الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يودي بحياة 5000 شخص سنويا.. الأسبستوس أكبر قاتل صناعي في بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
لافتة تحذر المواطنين من خطر مادة الأسبستوس

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أصبحت مادة الأسبستوس، التي يُطلق عليها لقب "القاتل الخفي"، تنهش في أجساد المجتمع البريطاني، وتتسبب في مقتل الآلاف منهم سنويًا، وتوقّع الخبراء أن ترتفع الأعداد في العقود القادمة، مع تدهور البنية التحتية في المملكة المتحدة، وباتت أكبر قاتل صناعي في البلاد.

وتُعتبر الأسبستوس مجموعة من الألياف المعدنية الطبيعية التي توجد في الصخور والتربة، ويتم استخدامها على نطاق واسع في مواد البناء والعديد من المنتجات الأخرى، وعلى الرغم من أنها مادة غير ضارة بذاتها، إلا أنها تمثل خطرًا صحيًا إذا تضررت المواد المحتوية عليه.

ألياف وأمراض

وتتميّز الأسبستوس بمقاومتها للحرارة والنار والمواد الكيميائية، بجانب أنها غير موصلة للكهرباء، لذلك يتم استخدامها في الأسمنت والخرسانة والعزل الحراري في المباني والمعدات، كما يُستخدم في منتجات مقاومة للحريق مثل المنسوجات والمركبات العسكرية، وصناعة فرامل السيارات.

ولكن عند تلف مواد الأسبستوس، يمكن أن تنطلق ألياف دقيقة في الهواء وتُستنشق إلى الرئتين، مما يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل داء الأسبستوس المعروف باسم "تليّف الرئة"، وسرطان الرئة، والورم المتوسطي، الذي يُعد سرطانًا نادرًا يصيب بطانة الرئتين أو القلب أو البطن أو الخصيتين.

تلف مواد الأسبستوس، يطلق ألياف دقيقة في الهواء وتستنشق إلى الرئتين مما يؤدي إلى أمراض خطيرة
البنية التحتية

وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، يواجه مئات الآلاف من الطلاب في بريطانيا خطر الموت نتيجة التعرض لمادة الأسبستوس في المدارس، فمنذ عام 1980، توفي ما لا يقل عن 1,400 معلم وموظف دعم و12,600 تلميذ، بسبب الإصابة بسرطان المتوسطة، نتيجة "القاتل الخفي".

ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير في العقود القادمة، حيث تزداد مخاطر التعرض مع تدهور البنية التحتية للمدارس القديمة في المملكة المتحدة، وأطلقت الصحيفة حملة تدعو إلى إزالة الأسبستوس من جميع المباني العامة، بدءًا بأكثر من 21 ألف مدرسة ومستشفى عبر البلاد.

تسونامي في المملكة

ويُشير تقرير لجنة الاتحاد المشترك للأسبستوس، إلى أن مئات الآلاف من الطلاب والعاملين الذين تعرضوا للأسبستوس منذ التسعينات قد يكونون معرضين للإصابة بسرطان المتوسطة، مشيرين إلى أن هذا الوضع قد يتحول إلى تسونامي في المملكة المتحدة، نتيجة تقصير القوانين وعدم كفاءة اللوائح التي تعتبر الأسبستوس آمنًا طالما لم يتعرض للتلف.

الوضع قد يتحول إلى تسونامي في المملكة المتحدة، نتيجة تقصير القوانين وعدم كفاءة اللوائح

وفي السياق ذاته، كشفت سجلات حكومية بريطانية عن فضيحة وطنية، حيث تسببت مادة الأسبستوس في مقتل تسعة أضعاف عدد المحاربين القدامى البريطانيين الذين قُتلوا على يد حركة طالبان خلال الحرب في أفغانستان التي استمرت 20 عامًا.

أكبر قاتل

ويَرجع ذلك إلى تعرض المحاربين القدامى لهذه المادة القاتلة في أماكن الإقامة العسكرية السيئة والسفن والغواصات والمروحيات وحتى الدبابات، حيث تبيّن أن أفراد الخدمة السابقين في الجيش كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض مرتبطة بالأسبستوس بما يصل إلى عشرة أضعاف مقارنة بعامة الناس.

وتبيّن أنه على مدى العشرين عامًا التي قضاها أفراد الخدمة البريطانية في أفغانستان، تم اكتشاف وفاة 3,560 حالة مرتبطة بالأسبستوس بين المحاربين القدامى، ووُصف بأنه أكبر قاتل صناعي في بريطانيا، إذ يودي بحياة أكثر من 5,000 شخص سنويًا، وتظهر الأعراض بعد مرور ما بين 20 و60 عامًا من التعرض لألياف الأسبستوس.