الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضحايا أداة "معيبة".. مقتل عشرات النساء ببريطانيا جراء العنف المنزلي

  • مشاركة :
post-title
تعرض النساء للعنف في بريطانيا

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن أكثر من 50 امرأة في مختلف أنحاء بريطانيا قُتلن بعد أن اعتمدت الشرطة على أداة فحص ضعيفة للغاية، فشلت في تحديدهن كأشخاص معرضين لخطر كبير.

على مدار 16 عامًا، استخدم الضباط والأخصائيون الاجتماعيون نظامًا لتقييم المخاطر يُسمى "داش" - وهو اختصار لعبارة "العنف المنزلي والملاحقة والعنف المبني على الشرف" - لتحديد الضحايا اللاتي يحصلن على حماية عاجلة.

تقييم المخاطر

ويشير تقييم المخاطر "داش" إلى نموذج تحديد وتقييم وإدارة مخاطر العنف المنزلي والمطاردة والعنف القائم على الشرف.

ومنذ إطلاق "داش" عام 2009، طُرح على النساء اللواتي يُبلغن عن تعرضهن للعنف 27 سؤالًا من قِبل ضباط الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين لتقييم احتمالية تعرضهن لأذى وشيك أو وفاة على يد المعتدي عليهن.

وتسأل قائمة التحقق عما إذا كان الجاني قد استخدم سلاحًا من قبل، أو هدد بالقتل، أو حاول خنق الضحية أو إغراقها.

وتقول منظمة "سيف لايفز"، المؤسسة الخيرية التي تقف وراء مشروع "داش"، إنه يجب على الضحايا الإجابة بـ"نعم" على 14 سؤالًا على الأقل لتصنيفهن على أنهن تعرضن لمخاطر عالية وضمان التدخل العاجل.

الدرجات من 9 إلى 13 تعني أنهن "متوسطات الخطورة"، بينما أقل من 9 تعني أنهن "نموذجيات" - لكن لا يضمن أي من هذين التصنيفين المنخفضين حصول النساء على دعم متخصص.

ويمكن للممارسين استخدام "الحكم المهني" لتجاوز الدرجات المنخفضة، ويُطلب منهم تصعيد القضايا بعد ثلاث بلاغات أو أكثر للشرطة، خلال عام، لكن أكاديميين وعائلات ضحايا أخبروا صحيفة "ذا تليجراف" أن هذه الضمانات قد تفشل، ما يؤدي إلى نتائج كارثية.

مراجعة طارئة

يربط تحقيق الصحيفة البريطانية ما لا يقل عن 55 جريمة قتل إناث - أي القتل عمدًا للنساء بسبب جنسهن - بالتقييم، فيما أشارت بيانات أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 400 حالة وفاة.

ويثير التحقيق تساؤلات حول إعلان حزب العمال، المتوقع صدوره الشهر المقبل، حول كيفية تنفيذه لتعهده في بيانه الانتخابي بخفض العنف ضد النساء والفتيات إلى النصف خلال عقد من الزمن.

وطالبت النائبة أليسيا كيرنز، وزيرة حماية حقوق المرأة في حكومة الظل، الوزراء بإصدار أمرٍ بإجراء مراجعة عاجلة لنظام داش، محذرة: "لا يمكننا المجازفة بسلامة النساء والفتيات. لقيت الكثيرات حتفهن دون مساعدة، إذ فشل نظام داش في إدراك التهديد الحقيقي الذي واجهنه".

أداة هشة

لسنوات، أدركت الشرطة فشل "داش". وعام 2016، أعلنت كلية الشرطة في البلاد أنه غير مناسب للاستخدام في الخطوط الأمامية.

وعام 2019، خلص باحثو جامعة مانشستر إلى أن "تنبؤات المخاطر التي يتنبأ بها الضباط بناءً على داش ليست أفضل من العشوائية".

أما عام 2022، وجد أكاديميون من مانشستر وإشبيلية أن داش "يُظهر أداءً ضعيفًا في تحديد الضحايا المعرضين لخطر كبير"، إذ صنّفوا بشكل خاطئ أكثر من 96% منهم على أنهم معرضون لخطر قياسي أو متوسط.