كشف استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، يحظى بدعم أكبر من نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، بين الناخبين الديمقراطيين في ولايته، في حال خوضهما الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في عام 2028.
وفقًا للاستطلاع، يتفوق نيوسوم على نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس بنسبة 25% مقابل 19% بين الناخبين الديمقراطيين المسجلين والمستقلين الميالين للديمقراطيين في الولاية.
يعكس هذا التفوق جزئيًا نجاح نيوسوم في ترسيخ نفسه كقائد للمعارضة الديمقراطية ضد أجندة الرئيس دونالد ترامب، سواء من خلال خطته لمواجهة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس، أو معارضته لمداهمات الهجرة، والدعاوى القضائية ضد تعريفات ترامب الجمركية.
في المقابل، تبدو هاريس وكأنها أصبحت "ماضٍ"، إذ تجنبت الأضواء إلى حد كبير منذ خسارتها البيت الأبيض لصالح ترامب العام الماضي، وامتنعت مؤخرًا عن الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا، قائلة إنها لا "ترغب في العودة إلى النظام" حاليًا.
قال جاك سيتيرين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا - بيركلي وأحد شركاء الاستطلاع: "هناك مودة تجاهها، لكن ربما ثقة أقل في كونها مرشحة قوية"، وأضاف: "نيوسوم يظهر في الأخبار يوميًا، وإذا شعرت أن شخصًا ما يعتزم الترشح، فإنك ستكون أكثر ميلًا لدعمه".
وأظهر الاستطلاع أن 75% من الناخبين الديمقراطيين المسجلين قالوا إنهم "متحمسون" لاحتمال ترشح نيوسوم، مقارنة بـ67% يشعرون بالحماس تجاه هاريس.
ورغم أن كلاً من نيوسوم، الذي من المرجح أن يترشح، وهاريس، التي لا تزال تدرس الأمر، سيكونان من أبرز المرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، إلا أن الدعم الفاتر نسبيًا لهاريس في ولايتها الأم يُظهر الصعوبة التي قد تواجهها في كسب تأييد قاعدة الحزب.
وجاء وزير النقل الأمريكي السابق بيت بوتيجيج في المركز الثالث بدعم 13% من الناخبين الديمقراطيين، تليه النائبة من نيويورك ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز بنسبة 10%.
أما باقي المرشحين الديمقراطيين المحتملين مثل حاكم مينيسوتا تيم والز، والسيناتور عن نيوجيرسي كوري بوكر، والنائب عن وادي السيليكون رو خانا، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكمة ميتشيجان جريتشين ويتمر فجميعهم حصلوا على نسب تأييد دون 10%.
كما شمل الاستطلاع آراء المؤثرين في السياسات، وهم مجموعة تضم نحو 400 مشترك في خدمة بوليتيكو برو، المطلعين على المشهد السياسي في كاليفورنيا. هؤلاء أبدوا حماسًا أقل تجاه كل من هاريس ونيوسوم مقارنة بالناخبين الديمقراطيين عمومًا.
فقط 2% من هؤلاء المؤثرين قالوا إنهم سيدعمون هاريس، و14% سيدعمون نيوسوم، بينما تصدّر بوتيجيج الاستطلاع بين هذه الفئة بنسبة تأييد بلغت 19%.
ووفقًا لسيتيرين، فإن الفجوة بين نتائج الاستطلاع العام واستطلاع المؤثرين في السياسات تشير إلى أن المطلعين داخل الحزب يُقيّمون أي مرشح ديمقراطي لديه أفضل فرصة لهزيمة نائب الرئيس جي دي فانس أو أي جمهوري آخر في انتخابات نوفمبر 2028.
وأوضح أن كلاً من نيوسوم وهاريس يُنظر إليهما غالبًا على أنهما أكثر ليبرالية من بقية المرشحين الديمقراطيين، وهي مشكلة بدأت بالفعل تظهر بالنسبة لنيوسوم خارج حدود ولايته الساحلية.
وأضاف: "الحصول على الترشح أمر، والفوز في الانتخابات شيء آخر تمامًا".
ويتكون الاستطلاع من دراستين منفصلتين للرأي العام في كاليفورنيا ولمؤثري السياسات في الولاية، أُجريتا بواسطة منصة الأبحاث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي TrueDot، بالتعاون مع مركز Citrin ومختبر Possibility بجامعة كاليفورنيا - بيركلي، وموقع بوليتيكو.
أُجري استطلاع الرأي العام بين 28 يوليو و12 أغسطس، بدعم جزئي من مركز دستور كاليفورنيا، واشتمل على عينة عشوائية مكونة من 1,445 ناخبًا مسجلاً، من بينهم 807 ديمقراطيين ومُستقلين ميّالين للديمقراطيين، وتمت المقابلات باللغتين الإنجليزية والإسبانية، مع زيادة تمثيل الناخبين من أصول لاتينية. هامش الخطأ المقدر للعينة الكاملة هو ±2.6%.
كامالا هاريس، التي شغلت منصب نائبة الرئيس جو بايدن، خاضت انتخابات الرئاسة عام 2024 كمرشحة للحزب الديمقراطي بعد أن قرر بايدن عدم الترشح لولاية ثانية، لكنها خسرت أمام الرئيس السابق دونالد ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض في مفاجأة سياسية هزت المشهد الأمريكي. منذ تلك الهزيمة، اختفت هاريس إلى حد كبير عن المشهد السياسي، وامتنعت مؤخرًا عن الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا، قائلة إنها لا "ترغب في العودة إلى النظام" السياسي في الوقت الراهن.