الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجرد جلسة استطلاعية.. واشنطن تخفض سقف التوقعات لقمة ترامب وبوتين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، غدًا الجمعة في ألاسكا؛ لبحث الحرب الأوكرانية، في خطوة دبلوماسية تثير الجدل وتواجه انتقادات واسعة، في حين تعمد إدارة ترامب إلى تخفيف التوقعات حول هذا اللقاء، واصفة إياه بـ"جلسة استماع" و"لقاء استطلاعي" دون التنبؤ بأي نتائج ملموسة، حسبما نقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

قمة "استطلاعية"

كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن اللقاء المنفرد بين ترامب وبوتين في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية بمدينة أنكوريج يهدف أساسًا للاستطلاع والفهم، موضحة أن "الأمر يتعلق بجلسة استماع للرئيس ليحصل على فهم أعمق وأوضح حول السبل المحتملة لإنهاء هذه الحرب"، خاصة أن "أحد أطراف الصراع فقط سيكون حاضرًا في هذا اللقاء".

هذا التوجه الحذِر من الإدارة الأمريكية يأتي في ظل تجنب مسؤوليها الحديث عن أي مخرجات محددة للقمة، والإشارة بدلًا من ذلك إلى ضرورة عقد لقاء لاحق يضم بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإحراز تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار.

كما تشير "ذا هيل" إلى أن التفاصيل التنظيمية للقمة لا تزال محدودة؛ نظرًا للتحضير السريع للقاء خلال أسبوع واحد فقط.

رسائل متناقضة

تشير "ذا هيل" إلى أن موقف ترامب من اللقاء يتسم بالغموض وعدم اليقين، إذ يتأرجح بين التفاؤل الحذر والتحذيرات الصارمة.

فمن جهة، يعبر ترامب عن اعتقاده بأن "هناك احتمالًا قويًا لعقد لقاء ثانٍ أكثر إنتاجية من الأول، لأن اللقاء الأول سيساعده على فهم الوضع الحالي وتقييم الخيارات المتاحة"، ومن جهة أخرى يرى من أن المحادثات "قد تكون جيدة، وقد تكون سيئة".

يتصاعد هذا التناقض عندما يوجه ترامب تهديدات حازمة لموسكو بـ"عواقب وخيمة" في حال عدم توقف القتال، ثم يعترف في الوقت ذاته بأن قدرته على إقناع بوتين بوقف استهداف المدنيين الأوكرانيين محدودة.

ويربط الرئيس الأمريكي إمكانية عقد لقاء ثانٍ بنتائج القمة الأولى، قائلًا: "إذا لم أحصل على الإجابات المطلوبة، فلن يكون هناك لقاء ثانٍ".

موجة انتقادات واسعة

تواجه هذه القمة انتقادات حادة من أطراف متعددة ترى فيها منحًا لانتصار دبلوماسي مجاني لبوتين، خاصة مع انعقادها على الأراضي الأمريكية دون مشاركة أوكرانية.

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن هذه المخاوف تتزايد مع اقتراحات ترامب الأخيرة بأن كييف قد تحتاج للتنازل عن أجزاء من أراضيها لتحقيق السلام، وهو ما ترفضه القيادة الأوكرانية جملة وتفصيلًا.

تتعامل العواصم الأوروبية مع التطورات بحذر بالغ، فرغم تقديرها لمبادرة ترامب الدبلوماسية، تُبدي قلقًا من احتمال خروج الرئيس الأمريكي عن التوجهات المتفق عليها مسبقًا.

في هذا السياق، يؤكد زيلينسكي عقب اتصاله مع ترامب والقادة الأوروبيين أن "الضغط على روسيا مُجدٍ، والسلام ضرورة حتمية، ونحن بحاجة لنتائج واضحة يمكننا تحقيقها معاً".

دبلوماسية المواجهة المباشرة

في مواجهة هذه الانتقادات، يتصدى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للدفاع عن النهج الترامبي، مؤكدًا أن "اللقاء بحد ذاته ليس تنازلًا" بالنسبة للرئيس.

وأوضح "روبيو"، في حديث إذاعي، أن ترامب يؤمن بضرورة "جمع كل المعطيات والنظر في عيون الخصم مباشرة" قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية.

تستند الإدارة الأمريكية في دفاعها إلى فلسفة أن الدبلوماسية المباشرة وتحسين العلاقات مع القوى الأخرى لا يحملان مخاطر جوهرية، مع التأكيد على أن ترامب يتبع منهجًا دبلوماسيًا مختلفًا عن سابقيه.

ومن المتوقع أن يعقب ترامب على لقائه مع بوتين بمكالمات مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين لإطلاعهم على نتائج المحادثات، حسب "ذا هيل".