قد يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زنيلنسكي، نفسه امام اتفاق قريب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في إطار السعي لوقف إطلاق النار في الحرب التي دارت رحاها منذ فبراير 2022.
وتعتقد الدول الأوروبية أن أي وقف لإطلاق النار ينبغي أن يستند إلى خط المواجهة الحالي الذي يبلغ طوله 680 ميلًا، الذي ظل ثابتًا إلى حد كبير منذ صد القوات الروسية الهجمات المضادة التي شنتها أوكرانيا، بحسب "تايمز البريطانية".
وإضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، هناك أربع مناطق يُرجَّح أن تُدرَج في المفاوضات هي دونيتسك، ولوهانسك، وزابوريجيا، وخيرسون.
وواصلت القوات الروسية تقدمها شرق أوكرانيا، ويتردد بوتين في وقف هجومه في وقت يوشك فيه على تطويق مدينة بوكروفسك، التي لطالما كانت هدفًا للهجمات الروسية، وتُعرّض المكاسب الطفيفة في الأراضي خطوط الإمداد واللوجستيات الأوكرانية لخطر هجمات الطائرات الروسية المسيّرة.
ثمن بوتين لوقف الحرب
تُعرف مقاطعتا دونيتسك ولوهانسك مجتمعتين باسم إقليم دونباس، ويدور القتال هناك منذ عام 2014، إذ خسرت أوكرانيا لوهانسك بالكامل تقريبًا، لكنها لا تزال تسيطر على ثلث دونيتسك، ويُقال إن بوتين حدد ثمن وقف إطلاق النار بـ"دونباس كاملة"، وهو ما يعني تخلي أوكرانيا عن مواقعها الدفاعية المحصنة في دونيتسك، ما يجعلها عُرضة لمزيد من الهجمات.
وفقًا لـ"سي إن إن"، فإن الكرملين عرض على المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف فكرة تبادل وقف إطلاق النار بمنح موسكو أجزاء من دونباس لم تسيطر عليها بعد، وهذا المقترح، في حال تنفيذه، سيعني أن مدنًا مثل سلوفيانسك قد تصبح تابعة لروسيا بين ليلة وضحاها.
تنازلات من كييف
في عام 2022، وقّع بوتين إعلانات بضمّ كامل مقاطعات لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، لم تُسيطر القوات الروسية قط على مدينة زابوريجيا، وطُردت من شمال خيرسون خلال هجوم مضاد عام 2022، لكن مع تقدّم الجنود الروس، قد يطالب بوتين أوكرانيا بمزيدٍ من التنازلات الإقليمية كثمنٍ للسلام، ويحاول استعادة هذه المقاطعات الأربع.
اقتراح تبادل الأراضي
أصر الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيتضمن مبادلة أراضٍ، ويقول إن روسيا سيطرت على بعض الأراضي الساحلية الرئيسية، ويريد استعادة البعض منها.
ويشمل ذلك مقايضة يحصل بموجبها بوتين على كامل منطقة دونباس مقابل إعادة أجزاء من خيرسون إلى أوكرانيا، وقد يبدو هذا مستبعدًا للغاية، كان أحد الأسباب الأولية لهجوم بوتين على أوكرانيا هو إنشاء جسر بري إلى شبه جزيرة القرم من خلال الاستيلاء على خيرسون.