الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ستمتد لمناطق جديدة.. إسرائيل تبدأ تنفيذ عملية احتلال مدينة غزة

  • مشاركة :
post-title
دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية جديدة بمدينة غزة، بالتزامن مع ما يواجهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من ضغوط متزايدة من اليمين المتطرف لرفض مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماس، كما تأتي هذه التطورات بعد ما يقارب عامين من حرب مدمرة خلَّفت أكثر من 62 ألف شهيد فلسطيني.

مناطق جديدة

كشف مسؤول عسكري إسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز"، طلب عدم الكشف عن هويته وفقًا للبروتوكول العسكري، عن أن القوات وصلت إلى أطراف مدينة غزة، وأن الهجوم "سيمتد إلى مناطق لم يسبق مهاجمتها أو السيطرة عليها" خلال الحرب الجارية.

وأوضح المسؤول أن هذه العملية "تهدف لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها والتخطيط لهجمات في المستقبل"، مؤكدًا أن مدينة غزة وأحياءها المحيطة لا تزال معقلًا رئيسيًا لمقاتلي حماس وحكومة الحركة.

ووصف المسؤول العسكري الإسرائيلي العملية بأنها "تدريجية ودقيقة ومستهدفة"، زاعمًا أن الخيام يجري نقلها إلى جنوب غزة لاستيعاب المهجرين من منازلهم بمجرد بدء العملية.

فيما ادعى أن العملية الجديدة ستشمل توسيع المساعدات الإنسانية في جنوب غزة، بما في ذلك فتح نقاط توزيع مساعدات جديدة وضمان عدم حدوث قتال بالقرب منها، إضافة لفتح طرق جديدة للشاحنات لجلب المزيد من الإمدادات بأمان.

توزيع المساعدات الإنسانية
تعزيزات عسكرية ضخمة

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الأربعاء، موافقته على تعبئة المزيد من جنود الاحتياط وتمديد أوامر آخرين للقتال في غزة، ووجه تعليماته للقوات باستخدام "جميع الأدوات وكل القوة لضرب العدو حتى إخضاعه، وحماية جنود جيش الدفاع الإسرائيلي".

وبحسب ما نقلته "نيويورك تايمز" عن المسؤول العسكري الإسرائيلي، فإن 50 ألف جندي احتياطي إضافي سيتم استدعاؤهم في سبتمبر ليحلوا محل جنود آخرين سيدخلون مدينة غزة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 120 ألف جندي.

وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا لاحقًا قال فيه إن 60 ألف جندي احتياطي جديد سيتم استدعاؤهم للخدمة، كما سيتم تمديد أوامر 20 ألف جندي احتياطي آخرين ممن يؤدون الخدمة بالفعل.

مقترح الهدنة

ويأتي ذلك بينما يواجه نتنياهو تحديًا سياسيًا كبيرًا بشأن مقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا الذي قدمه الوسطاء المصريون والقطريون ووافقت عليه حماس.

وفقًا لما نقلته "نيويورك تايمز" عن مسؤولين مطلعين على محتوى المقترح -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة دبلوماسية حساسة- فإن شروط المقترح مشابهة لتلك التي قبلتها إسرائيل سابقًا.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المقترح السابق، الذي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوليو إن إسرائيل أيدته، دعا لإطلاق سراح 10 معتقلين أحياء وجثامين 18 آخرين خلال فترة الـ60 يومًا مقابل سجناء فلسطينيين، فيما تشير سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى أن ما يصل إلى 20 محتجزًا لا يزالون أحياء وجثامين 30 آخرين،

ضعوط اليمين المتطرف

تتصاعد الضغوط على نتنياهو من حلفائه في اليمين المتطرف لرفض "صفقة جزئية"، زاعمين أنها لن تؤدي لإطلاق سراح جميع المعتقلين الإسرائيليين فورًا ولن تنهي الحرب.

فيما حذَّرت الوزيرة أوريت ستروك من حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف، في مقابلة لإذاعة جيش الاحتلال، نتنياهو من قبول صفقة لا تهزم حماس وتضع "قيمة إعادة المعتقلين فوق المصلحة الوطنية"، قائلة: "هذا سيدفع البلاد إلى هاوية فظيعة".

وفي المقابل، طالبت مجموعة تمثل أقارب المحتجزين الإسرائيليين بلقاء مع وزير الدفاع (كاتس) ورئيس أركان الجيش إيال زامير، ورأت أن "الموافقة على خطط احتلال غزة، بينما هناك صفقة على الطاولة تنتظر موافقة نتنياهو، هو جوهر تخريبها وطعنة في قلب الأسر والجمهور في إسرائيل".

وناشدت المجموعة نتنياهو قائلة: "الجميع يعلم أن الظروف مهيأة لصفقة، وهي بين يديك".

وسط هذه التطورات، يتواصل العدوان على القطاع، وأعلن الدفاع المدني في غزة، أن خمسة أشخاص على الأقل استشهدوا وأصيب ثلاثة في هجمات ليلية الأربعاء على مخيم نزوح جنوبي مدينة غزة بالقرب من دير البلح، في الوقت الذي قال فيه جيش الاحتلال في بيان إنه شنَّ غارات جوية (أسفرت عن استشهاد 10 أشخاص)، وذلك بعد تعرضها لهجوم في جنوب غزة بالقرب من مدينة خان يونس.

هذه الأحداث تأتي ضمن سياق حرب دمرت معظم أجزاء قطاع غزة ودفعت أجزاء منه إلى حافة المجاعة، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 60 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر.