غيَّب الموت مدير التصوير المصري المبدع تيمور تيمور، الذي رحل في لحظة مفاجئة، تاركًا الكاميرا وحيدة بلا صاحب، فهو الفنان الذي جمع بين البراعة التقنية والحس الجمالي، وبين التمثيل والتصوير.
تخرج تيمور في قسم التصوير بمعهد السينما، وانطلق منذ سنوات دراسته الأولى بتجارب فنية كشفت عن موهبة استثنائية، جمع بين عدسة الكاميرا ووقوفه أمامها، فقدم أدوارًا لافتة في فيلم "الحاسة السابعة" ومسلسل "الجامعة"، إلى جانب عمله مصورًا في أفلام بارزة مثل "إبراهيم الأبيض" و"على جثتي"، وسرعان ما رسّخ مكانته كأحد أبرز مديري التصوير في جيله.
أثرى الدراما بأعمال راسخة في الذاكرة، من "جراند أوتيل" و"طريقي" إلى "رسالة الإمام"، الذي شكّل مرحلة نضج فني ووجداني بالنسبة له، واعتبره من أقرب الأعمال إلى قلبه.
وفي رمضان الماضي، قدّم آخر إبداعاته في مسلسل "جودر"، جامعًا بين التصوير والظهور التمثيلي الشرفي، أما على الشاشة الكبيرة، فكانت بصمته الأخيرة في فيلم "شقو"، إلى جانب عمرو يوسف ومحمد ممدوح.
غاب تيمور فترة عن الأعمال الفنية، وكشف عن السبب وراء ذلك، في لقاء سابق، قائلًا: "لم أعتزل العمل طيلة هذه السنوات، ولكن لم أُحبّذ المشاركة في المواسم الرمضانية بسبب المجهود الكبير الذي نبذله فيها، ولكنني في الوقت نفسه كنت أشارك خلال تلك الفترة في عدد من الإعلانات، وكنت أُنتظر التجربة التي تُضيف لي وتُعيدني، وجاءت مع رسالة الإمام".
وكان مدير التصوير الراحل، ينظر إلى مسلسل "جراند أوتيل" بمثابة مرحلة مهمة في مشواره، إذ قال عنه: "حتى الآن، يتحدث الجمهور عن المسلسل الذي عُرض في عام 2016، إخراج محمد شاكر خضير وتأليف تامر حبيب، إذ أحدث ضجة كبيرة، وحظي بإعجاب الجميع، مشيدين بزوايا التصوير والإضاءة المبهرة والمتناسقة للعين، وأيضًا الصورة النقية عالية الجودة، لذا يُعد هذا العمل بمثابة علامة فنية كبيرة بالنسبة لي".
صدمة بالوسط الفني
برحيله، خيّم الحزن على الوسط الفني، فقد نعاه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بكلمات مؤثرة، مؤكدًا أن غيابه "خسارة كبيرة للمشهد السينمائي والدرامي المصري".
كما أصدرت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي، بيان عزاء رسميًا، مشيدةً بإبداعه وأخلاقه.
وتدفقت كلمات الرثاء من زملائه، من بينهم النجم أحمد السقا، الذي كتب نعيًا مؤثرًا، قال فيه: "هتوحشني يا صاحبي.. هتوحشني يا أطيب خلق الله، ربنا يرحمك ويغفرلك يا تيمور ويصبر أهلك ويصبرنا".