حتى الشفاء صعب المنال.. ارتفاع مستوى العدوى المقاومة للأدوية في غزة

أظهرت دراسة تحليلية جديدة ارتفاع حالات العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية المتعددة (MDR) في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، في ظل تخوفات من أن يُعقّد الانتشار الواسع للبكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة علاج المرضى في القطاع الذي مزقته الحرب.

الشفاء الصعب

وفقًا لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، درس الفريق الذي حلّل البيانات من غزة والولايات المتحدة نحو 1300 عينة جُمعت من قِبل مستشفى الأهلي في مدينة غزة شمال القطاع، بين 1 نوفمبر 2023 و31 أغسطس 2024.

والمقاومة المتعددة للأدوية هي تلك مقاومة المضادات الحيوية التي تُظهرها أحد أنواع الميكروبات لواحد على الأقل من مضادات الميكروبات ضمن ثلاث فئات أو أكثر من مضادات الميكروبات.

ووُجد أن نحو ثلثي العينات التي خضعت للتقييم، أو 66.9%، مقاومة للأدوية المتعددة، وفقًا لتعليق بحثي مُحكّم نُشر أمس الثلاثاء في مجلة "ذا لانسيت" الطبية.

مقاومة نشطة

أظهرت البكتيريا مقاومةً للمضادات الحيوية، بما في ذلك أموكسيسيلين-كلافولانات، وسيفوروكسيم، وسيفوتاكسيم، وفقًا للتحليل.

كما وجد التحليل أن مقاومة نوعين من المضادات الحيوية، وهما سيفترياكسون وسيفتازيديم، كانت عالية بين البكتيريا التي وُجدت تنمو في الجروح الملوثة.

كما اكتشف الباحثون وجود بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، وهي نوع من البكتيريا المقاومة للعديد من المضادات الحيوية، في بعض العينات.

كما قارن الفريق أيضًا فترتين من الحرب، الأولى من 1 نوفمبر 2023 إلى 31 مارس 2024، والثانية من 1 أبريل 2024 إلى 31 أغسطس 2024، ووجد الفريق أن معدل انتشار مقاومة الأدوية المتعددة ظل ثابتًا نسبيًا، من 66.7% إلى 68.2% على التوالي خلال الفترتين.

تقييم ضعيف

صرّح بلال عرفان، المؤلف المشارك في التحليل وخبير الأخلاقيات الحيوية الذي يُجري أبحاثًا في مستشفى بريجهام والنساء بجامعة هارفارد وجامعة ميشيجان، لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أن انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة أدى إلى تفاقم انتشار العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية المتعددة.

وأوضح عرفان "أنه مع الاستهداف المتعمد واسع النطاق للمستشفيات والمختبرات ومحطات تحلية المياه، يُصعّب تقييم عبء العدوى أو عبء مقاومة المضادات الحيوية، لأن المختبرات التي تُقيّم هذا النوع من الحالات إما مُدمّرة أو خارج الخدمة، سواءً كانت في الجامعات أو المستشفيات".

وتابع: "الطاقم الصحي الذي كان يقوم بهذا العمل بانتظام إما قُتل أو اختُطف أو شُرد، لذا فإنّ حتى تكوين صورة واضحة عن كل هذا أمرٌ بالغ الصعوبة".

كان تقرير صادر عن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في ديسمبر 2024 خلص إلى أن إسرائيل أسست نمطًا من الهجمات المميتة على المستشفيات وقربها في غزة.