بالتزامن مع اللقاء الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، تلتقي لأول مرة أيضًا، فخر المقاتلات من البلدين من الجيل الخامس في المجال الجوي لألاسكا، وهما المقاتلة الشبحية الأمريكية F- 22 Raptor، ونظيرتها الروسية SU- 57.
الاجتماع، الذي وصفه ترامب نفسه بأنه "متوقع للغاية"، يعقد في قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" المشتركة (JBER)، والتي تضم عددًا كبيرًا من طائرات F- 22 التابعة للقوات الجوية الأمريكية، وتعد مفتاح لإبراز القوة الأمريكية في القطب الشمالي، وهي المنطقة التي تهيمن عليها روسيا، وتستثمر فيها الولايات المتحدة بشكل متزايد.
وعند وصول بوتين إلى القاعدة الأمريكية، فمن المرجح أن ترافقه طائرات SU- 57 المتطورة.
ووفق مجلة "نيوزويك" الأمريكية، لم تلتقِ المقاتلتان الأحدث في العالم من قبل، على الرغم من مشاركة طائرة SU- 57 وطائرة F- 35 الأمريكية من الجيل الخامس في عرض جوي بالهند في فبراير، والذي وصفته الحكومة الهندية بـ"اللحظة التاريخية".
طائرات شبحية
تعد الطائرات من الجيل الخامس هي الجيل الأكثر تقدمًا من الطائرات التي تعمل حاليًا في الساحة العالمية، على الرغم من أن البرامج الرامية إلى إطلاق طائرات الجيل السادس تسير على قدم وساق.
وغالبًا ما تُعتبر طائرة SU- 57، المعروفة أيضًا في حلف شمال الأطلسي باسم Felon، بمثابة المُعادل التقريبي لطائرة F- 22 بالنسبة للكرملين.
كلتا الطائرتين مقاتلتان شبحيتان من الجيل الخامس، مُزودتان برادارات وإلكترونيات طيران متطورة، ومُصممتان للتحليق دون أن تُكتشفا، ولديهما القدرة على تدمير أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
وبينما الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تشغل طائرات F- 22، لكن 19 جيشًا تستخدم طائرات F- 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن.
تنقل "نيوزويك" عن فريدريك ميرتنز، المحلل الاستراتيجي في مؤسسة TNO البحثية الهولندية: "إذا التقت الطائرتان في سماء ألاسكا، يمكنك أن تتأكد من أن كلا الجانبين سيحاولان معرفة أكبر قدر ممكن عن الآخر، وسيحاولان إخفاء أكبر قدر ممكن من القدرات الحقيقية لطائراتهما".
وأضاف: "على حد علمي، لم تلتقِ طائرتا SU- 57 وF- 22 قط في المجال الجوي نفسه، لا يوجد الكثير من هاتين الطائرتين في المنطقة".
دعاية للروس
وفقًا لإصدار 2025 من تقرير التوازن العسكري، وهو إحصاء سنوي للقوات المسلحة العالمية يُجريه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) -وهو مركز أبحاث دفاعي بريطاني- تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية ما يُقدّر بـ 165 طائرة F- 22 Raptor، وفي المقابل تمتلك روسيا نحو 19 طائرة SU- 57.
وتلفت "نيوزويك" إلى أنه على عكس الطائرات الأخرى المستخدمة على نطاق واسع في أوكرانيا، مثل طائرات SU- 35 الروسية، لم تلعب المقاتلات الشبحية SU- 57 دورًا رئيسيًا في المعارك الجوية التي يخوضها الكرملين منذ فبراير 2022.
وأشارت تقارير استخباراتية صادرة عن الحكومة البريطانية في أوائل عام 2023 إلى أن المقاتلة الشبحية الروسية ظلت بعيدة بشكل عام عن الاشتباكات في الخطوط الأمامية عندما تم استخدامها، لكن التقارير الواردة من أوكرانيا أشارت إلى أن موسكو زادت من استخدامها لطائرة SU- 57 في الأسابيع الأخيرة.
وفي منتصف عام 2024، قالت أوكرانيا إنها ضربت بنجاح طائرة من طراز SU- 57 في مطار يقع على بعد مئات الأميال عبر الحدود.
وعلى الرغم من أن الكثير من المواصفات الدقيقة لطائرتي SU- 57 وF- 22 محاطة بالسرية، فإن الطائرة الأمريكية تأتي عمومًا في المقدمة باعتبارها الطائرة الأكثر تقدمًا، وفقًا لما قاله ميرتنز.
وأضاف: "تتميز طائرة F- 22 بخصائص تخفي فائقة، حيث تُظهر الطائرة الروسية انحدارها المباشر من خط SU- 27"، وأوضح أن العديد من ميزات SU- 57 تُسهّل رصدها بواسطة الرادارات أو أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء مقارنةً بطائرة F- 22، المُجهزة أيضًا برادار متطور للغاية.
مع ذلك، فإن مقاتلة SU- 57 لا تزال "طائرة متفوقة للغاية وخطيرة للغاية"، كما تابع ميرتنز، الذي أشار إلى أن نظيرتها الأمريكية تستخدم على الأرجح "عاكسات رادار"، شبيهة بالموجودة في طائرات F- 35 التي تحلق حول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
ويرى ميرتنز أنه "إذا كان الروس أذكياء، فسيفعلون الشيء نفسه. ولكن مهما حدث، فإن وجود طائرات F- 22 وSU- 57 جنبًا إلى جنب سيكون بمثابة نعمة دعائية للروس، لأنه سيعطي على الأقل الانطباع بأن هاتين الطائرتين متساويتان حقًا".