لبقايا بشرية عُثر عليها في ثمانينيات القرن الماضي، عاشوا قبل آلاف السنين، مرجحين أنهم انقرضوا تمامًا؛ بسبب عدة عوامل ولم تتمكن ذريتهم من النجاة.
وفي الماضي كان يتم تقسيم السلالات التقليدية تاريخيًا إلى سلالات رئيسية كالقوقازية والمغولية والزنجية، بالاعتماد على الصفات الجسمانية المشتركة، مثل لون البشرة والشعر والملامح الوجهية، إلا أن الاختلاط السكاني في مختلف أنحاء العالم أدى إلى عدم وجود سلالات نقية.
أكثر دقة
ذلك الأمر تسبب في تنوع كبير في الصفات الجسمانية للبشر، ودفع العلماء للاعتماد على علم الجينات لدراسة الحمض النووي، بدلًا من التقسيمات السلالية التقليدية، لتحديد الأنماط الجينية وتتبع هجرة السكان وارتباطهم ببعضهم البعض، وهو ما وفر فهمًا أكثر دقة لتاريخ وتنوع البشرية.
وبحسب شبكةNBC News، اكتشف علماء في كولومبيا سلالة بشرية غير معروفة من قبل، بعد إتمام تسلسل الحمض النووي بالكامل لبقايا قديمة تم التنقيب عن رفاتهم في عام 1992، داخل مواقع أثرية بالقرب من عاصمة البلاد بوجوتا، تعود إلى حوالي 6000 عام، ولم يتم تسلسل الجينوم الخاص بهم بالكامل من قبل.
شعب تشيكوا
وتعود المجموعة، التي أطلق عليها اسم "تشيكوا" نسبة إلى المنطقة في بلدية نيموكون، حيث ضم الاكتشاف بقايا جزئية تعود لنحو 30 شخصًا وجمجمة سليمة في معظمها. كانت التسلسلات لستة منهم مكتملة بما يكفي لإدراجها في المشروع، بالإضافة إلى بقايا أخرى تم التنقيب عنها في مشاريع مختلفة عام 2003.
وأكد العلماء في معهد علم الوراثة بالجامعة الوطنية، أنه عندما بدأوا في المقارنة مع أفراد آخرين من أجزاء أخرى من الأمريكتين، وجدوا أن الأفراد أصحاب السلالة الجديدة من عصر ما قبل الفخار كانوا يعيشون في هضبة كونديبوياسينس ويمتلكون سلالة جديدة لم تُسجل من قبل.
سمات جينية
أما باقي الرفات المكتشفة، فتبين بعد الدراسات العلمية أنه يشتركون في سمات جينية مع بقايا أخرى عُثر عليها في بنما، وهو ما يشير بالنسبة لهم إلى أنهم جزء من مجموعات هاجرت عبر أمريكا الوسطى وكولومبيا مع انتشار السكان البشر جنوبًا من مضيق بيرينغ قبل 20 ألف عام.
ووفقًا لهم، كان السؤال المهم هو من أين جاء شعب "تشيكوا"، وماذا حدث لهم؟ حيث وضعوا عدة احتمالات مفادها أنهم ربما يكونون مجتمعًا معزولًا من الصيادين والحرفيين، ويمكن أن يكونوا انقرضوا بسبب الظروف المناخية أو المرض أو نقص الغذاء، مما منع وجود أي ذرية لهم.
ويميز جمجمة "تشيكوا"، أنها أطول بشكل ملحوظ من السكان الآخرين الذين عُثر عليهم في الهضبة المحيطة بالعاصمة، التي تظهر أسنانها أدلة على وجود تسوس، إلا أن جمجمة "تشيكوا" بها أدلة على وجود خراجات في الجزء العلوي الأمامي من الفك، مما يشير إلى أن مالكها ربما يكون قد فقد أسنانه بسبب العدوى.