تحت شعار "الفنون والثقافة تجمعنا"، يلتقي مبدعو ورواد الإعلام المرئي والمسموع في الوطن العربي، وأيضًا إعلاميو المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية الدولية الناطقة بالعربية، في الدورة الـ23 للمهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون، الذي تستضيفه تونس في الفترة من 12 إلى 15 يونيو الجاري، لتبادل الخبرات والتجارب في كل ما يتعلق بالقطاع السمعي البصري، والتطورات المتلاحقة في تكنولوجيات الاتصال الحديثة.
حول شعار الدورة المرتقبة؛ كشف رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان محمد رؤوف يعيش لـ"القاهرة الإخبارية" عن اختيارها للشعار، لأن الفعاليات تجمع بين ألوان مختلفة من الفنون والثقافة يتم تسليط الضوء عليها، ومن المقرر أن يقام حفل الافتتاح -الذي يحضره مبدعون يمثلون الإذاعات والتليفزيونات العربية وصناع الصوت والصورة- بمسرح الأوبرا في تونس الذي يسع نحو 1800 مقعد.
يتضمن برنامج الحفل الافتتاحي سهرة فنية بعنوان "عطور عربية"، وهي عبارة عن مشروع فني إبداعي مستوحى من الموسوعة الغنائية الكلاسيكية والشعبية للتراث التونسي، كما يُقدَم -بألوان مبدعة- الغناء والرقص من مختلف مناطق وجهات العالم العربي، ويترأس الملحن والموسيقار التونسي محمد علي كمون، الموسيقى الخاصة بالعروض.
فيما تختتم الدورة مساء 15 يونيو الجاري، في المسرح الأثري بقرطاج، ويحييه الفنان المصري تامر حسني، أمام آلاف من المدعوين.
صفة سنوية
اكتسبت دورات المهرجان الصفة السنوية منذ 8 أعوام، حسبما أكد رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، قائلًا: تقام الدورات سنويًا بصفة منتظمة بقرار من المهندس عبد الرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية منذ توليه المسؤولية في عام 2015، بينما قبل ذلك التاريخ كانت تنعقد الدورة كل عامين، إذ انطلقت دورته الأولى عام 1981، وبحلول هذه الدورة يكون المهرجان أكمل 42 عامًا".
من خصوصيات الدورة المقبلة أنها تقام بالتعاون والشراكة لأول مرة مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية، وكانت من قبل تضم الشركاء التقليديين، وهم الإذاعة والتلفزة التونسية والمؤسسة العربية و"عرب سات".
احتفاء بالمبدعين
تستضيف الدورة الـ23، كوكبة من أشهر نجوم الشاشة والسينما العربية، يحتفي بهم المهرجان في الحفل الافتتاحي الذي يقام مساء 12 يونيو وهم، الممثلة المصرية شيرين، ومن سوريا الممثل ميلاد يوسف، والفنانة روعة هاني السعدي، ومن لبنان يأتي ضيف شرف ومُكرَّم أيضًا وهو الممثل والملحن جورج خباز، ومن الإمارات العربية المتحدة الفنانة فاطمة الحسني، ومن المغرب المخرجة سناء عكرود، ومن ليبيا المخرج والفنان حسن قرفال.
وتابع "يعيش": "تضم قائمة المكرمين، الإعلامية الكبيرة إيناس جوهر رئيسة الإذاعة المصرية سابقًا، عبد العزيز قاسم المدير العام الأسبق للإذاعة والتلفزة التونسية، إيناس يعقوب مخرجة تلفزيونية وسينمائية في البحرين، المنصف البلدي ممثل ومخرج تلفزيوني في تونس، والممثل والمخرج السينمائي تقي الدين صوبيرا من جزر القمر".
فعاليات الدورة
ومن ضمن فعاليات الدورة الـ23، يشهد المهرجان إقامة المعرض التكنولوجي بمشاركة 80 عارضًا، يمثلون أشهر الشركات العالمية المتخصصة في التجهيزات المتطورة ذات العلاقة بالقطاع الإذاعي والتلفزيوني، ويتوزع العارضون على نحو 100 جناح، تتيح لهم فرصة الاطلاع على آخر الإنتاجات والمبتكرات في مجال المعدات التقنية والتجهيزات المتطورة ذات العلاقة بالقطاع السمعي والبصري للاتصالات.
تشمل الفعاليات أيضًا إقامة سوق البرامج، وتعرض فيه إنتاجات الهيئات الإذاعية والتليفزيونية في اتحاد إذاعات الدول العربية، وكذلك المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية الخاصة وشركات الإنتاج وتوزيع المحتوى، وهو ما يسمح بترويج الأعمال الفنية، وتسيير انسياق وتدفق البرامج داخل المنطقة العربية وخارجها، وتحقيق أكبر قدر من التنوع في مصادر المادة البرامجية المتداولة ضمن المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية.
المنصات الرقمية
تشهد الدورة ندوة مهمة حول المنصات الرقمية، بعد أن كانت الدراما العربية مقتصرة على التليفزيونات والإذاعات، ولكن أصبحت هناك منصات رقمية تبث مسلسلات وأعمال فنية متعددة، مما يشكل عقبة في وجه التليفزيون ووسائل الإعلام التقليدية، حيث حوّل المشاهد وجهته لمتابعة الدراما العربية والأجنبية عبر المنصات الرقمية.
ووسط الجدل الدائر حول الذكاء الاصطناعي وإنتاج المحتوى بطريقة إلكترونية، تقام ندوة نقاشية يحضرها خبراء ومتخصصون أجانب، للتنبيه إلى خطورة ذلك على الإعلام، ومخاوف من أن يأتي يومًا ويكون الكاتب والمذيع افتراضيًا.
الأفلام الوثائقية وتحديات الإنتاج
سيتاح للأفلام الوثائقية فرص واسعة بالمنصات الرقمية، من خلال لقاءات بحضور خبراء ومسؤولين في قنوات متخصصة، منها قناة برجيفيلا الألمانية، قناة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية، وخبير آخر من شركة متخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية.
المسابقات التليفزيونية والإذاعية
تشير إدارة المهرجان إلى أنه لا يشارك بالمسابقات مبدعون منتمون إلى هيئات الإذاعة والتليفزيون العربية، وأعضاء في الاتحاد فقط، ولكن أيضًا تنفتح على القنوات الفضائية الخاصة والفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية، وكذلك الإذاعات العمومية والخاصة، ويترشح نحو 109 أعمال في إطار المسابقات الإذاعية، و140 عملًا بالمسابقات التليفزيونية الرسمية التي تشارك فيها الهيئات التليفزيونية العمومية و50 عملًا للهيئات التليفزيونية الخاصة.
لجنة التحكيم
تقدم جوائز الدورة المقبلة لجنة تحكيم تضم خبراء مستقلين، لا يباشرون أعمالهم في هيئات الإذاعة والتليفزيون، حتى يضمن المهرجان الشفافية والحياد، كما أن اللجنة تتولى مهام عملها عن بعد، ليقيّم أعضاؤها الأعمال في بلدانهم ويدخلون على منصة رقمية، حيث لا يعرف كل زميله في أي بلد آخر، حتى تكون العملية التحكيمية والتقييمية خالية من المزايدات، وهذا يجعل جميع الهيئات المشاركة مطمئنة على نتائج المسابقات.
