حذّر علماء الأوبئة من خطورة انتشار مرض معدٍ معروف باسم "مرض الغزلان الزومبي" في جميع أنحاء العالم، بعد أن وصل إلى أكثر من 30 ولاية أمريكية وانتشر في عدة دول أخرى، ويهدد البشر.
ووصف العلماء المرض بأنه "كارثة بطيئة التشكل"، بحسب الجارديان البريطانية، إذ بدأ انتشاره في البرية بهدوء، مع عدد قليل من الغزلان التي تتجول بحرية في ولاية كولورادو، عام 1981.
اضطراب عصبي قاتل
ولكن الآن، أصبح المرض منتشرًا في 36 ولاية أمريكية وأصاب الحيوانات البرية والداجنة، إضافة إلى أجزاء من كندا، وضرب قطعان الغزلان في الدول الاسكندنافية، كما استهدف الأيائل التي تُربى في المزارع بكوريا الجنوبية.
ويصيب هذا الاضطراب العصبي المعدي والقاتل، دائمًا فصيلة الغزلان، التي تشمل الغزلان والأيائل وفصيلة يطلق عليها لقب "الموظ"، وفي المناطق ذات خطوط العرض العليا تصاب أيضًا حيوان الرنة.
الهزال المزمن
وأطلق العلماء عليه اسم مرض الهزال المزمن، إلا أنه أصبح معروفًا باسم "داء الغزلان الزومبي" نظرًا لأعراضه، التي تشمل سيلان اللعاب، والهزال، والارتباك، والنظرات الخافتة، وعدم خوفهم من الناس.
ومع انتشار المرض بلا هوادة بين المزيد من الغزلان والأيائل، أعرب العلماء عن أن الناس ما زالوا يستهلكون عشرات الآلاف كل عام من لحوم تلك الغزلان المصابة، مُحذرين من أن المرض القاتل يمكن أن يصيب البشر الذين يتناولون تلك اللحوم.
مخاوف الانتقال للبشر
وكشف تقرير أعده 67 خبيرًا يدرسون الأمراض الحيوانية، التي تنتقل بين البشر والحيوانات، وتم نشره في يناير 2025، بعنوان "التأهب والاستجابة لانتشار مرض الهزال المزمن"، عن أن انتقال المرض إلى البشر سيُشعل أزمة عالمية، ذات آثار بعيدة المدى على إمدادات الغذاء والاقتصاد والتجارة العالمية والزراعة.
وخلص التقرير إلى أن المرض لو أصاب الإنسان، يمكن أن يكون له آثار صحية مدمرة ومحتملة على صحة الإنسان، مُشددين على أن بؤرة المرض وهي الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة نهائيًا، للتعامل مع انتشاره، ولا حتى الدول الأخرى، إذ لا توجد استراتيجية دولية موحدة لمنعه.
خطورة البريونات
وبحسب العلماء، لا يحمل المرض بكتيريا أو فيروسًا، وإنما "بريونات"، وهي عبارة عن عوامل ممرضة غير طبيعية ومعدية يصعب القضاء عليها، إذ أثبتت قدرتها على البقاء نشطة في التربة لسنوات عديدة، مُصيبةً الحيوانات التي تلامس المناطق الملوثة.
وأظهر تحليل أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن العديد من جثث الحيوانات المصطادة، التي يُحتمل أن يكون العديد منها ملوثًا بمرض الهزال المزمن للأبقار، تُنقل عبر حدود الولايات، ما يسرع من انتشار البريونات.
نفايات سامة
وفي الولايات التي يتم فيها التخلص من آلاف الجثث من الغزلان والأيائل، بعضها في مكبات النفايات، هناك مخاوف بين علماء الأوبئة ومسؤولي الصحة العامة من إمكانية إنشاء مواقع نفايات سامة للبريونات.
وعلى الرغم من أنه لم يتم توثيق أي حالة إصابة بشرية بمرض الهزال المزمن حتى الآن، إلا أن العلماء حذروا من أن الحال يمكن أن يكون مشابهًا لمرض جنون البقر وسلالته المتحورة التي أودت بحياة أشخاص.
ويرجع ذلك إلى فترة الحضانة الطويلة التي قد تُخفي وجود المرض، إذ لن يتمكن الأطباء من تشخيص مرض الهزال المزمن بين البشر، الذي يُعد غير قابل للشفاء، إلا بعد وفاة الضحية، مُشددين على أن مراقبة تطورات المرض، بات أمرًا ملحًا أكثر من أي وقت مضى.