الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تعتيم على "العيون الخمس".. جابارد تأمر بمنع مشاركة معلومات استخباراتية

  • مشاركة :
post-title
"العيون الخمس" تحالف استخباراتي يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا على الرغم من الاجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة المسار المحتمل للسلام، ووسط الانتقادات المتكررة لقمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، ولقاء ترامب بعدها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة أوروبا، يبدو أن الأمريكيين يرفضون مشاركة بقية الحلفاء مسارات تلك الجهود.

ووفق تقرير لشبكة CBS News الأمريكية، أصدرت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، توجيهًا قبل أسابيع إلى مجتمع الاستخبارات الأمريكي، يأمر بعدم مشاركة جميع المعلومات المتعلقة بمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا مع شركاء الاستخبارات المتحالفين مع الولايات المتحدة.

ووجهت المذكرة، المؤرخة في 20 يوليو، والموقعة من قبل جابارد، وكالات الاستخبارات الأمريكية بعدم مشاركة المعلومات مع ما يُسمى "العيون الخمس"، وهو تحالف استخباراتي عُقد بعد الحرب العالمية الثانية، ويضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

منع النشر

وفقًا لما ذكره عدد من مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين، صنَّف التوجيه جميع التحليلات والمعلومات المتعلقة بمفاوضات السلام المضطربة بين روسيا وأوكرانيا تحت بند "منع النشر الخارجي" (NOFORN)، ما يعني أنه لا يمكن مشاركة المعلومات مع أي دولة أخرى أو مواطنين أجانب.

كما حصرت المذكرة توزيع المواد المتعلقة بمحادثات السلام داخل الوكالات التي أصدرت أو أعدت المعلومات الاستخباراتية، حسب التقرير.

وأشار تقرير CBS News إلى أنه "لا يبدو أن المذكرة تمنع تبادل المعلومات الدبلوماسية التي تم جمعها بوسائل أخرى منفصلة عن مجتمع الاستخبارات الأمريكي، أو المعلومات العملياتية العسكرية غير المرتبطة بالمحادثات، مثل التفاصيل التي تتقاسمها الولايات المتحدة مع الجيش الأوكراني للمساعدة في عملياته الدفاعية".

تولسي جابارد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية
تهديد التحالف

في مارس 1946، تحدث ونستون تشرشل عن "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعن خطر "الستار الحديدي" الذي "امتد عبر القارة"، ووقتها أقامت الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفهما الاستخباراتي سرًا، ووقعتا اتفاقية لتجميع المعلومات كحصن منيع ضد الاتحاد السوفييتي.

في وقت لاحق، انضمت كندا وأستراليا ونيوزيلندا إلى هذا الترتيب، ما أدى إلى تحويل ما بدأ كاتفاق ثنائي إلى شبكة مكونة من خمس دول، والتي ستُعرَف فيما بعد باسم "العيون الخمس".

ولكن الآن بعد مرور ما يقرب من 80 عامًا، يحذر بعض المسؤولين السابقين في الحكومة الأمريكية من أن نطاق أمر جابارد قد يقوِّض تحالف مجتمع الاستخبارات ما يؤدي إلى تآكل الثقة بين الحلفاء، الذين اعتمدوا منذ فترة طويلة على التبادلات المفتوحة لتشكيل صورة مشتركة للتهديدات العالمية.

مع ذلك، يزعم ضباط استخبارات سابقون أن توجيه جابارد شائع في مجتمع الاستخبارات الأمريكي، وأن الانتقادات الموجهة إليه مجرد لغط لا أساس له، ويقولون إن الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الاستخباراتي الآخرين يحجبون المعلومات عن بعضهم البعض في كثير من الأحيان في مجالات اهتمام متباينة.