الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انخفاض هائل في أعدادهم.. الحرارة الشديدة تهدد بانقراض الحيوانات

  • مشاركة :
post-title
قرد عواء بولاية تاباسكو المكسيكية يعاني من الجفاف

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

مع ارتفاع عدد الأيام شديدة الحرارة، إضافة إلى متوسط درجات الحرارة، يزداد عدد الحيوانات المعرضة للخطر. وفي حين تستطيع بعض الأنواع التكيف، تشهد أنواع أخرى انخفاضًا هائلاً في أعدادها.

وأدرك سكان تيكولوتيلا في المكسيك، خطورة موجة الحر عندما كانت قرود العواء في المدينة - أصابها الجفاف والإرهاق - تتساقط من الأشجار كثمار التفاح، وترتطم أجسادها الهزيلة بالأرض مع تجاوز درجات الحرارة 43 درجة مئوية في ربيع العام الماضي، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وتتوالى أحداث كهذه في جميع أنحاء العالم، إذ تُسفر أزمة المناخ عن موجات حرّ أشدّ وأكثر تواترًا. فقد سقطت الخفافيش من نوع الثعلب الطائر من الأشجار في أستراليا، وحرقت مليارات من البرنقيل في برك المد والجزر بكندا، وعُقِّمت ذكور الخنافس تقريبًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وإلى جانب هذه الوفيات المحلية، بدأ علماء البيئة للتوّ في إدراك التهديد الكامل الذي تُشكّله الحرارة الشديدة على الحياة البرية في العالم، ومدى سرعة دفعها الأنواع نحو الانقراض.

وقال ماكسيميليان كوتز، عالم المناخ في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ: "مع تغيّر توزيع درجات الحرارة بسبب الانبعاثات البشرية، يتجلى ذلك في زيادة كبيرة في عدد الأيام شديدة الحرارة - وليس مجرد زيادة في متوسط درجات الحرارة".

وفي حين كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن يدفع الإيقاع المستمر لارتفاع متوسط درجات الحرارة الأنواع إلى مغادرة موائلها المفضلة ويجعل الغذاء نادرًا، إلا أن هذه النوبات من الحرارة الشديدة تُشكل تهديدًا فريدًا للحياة البرية، كما يقول العلماء.

وتؤدي موجات الحر إلى انهيار سكاني طويل الأمد في بعض المناطق لدرجة أن الخبراء يقولون إن حالة الطوارئ المناخية أصبحت محركًا لفقدان التنوع البيولوجي على قدم المساواة مع - أو أسوأ من - إزالة الغابات وفقدان الموائل.

وحلل كوتز وزملاؤه بيانات الرصد العالمية التي جُمعت على مدى عقود لأكثر من 3000 مجموعة طيور، إضافة إلى سجلات الطقس اليومية، لمعرفة ما إذا كانت موجات الحر أسهمت في الانخفاض الملحوظ في أعدادها ببعض مناطق العالم.

وبعد ضبط عوامل أخرى، وجدوا أن أعداد الطيور في المناطق المعتدلة والشمالية والتندرا لم تتأثر كثيرًا بالحرارة الشديدة.

أما بالنسبة للطيور في المناطق الاستوائية، فكانت النتائج صادمة، إذ أدت الحرارة الشديدة إلى انخفاض أعداد الطيور الاستوائية بنسبة تراوحت بين 25% و38% على مدار السبعين عامًا الماضية. ووجدوا أن الطيور المغردة الاستوائية كانت الأكثر تضررًا.

وقدّر البروفيسور كريستوفر هارلي، عالم الأحياء البحرية في جامعة كولومبيا البريطانية، أن موجة الحرّ قد تسببت في نفوق مليار حيوان على طول الساحل.

وذكر "هارلي": "في حين أن نفوق المليارات قد يبدو حدثًا على مستوى الانقراض، إلا أن الأنواع الوفيرة وسريعة التكاثر أثبتت قدرتها على الصمود بشكل مدهش.

وتؤثر موجات الحر أيضًا على الحيوانات على المستوى السلوكي، ما يفرض قيودًا على بقائها. يقول جاكوبس: "إذا حدثت موجة حر شديدة، فلن تخرج الحيوانات وتمارس نشاطها بحسب، في ظل درجات الحرارة المرتفعة للغاية. بل ستضطر للراحة في الظل، ما يعني أنها لن تتمكن من القيام بأشياء أخرى تتعلق بلياقتها البدنية - كالتكاثر والتغذية".

في ورقة بحثية نُشرت عام 2020 بمجلة "علم الأحياء للتغيرات العالمية"، لاحظ العلماء أن العديد من حشرات العالم لم تتمكن من تنظيم درجة حرارة أجسامها خلال موجات الحر، لأنها كانت تحاكي درجات الحرارة المحيطة.