الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من "بوليتيكو" إلى "سي إن إن".. قمة ألاسكا تحت مجهر الإعلام العالمي

  • مشاركة :
post-title
لقاء دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

حظي لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة "إلمندورف‑ريتشاردسون" الجوية بألاسكا، بتغطية إعلامية عالمية واسعة رصدت كل تفاصيل الحدث التاريخي وردود الفعل المتباينة عليه.

استقبال فاخر مثير للجدل

وصفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية الاستقبال بأن "ترامب فرش السجادة الحمراء لاستقبال بوتين في ألاسكا"، مشيرة إلى أن الاستقبال تضمن سجادة حمراء على المدرج، وعرضًا جويًا عسكريًا بطائرات B‑2 وF‑22، ومصافحات ودية، وجولة في السيارة الرئاسية المصفحة.

وأكدت الصحيفة أن هذا كان "استقبالًا مذهلاً لزعيم أصبح منبوذًا عالميًا منذ حرب أوكرانيا عام 2022".

من جانبها، رصدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية كيف "وصل كلا الزعيمين في الساعة 11:08 صباحًا بالتوقيت المحلي"، مضيفة أن "ترامب وصل أولاً وصفق بينما اقترب بوتين، وتشاركا مصافحة حارة وما بدا وكأنه دردشة خفيفة".

كما لفتت الصحيفة إلى أن "بوتين انضم إلى ترامب في السيارة الرئاسية المصفحة، وهي امتياز نادر للحلفاء والخصوم على حد سواء، ويمكن رؤيته وهو يضحك بسعادة".

تحليل خبراء لغة الجسد 

خصصت وسائل الإعلام اهتمامًا كبيرًا لتحليل لغة الجسد بين الزعيمين، إذ استعانت مجلة "نيوزويك" بخبيرة لغة الجسد بقيادة باتي آن وود التي حللت المصافحة التاريخية بتفصيل دقيق.

وأوضحت الخبيرة أن "ترامب كان يقف منتظرًا وهو يبتسم"، في علامة على راحته وتطلعه للحدث، مضيفة أن "كتفيه كانتا للخلف أكثر من المعتاد مما يشير إلى الثقة".

لكن الأهم كان تحليل المصافحة نفسها، حيث أشارت وود إلى أن "ترامب عادةً ما يحب أن تكون يده في الأعلى، لكن هنا يبدو أنه قدم كفه للأعلى، وهو موقف أضعف وأكثر خضوعًا، مما يشير إلى أنه يرى بوتين كشخصية أكثر قوة".

وأضافت أن ترامب "استخدم حركته المميزة، وهي الحفاظ على المصافحة قريبة من منتصف جسده لجذب الشخص الآخر إليه، وهو عرض للقوة".

كما لاحظت الخبيرة أن "كلا الزعيمين حافظا على التواصل البصري وابتسما مما يشير إلى توازن بين الاحترام والحزم"، واصفة الأمر بأنه "لعبة شطرنج في المصافحة".

وسائل الإعلام الغربية في صدمة

أظهرت التقارير الإعلامية حالة صدمة واضحة لدى وسائل الإعلام الغربية، إذ وصفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية لغة الجسد بين الزعيمين بأنها "أي شيء عدا الباردة"، مشيرة إلى صورة "بوتين المبتسم وهو ينظر من نافذة سيارة ترامب المصفحة".

وأضافت الشبكة أن "بوتين لم يكن منحنٍ في ألاسكا، بل جلس للأمام في كرسيه عندما بدأ الاجتماع، ويداه مطوقتان".

من جهتها، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "ترامب استقبل الرئيس الروسي بحرارة بعد ثلاث سنوات من العزلة الدبلوماسية والعقوبات".

بينما اعتبرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أن هذا اللقاء "يشير إلى نهاية عزلة روسيا عن الغرب بأكثر الطرق إثارة للإعجاب"، مضيفة أن روسيا لم تعد "منبوذة بل شريك".

وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن "ترامب وبوتين حيا بعضهما البعض كأصدقاء قدامى؛ والقول بأن استقبالهما كان حارًا يعد تقليلًا من الأمر"، كما نقلت الوكالة أن الإدارة الأمريكية ناقشت إمكانية استخدام كاسحات الجليد الروسية النووية لدعم مشاريع الغاز والغاز الطبيعي المسال في ألاسكا.

ترتيبات القمة والمشاركون

كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، وفقًا لـ"بوليتيكو" و"ذا جارديان"، أن الاجتماع تحول من لقاء منفرد إلى مفاوضات ثلاثية، حيث انضم إلى ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بينما رافق بوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف ومستشار الشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.

وأشارت التقارير إلى أن هناك اجتماع غداء موسع شمل وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الدفاع بيت هيجسيث ورئيس الأركان سوزي وايلز.

ردود أوروبية وأوكرانية متوترة

رصدت وسائل الإعلام القلق الشديد في أوروبا وأوكرانيا من هذا اللقاء، إذ ذكرت صحيفة "ذا هيل" أن "زيلينسكي في حالة رعب من هذا اللقاء"، بينما أشارت التقارير إلى استعداد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاء ترامب فور انتهاء القمة.

كما أعلنت بريطانيا على لسان وزير الدفاع جون هيلي استعدادها لنشر قوات على الأراضي الأوكرانية وتعزيز العقوبات إذا أظهرت روسيا "نوايا غير جدية" في ألاسكا.

توقعات وآمال السلام

أشار ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" على متن الطائرة الرئاسية إلى أنه يعتقد أن الاجتماع "سيسير بشكل جيد جدًا، وإن لم يحدث ذلك، فسأعود إلى المنزل بسرعة كبيرة".

وأضاف أنه "سيغادر" إذا لم تسر الأمور كما هو مخطط. كما كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن المفاوضات قد تستغرق "ستة إلى سبعة ساعات كحد أدنى"، مع خطة لعقد مؤتمر صحفي مشترك تحت شعار "السعي للسلام".