تعيش المملكة المتحدة ظروفًا جوية صعبة، حيث انتشر الجفاف في عدة مناطق وانحسرت المياه في الأنهار والجداول، مع توقعات بانخفاض كبير في المحاصيل الزراعية، في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد موجة الحر الرابعة خلال 2025، التي من المتوقع أن تكسر الأرقام القياسية.
وبهدف مواجهة ذلك الأمر، اجتمعت المجموعة الوطنية للجفاف، التي تضم مكتب الأرصاد الجوية والحكومة والهيئات التنظيمية وشركات المياه واتحاد المزارعين وصناديق الأنهار والصيادين وخبراء الحفاظ على البيئة، لوضع خطط وتدابير تهدف لتوفير المياه للأماكن المحرومة.
جفاف متواصل
ووصفت مشكلة نقص المياه في بريطانيا، بحسب "سكاي نيوز"، بأنها حادثة ذات أهمية وطنية، حيث تستمر العديد من تدفقات الأنهار ومستويات خزانات المياه في الانحسار مقارنة بشهر يونيو الماضي، مع وجود خمس مناطق في حالة جفاف رسميًا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه ست مناطق أخرى طقسًا جافًا متواصلًا، منذ أكثر من 6 أشهر وحتى يوليو الماضي، الذي كان أكثر جفافًا منذ عام 1976، وخامس أكثر شهر دافئ منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في بريطانيا، على الرغم من بعض العواصف والأمطار التي شهدتها البلاد.
الموجة الرابعة
وتستعد أجزاء من البلاد لموجة الحر الرابعة في عام 2025، مع عودة الظروف الأكثر جفافًا في أغسطس، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى ما يزيد على 30 درجة مئوية في بعض المناطق، وربما تتجاوز 35 درجة مئوية في الجنوب، ما يهدد الرقم القياسي للحرارة هذا العام الذي بلغ 35.8 درجة مئوية في الأول من يوليو.
وتبيّن أنه في جميع أنحاء البلاد، كان 51% من تدفقات الأنهار طبيعية، في حين كان الباقي أقل من المعدل الطبيعي، منخفضًا بشكل ملحوظ وسجل نهرا "واي" و"إيلي أوز" أدنى مستوياتهما على الإطلاق في شهر يوليو، وانخفضت نسبة امتلاء الخزانات في المتوسط في جميع أنحاء إنجلترا.
الجمهور والمزارعون
وفي محاولة للسيطرة على نقص المياه، حظرت الحكومة على المواطنين استخدام خراطيم المياه في الشوارع، وطلبوا من الجمهور تقليل الاستهلاك اليومي من المياه، وإجبار الشركات بإصلاح تسربات المياه في الشوارع، وهو ما أدى إلى توفير ما يصل إلى 80 مليون لتر يوميًا.
ويواجه المزارعون تحديات كبيرة من المنتظر أن تؤثر على الحصاد، ووجود انخفاض كبير في المحاصيل، الأمر الذي يعد مدمر ماليًا للمزارع، ووفقًا لوزيرة المياه البريطانية هالوس، يمكن لذلك الأمر أن يكون له تأثير كبير على الحصاد الإجمالي في المملكة المتحدة وتأمين إمدادات الغذاء.
كما يؤثر الطقس الجاف أيضًا على صحة المجاري المائية، حيث يؤدي انخفاض مستويات المياه إلى خفض مستويات الأكسجين في الماء، مما قد يؤدي إلى نفوق الأسماك، وزيادة نمو الطحالب، وقد يمنع الحياة البرية من التحرك، وحذرت الوزيرة من أنهم من المرجح أن يواجهوا نقصًا متزايدًا في المياه في العقد المقبل.