أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القادة الأوروبيين والأوكرانيين أنَّ واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لكييف مع شروط محددة، في إطار التحضيرات لقمته المرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقرر لها غدًا الجمعة في ألاسكا، وفقًا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو" عن ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات.
تنسيق المواقف
جرت هذه النقاشات خلال اجتماع افتراضي نظمته ألمانيا، أمس الأربعاء؛ لتنسيق المواقف الأمريكية والأوروبية قبل القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين.
وأكدت المصادر الثلاثة (دبلوماسي أوروبي ومسؤول بريطاني وشخص مُطلع على المكالمة)، لصحيفة "بوليتيكو"، أن الولايات المتحدة أبدت استعدادًا للمساهمة في توفير الوسائل اللازمة لردع أي هجوم روسي مستقبلي على كييف، شريطة التوصل لوقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر المُطلع على المكالمة أن ترامب اشترط أن يكون أي التزام أمريكي بضمانات أمنية لأوكرانيا خارج إطار حلف الناتو، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي لم يحدد طبيعة هذه الضمانات بدقة واكتفى بمناقشة المفهوم العام لهذه الآلية.
رؤية التسوية النهائية
فيما أشار المسؤول البريطاني، في تصريحات لـ"بوليتيكو"، إلى أن "ترامب يدرك أن الضمان الأمني الأمريكي يجب أن يكون جزءًا من التسوية النهائية، ويرى الولايات المتحدة تلعب دورًا في ذلك".
وأكد "ترامب"، خلال المحادثات، أن الولايات المتحدة لن تستمر في تقديم الأسلحة أو القوات بشكل مباشر لأوكرانيا، لكنه سيواصل بيع الأسلحة للدول الأوروبية لاستخدامها من قبل كييف.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن ترامب عارض المساعدات العسكرية القاتلة لأوكرانيا طوال معظم فترة رئاسته، لكنه سمح مؤخرًا لأوروبا بشراء الأسلحة الأمريكية لإرسالها إلى أوكرانيا، وهي خطوة تقول إدارته إنها زادت الضغط على موسكو وأقنعت بوتين بالجلوس على طاولة المفاوضات.
تفاؤل أوروبي حذر
أثار انفتاح ترامب على تقديم الضمانات الأمنية، تفاؤلًا حذرًا بين المسؤولين الأوروبيين قبل اجتماع الجمعة، حسبما ذكرت "بوليتيكو".
ورغم أن المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين يشعرون بأن ترامب أخذ نصائحهم بعين الاعتبار ويسعى لتحقيق وقف إطلاق النار، يتوجسون مما قد يحدث عندما يجتمع ترامب وبوتين وجهًا لوجه في جلسة مغلقة.
وأوضحت الصحيفة أن أوروبا تسعى لوضع ترتيبات للضمانات الأمنية دون الولايات المتحدة، مثل تشكيل تحالف من القوات البرية المستعدة للمساعدة في الدفاع عن أي اتفاق سلام محتمل، لكنها تريد الدعم الأمريكي لهذه الجهود.
توقعات محدودة
رغم هذه التطورات، أشارت "بوليتيكو" إلى أن أي ضمانات أمنية يدعمها ترامب ستكون على الأرجح محدودة وقد تخيب آمال مؤيدي أوكرانيا الذين يريدون ضمانات أكثر قوة من الولايات المتحدة لردع أي هجوم روسي على أوكرانيا مرة أخرى بعد انتهاء القتال.