استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات القطع من المعدات الهندسية الثقيلة، في هدم آلاف المنازل بقطاع غزة، إذ أنفق ملايين الشواكل على هذا العمل، وفق ما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال لم يسبق له هدم هذا العدد الكبير من المنازل والمباني بشكل متتالي، إذ لا تتوقف الحفارات والجرافات وجرارات كاتربيلر "دي 9" الضخمة عن العمل في القطاع المدمر، ولو للحظة، وهذا أمر لا يتوقع أن يتغير.
وقالت الصحيفة إن موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" على احتلال مدينة غزة، تمنح قوات الاحتلال الإسرائيلي شهورًا طويلة إضافية، يمكنها خلالها تدمير آلاف المنازل والمباني الأخرى.
ومع موافقة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، الأحد الماضي، على تجديد إدخال الخيام ومعدات الملاجئ إلى غزة، لأول مرة منذ فرض الحصار، مارس الماضي، سيضطر مئات الآلاف من سكان غزة إلى استبدال المنازل التي ما زالت لديهم بالخيام.
ولفتت الصحيفة إلى أن مشروع الهدم غير المسبوق يتم تنفيذه رغم عدم وجود سياسة رسمية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بشأنه، وعدم اتخاذ القيادة السياسية قرارًا رسميًا بهدم جميع منازل غزة. في الواقع، هذه السياسة صادرة عن القوات الميدانية، من قادة السرايا والكتائب، الذين يخشون أن تُعرض المباني المتبقية حياة جنودهم للخطر.
ويبرر ضباط جيش الاحتلال هدم المباني في غزة، معتبرين كل مبنى قائم داخل القطاع يُشكل تهديدًا، وكل منزل قابل للتفخيخ. كل مبنى يمكن أن يخفي قناصًا أو مدخلًا لنفق، ويمكن لمقاتلي حماس إطلاق النار على القوات الإسرائيلية من أي منها. من وجهة نظر القوات الإسرائيلية، من الأسلم ترك أي منطقة تعمل فيها مسواة بالأرض.
ويستعين جيش الاحتلال بعدد قليل من شركات المقاولات الإسرائيلية الكبيرة، في تنفيذ مشروع هدم المباني بغزة، إذ تؤجر كل شركة من هذه الشركات عشرات من معدات البناء الثقيلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يدفع 5000 شيكل (1479 دولارًا) يوميًا لاستخدام معدة ثقيلة داخل غزة.
إلى جانب الشركات الكبيرة، تعمل شركات مقاولات أصغر حجمًا في غزة، إذ تؤجر معدتين أو 3 مباشرة لجيش الاحتلال، كما يشغل مئات من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال معدات ثقيلة تابعة للجيش. وكل فريق لديه خمس معدات ثقيلة على الأقل، ويهدم ما يقارب 100 مبنى يوميًا. وتدخل جميع الفرق لغزة رفقة قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت "هآرتس" عن يافيت إلغالي، زوجة ألون إلغالي، صاحب شركة "فارم إيرث ووركس آند ديفيلوبمنت" التي تشارك في عمليات الهدم بغزة: "نعمل مع الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب. واتسع نطاق العمليات مع مرور الوقت. انخفضت خلال وقف إطلاق النار، وبعد انتهائه، عدنا إلى العمليات بكثافة وقوة أكبر. نحن نقوم بما هو مطلوب".
إلى جانب 150.000 شيكل (44.341 دولارًا) شهريًا التي يدفعها جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستئجار إحدى المعدات المتخدمة في هدم أبنية غزة، يغطي الجيش أيضًا تكلفة وقود الديزل. على سبيل المثال، تبلغ تكلفة تشغيل 500 قطعة من معدات البناء الثقيلة ما يقارب 100 مليون شيكل (29.56 مليون دولار) شهريًا. لكن الطلب على هذه المعدات الثقيلة لا يقتصر على غزة.
وتفتقر عمليات الهدم الإسرائيلية في غزة إلى إزالة الأنقاض التي تخلفها، وتشير التقديرات الرسمية للأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض، التي ستبلغ تكلفة إزالتها نحو مليار دولار.